كتب أيمن قحف
السيد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء المحترم
لم تسنح لي الفرصة كي أتقدم لكم بالتهنئة بشكل شخصي بتوليكم مهام منصبكم الرفيع بسبب عدم تواجدي في العاصمة خلال الأسبوعين الماضيين وعطلة العيد،ولكنني أتابع عبر الإعلام نشاطكم الرسمي و الميداني حتى في فترة العيد... سيدي رئيس مجلس الوزراء: بعد خبرة قرابة ربع قرن في المهنة ،والتعامل اللصيق مع رؤساء الحكومات والوزراء منذ أكثر من عشرين عاماً ،أسمح لنفسي أن أقدم لكم نصيحة أرجو أن تقبلوها مني بروح ايجابية وإن لم تعجبكم أو لم تقتنعوا بها.... هناك مقولات شهيرة قد تعينني على ايصال فكرتي: قبل أن يقفز العدو،لا بد أن يثني قدميه!!! لو كانت ستمطر لكانت غيمت!!! نحن في فترة أزمة،والحمد لله أن إرادة إلهية أو شعبية جعلت البلد صامداً حتى الآن،ولكن بكل الأحوال ليس بجهد الحكومة ووزرائها ومحافظيها ومديريها فهم عادة "آخر من يعلم وآخر من يتحرك" والأحداث دائماً تسبقهم ،والدور الذي يقومون به هو ما هم مضطرون للقيام به من منطق الحاجة وليس المبادرة ، من منطق رد الفعل وليس الفعل أو المبادرة!!! لقد حذرنا مراراً من أن وضع البلد لا يحتاج مسؤولين مترددين وتقليديين،يحتاج للرجال الرجال أصحاب قوة القلب والإرادة والمبادرة،والاقتراب من المواطن وهمومه وحل مشكلاته يخفف كثيراً من العبء عن الجيش وقوى الأمن ... أقول لسيادتكم في بداية عملكم: ما رأيته وما سمعته حتى الآن سبق ورأيته وسمعته آلاف المرات،و جولاتكم الميدانية نسخة مكررة يمكن أن تستعيدوها من أرشيف التلفزيون والصحف!!! هموم البلد والمواطن تحتاج للتفكير "من خارج الصندوق".. تحتاج لمبادرات مبتكرة وجديدة وآلية عمل وتفكير غير تقليدية... إدارة الدولة لا تحتاج منكم أن تكونوا سوبرمان بل أن تستعينوا بأبناء الوطن المخلصين ليساعدوا في التفكير والتنفيذ ودور الحكومة فقط اتخاذ القرار الأفضل من بين السيناريوهات المختلفة.. لقد قابلت في الأسبوعين الماضيين في حمص وطرطوس واللاذقية عشرات الأشخاص واستمعت منهم لأفكار وآراء مدهشة لحل مشكلات البلد،منهم الفلاح ومنهم العامل ومنهم الأكاديمي ومنهم المتقاعد،منهم مسؤولون سابقون أتاحت لهم العودة لقراهم أن يفكروا بهدوء بل واكتشاف "عقم أساليبهم التي أداروا بها مؤسساتهم" وقبولهم الخضوع لجهات أفسدت الإدارة العامة!!! سيدي رئيس مجلس الوزراء: على الصعيد الشخصي أكن لكم الكثير من الاحترام ومتفائل بكم،لكن ارجوكم من القلب أن تستقطبوا خبرات الوطن ليساهموا في الحل وتحمل المسؤولية،فتشوا عنهم ولا تعتبروا القرار المنبثق عن معارفكم المحدودة ومستشاريكم القلة الذين فقدوا القدرة على الابداع هو القرار الأفضل،دائماً هناك خبراء يمكن الاستعانة بهم ،وهم لا يريدون اليوم سوى أمان البلد وإنقاذه.. أرجوكم أن تعملوا على خلق بيئة جديدة للعمل والانتاج وحل المشكلات،فأنتم حتى الآن تعملون بنفس الأدوات والعقلية وآلية العمل واتخاذ القرار،تلك المقدمات لن تأتي إلا بنفس النتائج التي أوصلتنا لهذا الحال.. يقول انشتاين في تعريف الغباء:هو أن تقوم بنفس العمل بنفس الطريقة والاجراءات والبيئة والأشخاص مع توقع نتائج مختلفة؟!!!! حاشاكم أن تقعوا في هذا المطب.. وللحديث بقية......