يعمل وزير الدولة لشؤون تنمية المنطقة الشمالية والشرقية نجم الدين خريط بصمت وهدوء منذ تسلمه مهمته قبل حوالي ستة أشهر،يحاول-وهو ابن المنطقة الشرقية-أن يصوغ صورة مستقبلية لمنطقة ظلمت كثيراً ولم تلحق أخواتها في قطار التنمية ،بل لم تحصل على حصتها من ناتج محلي تساهم فيه بالحصة الأكبر!!
في ردهة مجلس الوزراء ،قبل الحوار بيوم واحد ،التقيت مديرة مكتب الوزير خريط السيدة وئام محمد وسألتها:ماذا تعمل وزارتكم هذه الأيام؟
قالت :وزيرنا من أنشط الوزراء ولا يهدأ أبداً!!!
قلت لها:عجيب،لماذا لا نعرف شيئاً عما تقومون به؟!!!
في اليوم التالي كنت على موعد مع الوزير نجم الدين خريط،وجدت في الرجل كل صفات الإخلاص والجدية للقيام بعمل يترك بصمة واضحة في"تنمية المنطقة الشرقية"،ويمكنك أن تتفائل بما يمكن لرجل اسمه"أبو فرات"أن يفعل لتنمية منطقة تعيش على ضفاف الفرات!!
الوزير خريط في أول حوار صحفي يحل ضيفاً على بورصات وأسواق وموقع سيريانديز الالكتروني ..

- قاربت فترة وجودكم في الوزارة الستة أشهر والملف شاق وشائك وخاصة أن المنطقة تغرق بهموم التنمية أساساً فما هي الأولويات التي ترونها ضرورية ليكون دوركم مؤثراً لتحقيق تنمية فعلية في المنطقة الشمالية الشرقية ؟
** شكراً على السؤال الهام جداً أولاً أود أن أنوه أن موقعي الجديد هو ليس بمنصب حكومي وإنما هي مهمة ومسؤولية ولا أخفي عليك أنها مهمة كبيرة ،ومطلوب مني أن أقوم وأبذل جهد كبير لإنجاز هذه المهمة وخاصة أني ابن المنطقة فأنا أبن سورية كلها وأقصد بمنطقتي أني أعرف بها أكثر من غيري لذلك اعتبرت هذا التكليف مسؤولية كبيرة علي أن أعمل بجد ولا أريد أن أبالغ لأقول لك أنه يتوجب علي العمل ليل نهار قدر المستطاع لإنجاز هذه المهمة فأولى خطواتي كانت توجيه رسائل لكل الوزارات لموافاتنا بمشاريع المنطقة الشمالية الشرقية تحديداً الرقة والحسكة ودير الزور مع التركيز على نسب الإنجاز والصعوبات والمعوقات التي وصلت لها تلك المشاريع فجاءتنا الإجابات من إثني عشرة وزارة اعتمدناها كقاعدة بيانات أو كمادة خام استطعنا البدء بالعمل إنطلاقاً منها ثم توالت الإجابات من باقي الوزارات إلى بلغ عددهم إثنين وعشرون وزارة قدموا خططهم ومشاريعهم ونسب إنجازاتهم إلى أن تحول إلى وثيقة جيدة لنعمل عليها أنا وطاقم الوزارة أو الطاقم المساعد الذي درسنا وإياه المشاريع الأساسية التي يجب أن نركز عليها والفكرة هي أن لا نبدأ من الصفر بل أن نبدأ من حيث نقطة الوصول بدءاً من المشاكل والصعوبات ويكون التصنيف وفق الأولوية لكل مشروع وهذا ما نقلنا نقلة جيدة للعمل وخطوتنا الثانية كانت العودة إلى وثائق المؤتمرات التي عقدت بهدف تنمية المنطقة الشمالية الشرقية وغصنا في دراسة نتائج هذه المؤتمرات وصغنا لها التوجهات اللازمة وفق خصوصية كل محافظة وبما معناه وضعنا خارطة وفقاً لأهمية المشاريع وكللناها برؤيتنا ما الذي يمكن ان نضيفه على تلك المشاريع مع مراعاة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأمر الذي استهلك الكثير من الوقت والعمل إلا أنها أصبحت ملفات أمسك بها وأحركها وفق المصلحة العامة وهنا أريد ان أقول أن احدهم قد يقول أن هذا ليس من شأني لكن الظروف الحالية وتواتر الأحداث شكل عثرة أمام عمل الوزارة ولكنه وضعنا أمام مهمة جديدة وهي الآن تأخذ الرقم الأول في سلم الأولويات فالوضع الراهن بكل تفرعاته يفرض علينا واقع جديد فمساعدة المهجرين قسراً إلى محافظات ثانية يأتي في سلم الأولويات ثم وضع برنامج لإعادة الناس إلى منازلهم بشكل تدريجي مع تأمين الأمن والأمان وإعادة تأهيل البنية التحتية الخدمية وتأمين مستلزمات الحياة التي تتضمن المواد الأولية من مازوت وغاز وفي هذا الجانب تحديداً حاولت جاهداً إشراك الآخرين فيه ووجدت استجابة كبيرة في المساعدة وخاصة من أعضاء مجلس الشعب الذين التقيتهم في لقاء ليس ببروتوكولي وإنما لقاء حمل ورقة عمل وعناوين عن المهام في المرحلة الراهنة والمهام على المدى المتوسط والمهام الاستراتيجية أرسلتها إلى أعضاء مجلس الشعب في المحافظات الثلاثة كل على حدا مع تحديد موعد لبحث النقاط التي تخص كل محافظة وفقاً لخصوصيتها وهذا الأجراء تم بالتزامن مع تحديد موعد مع السيد رئيس مجلس الوزراء لنا جميعنا لمناقشة ورقة العمل التي كنا قد ناقشناها سوية وكانت نتائج اللقاء الأول جزئية فهو لم يعط كافة النتائج التي نريد لأنه تناول الوضع الراهن أكثر من تناوله للمشاريع التي حددناها في ورقتنا إلا أنه وفي لقاء لاحق مع رئيس الحكومة طغت عليه الشفافية والصراحة تمت فيه مناقشة وتنفيذ مطالب اعضاء مجلس الشعب من محافظة دير الزور وأثمرت بصدور مرسوم بتعين محافظ من أبناء المدينة نفسها وهو الأستاذ فواز الصالح الذي كان يشغل موقع مدير شركة الكهرباء والمشهود له بالنزاهة والعمل .
- هل هذا هو ملف وزارتك حالياً أم أنه أولوية تتساعد فيها مع الجهات التي ذكرت ؟
** في واقع الأمر نحن نتعاون في هذا العمل ولكن أنا اعتبر هذا الملف قضية هامة تخص وزارتنا والتجاوب الذي نحظى به من الوزارات هو ضمن المتاح فعلى سبيل المثال إن كانت مدينة دير الزور تحتاج في الوضع الطبيعي لثلاثمائة طن من الطحين فقد طلبنا المزيد أي ما يقارب ستمائة طن .
- مابين الدور الذي تفرضه الأزمة ومابين الدور الأساسي للوزارة أين يكون دور الوزارة ما بعد الأزمة ؟

** إننا نسير بخطين متوازيين الخط الأول هو خط معالجة قضايا الوضع الراهن وأهمها تأمين متطلبات الناس والخط الثاني هو وضع الخطط والبرامج لما بعد الأزمة وهي على مراحل :
مرحلة أولى مدتها عام ومرحلة ثانية متوسطة ومرحلة استراتيجية وبهذه الأخيرة قطعنا شوطاً هاماً من حيث دراسة الملف فجاء التركيز على قضية السدود من الأولويات لمرحلة ما بعد الأزمة فنحن على قناعة كاملة بأن بناء سد حلبية وزلبية بمدينة ديرالزور لسقاية سهول أبو خشب وجروان وأشدد على أهميته لأن السد ليس للري فقط بل لأنه الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي يترافق بناء السد مع مدخرات كهربائية لا يوجد لها مثيل في الشرق الأوسط فهذا السد سينتج كهرباء بمعدل ألف ومئين ميغاواط قد لا تستهلك كاملة والشركة الدارسة الروسية هيدرو بروجكت اقترحت إقامة مدخرة يخزن فيها الفائض من الكهرباء يعاد سحبها حين الحاجة أو حتى بيعها أسوة بالكثير من دول الجوار الذين يولدون الطاقة بوسائل أخرى كالمفاعل الذري أو النووي ثم يأتي تنفيذ مشروع جر مياه نهر دجلة بالحسكة وهو مشروع هام وضخم ودراسة المشروع جاهزة بكل تفصيلاته ومن الأهمية أيضاً في إطار إيجاد المشاريع التي تحتاجها المنطقة أن نقوم ببناء مطاحن في المنطقة الشمالية الشرقية فليس من المعقول أن ينتج القمح في الحسكة وينقل إلى حلب ليتم طحنه ثم يعود أدراجه ثانية هذا إن لم نأخذ بعين الاعتبار كمية الهدر وأجور النقل التي تعادل كلفة بناء مطحنة والأحداث الراهنة أثبتت صحة رؤيتنا .
- إذا عدنا إلى الذاكرة التي ألمحتم إليها حول المؤتمرات والاجتماعات التي عقدت لإجل المنطقة الشمالية الشرقية فإذا أردنا القول أن الأزمة انتهت في القريب العاجل فما هي الأولويات التي أنتم بصدد إعدادها والتي تم طرحها في أدبيات سابقة في التعامل مع هذه المنطقة ؟
** ما تم طرحه سابقاً كان صحيحاً في ظرفه ووزمنه ولكننا اليوم دخلنا في مرحلة جديدة ومختلفة عما كانت عليه فالمرحلة الآن لها متطلباتها التي يجب أن تحرك فينا عقولنا وتدفعنا لإيجاد حلول واقتراحات ومشاريع جديدة مع عدم النكران والثقة بتلك المؤتمرات ولكنها الآن هي من الماضي لأنها وضعت ضمن ظرف معين واستراتيجية معينة تختلف عن الظروف الحالية لذلك انتقينا منها المناسب مع التركيز على دور المجتمع الأهلي فلا يجوز على الإطلاق تحميل الحكومة أو الدولة كل العبء بما في ذلك قضية الاستثمار وتأمين اليد العاملة وتطوير المنطقة .
- ولكن ماهي أولويات الضرورة القصوى ؟
** يأتي إصلاح ماتم تخريبه من أول الضروريات وهنا الاصلاح ليس شعارات شفهية وإنما قول وفعل فعندما يذهب نحو أربعون أو ثلاثون مسؤول من المنطقة بدءاً من المحافظ وأعضاء المكتب التنفيذي و أعضاء مجلس الشعب للإقامة في المناطق التي يعاد تأهيلها ونعمل مع الناس يد بيد ونعيد ما يمكن إعادته وننظف الشوارع سوف نحصل على نتائج ملموسة في المساعدة ونحصل على نموذج يقتدى به
إلا إنه هناك الكثير من القضايا التي تحتاج لجهد أكبر ووقت أكثر أ وكما ذكرت لك سابقاً أنني أرى ضرورة العمل بعدة خطوط وتندرج تشجيع الاستثمارت الصغيرة ضمن هذا الإطار وقد وضعنا لها برنامج كامل فعلى سبيل إن إعطاء قطعة أرض من أملاك الدولة للمهندس زراعي أو خريج معهد متوسط زراعي وفق شروط معينة وضوابط معينة يقوم هو باستثماره يكون مشروع استثماري صغير وإقامة منشأة انتاجية صغيرة لهذا المنتج أيضاً هو مشروع استثماري فقطعة الأرض التي يربي فيها الطبيب البيطري أبقار تحتاج لمعمل ألبان صغير بقربها .
وأود هنا أن أشير إلى ضرورة عمل الدولة بخط الموازي لعمل رؤوس الاموال وفي هذا الجانب ألتقيت بعدد من أصحاب رؤوس الأموال وناقشنا المهام المطلوبة اليوم وفق ظروف المرحلة فقد طلبت منهم إنشاء منشآت يعود جزء من أرباحها للمستثمرين والجزء الآخر لليد العاملة .
- ولكن وبغض النظر عن تشجيع المستثمر على المستوى الشخصي كيف يمكن أن نؤطر هذا العمل بشكل قانوني عبر التحفيز للمستثمرين دون أن يكون تحفيزهم فقط عبر الإعفاءات الضريبية التي لم تؤت ُأكلها حتى مع وجود المنطقة الصناعية لإنها غير كافية فالمطلوب أن نكون شجعان ؟
** أن ما قلته ممكن جداً ولكن المهم أن نخفف من الروتين في كل ما يتعلق من الاجراءات والمعاملات أي عندما يأتي المستثمر من خارج المنطقة يجب أن نقدم له ما يشجعه على الاستثمار فليس من الممكن أن أقيده ضمن خمسين أو ستين ورقة وتوقيع بغض النظر عن تخفيض الضرائب كما لا يمكن أن نغفل الاجراءات التي تتعلق بمنح التراخيص فعلى سبيل المثال لدينا مناطق مؤهلة للاستثمار السياحي ولكن هذه المناطق تحتاج إلى تخديم وجزء من هذا التخديم يحتاج يقع على عاتق الوحدات الإدارية الموجودة في المنطقة وجزء آخر يقع على عاتق المستثمر فنحن لا نستطع أن نطلب من المستثمر إنشاء منشأة سياحية من جانبه فقط ، فالسياحة النهرية في نهر الفرات مشروعة نتيجة وجود بعض الجزر فيه ولكن المشروع لا يطبق إلا إذا تم إنشاء أرصفة نهرية لايقاف السفن والقوانين لا تسمح إضافة لجهل أبناء الفرات بهذا النوع من السياحة!
- أذكر انني دعيت للمشاركة في إحدى ورشات العمل التي عنيت آنذاك بتنمية المنطقة الشمالية الشرقية وحينها تم طرح أهمية شبكة النقل لربط المنطقة الشرقية بدمشق والساحل وحلب والداخل، و ركز الاقتصادي سمير العيطة يومه بشكل خاص على مشروع القطار السريع من دمشق إلى دير الزور وصولاً إلى البوكمال هذا المشروع يجعل المنطقة الشرقية في قلب سورية فعندما يعلم المستثمر إنه خلال ثلاث ساعات سيكون في المنطقة الشرقية لينجز أعماله سيكون الاستثمار أفضل فأين يقع الموضوع اللوجستي في اهتماماتكم من تخديم المطارات والقطار السريع والطرقات السريعة لتكون المنطقة فعلاً في قلب سوريا ؟
** من الصعب جداً أن أضعك بكل التصورات والبرامج من خلال لقاءنا هذا ولكن هذه المشاريع موضعة ضمن خطة عملنا
- هل تمتلكون كوزارة الأدوات والإمكانات اللازمة لتحقيق البرامج والطروحات التي تفكرون بها ؟
عندما تتوفر الإرادة والتعاون مابين الجميع وأقصد هنا الجهات المعنية لن يكون هذا صعباً وشعارنا لسنا محكمون بالأمل فقط فالأمل بحاجة إلى عمل ، الأمل وحده لا يكفي والقضية هنا قضية عمل وإعادة هيكلية الوزارة تندرج ضمن هذا الإطار وهذا يعنى أن لا نبقى كمكتب لتنمية فقط تحت لواء رئاسة مجلس الوزراء إنما العمل لنكون وزارة مستقلة لها دورها ضمن صلاحيات معينة لها برامجها ولها ميزانيتها انطلاقا من المهام التي من المفترض أنها ملقاة على عاتقها لذلك فكرنا في هيكلية الوزارة أو مشروع كامل للوزارة و إتمام هذا المشروع أو عدم إتمامه ليس من اختصاصنا ولكن دورنا هو تقديم رؤيتنا والمطالبة بها انطلاقا من المصلحة الوطنية الكبيرة وأهمية المنطقة وكل تفصيل يتعلق في هذا المشروع لا ينقصه إلا التنفيذ لأن دراسة المشروع جاهزة بكل تفصيلاتها .
- أنتم كوزير قادم من الحزب الشيوعي السوري أي الحزب الشريك لحزب البعث لمدة تقارب الأربعون عاماً في جبهة واحدة ثم أتيتم لهذه الحكومة فهل يتسنى لكم القيام بالدور المؤثر في صياغة ملامح المرحلة المقبلة أو حتى إدارة المرحلة الحالية وهل يتسنى لكم ممارسة دوركم سياسياً وديمقراطياً ضمن مؤسسة مجلس الوزراء ؟
**عندما أدينا القسم وعُقد أول اجتماع للوزارة برئاسة السيد الرئيس تحدث حينها عن مهام الوزارة ومهام الحكومة ضمن الظرف الصعب أو ظرف الحرب وبالتالي هي حكومة حرب وبالتأكيد نحن كحزب مشرك على مدى أربعون عاماً في الجبهة الوطنية التقدمية يقع على عاتقه مسؤوليته كحزب تجاه كل القضايا ونحن نسير على نفس النهج ولكن المناخ اليوم مختلف فقد بدا أوسع وهذا يعني أننا انتقلنا إلى مرحلة جديدة لها متطلباتها وظرفها وبالنسبة لمناخ العمل في رئاسة مجلس الوزراء فهو يتمتع بديمقراطية على مستوى جيد باستطاعتك أن تطرح ما تشاء قد يُؤخذ بها وقد لا يُؤخذ بها .
- إذاً لا يقرر الأخ الأكبر عنكم ؟
**لا ...........
- يوجد حزبان موجودان أساساً(كاسم وكنهج) في الجبهة وقد خالفا كل النهج واتخذا من المعارضة موقفاً لهما وشكلا تركيبة جديدة ( شيوعي وسوري قومي) والحكومة كاملة تسعى لإرضائهم وهذا نوع جديد من أساليب الديمقراطية في العالم فلماذا لا تتدللون انتم أيضاً مع أنكم الأقدم والأكثر عراقةً وتقومون بالشيء ذاته فتحصلون على حقائب وزارية ربما أكثر ؟
** نحن لم نقس المسألة يوماً بهذه المسطرة ما يهمنا أولاً الموقف الوطني و القضايا الوطنية الاجتماعية وانعكاسات القرارات التي تقر قي البرلمان أو في الحكومة على الشعب بغض النظر عن عن موقعنا سواء كان في الوزارة أم لم يكن أوحتى خارجها سنثبت جدارتنا والتاريخ يشير بشكل جيد على ذلك فعندما كانت لنا بعض الإدارات العامة مثل المطاحن وسادكوب كان العمل فيها جيد وهذا يؤكد أن المشكلة ليس فيما نحمل وإنما في ماذا نقدم .
- أنا ألاحظ أن هذا الدلال السياسي لفريق قال إنه معارض ثم أتى إلى الحكومة وهو التيار الموجود منذ أربعون عام يحظى الآن بامتيازات تخدم وجهه السياسي أكثر ما تخدم الحكومة فأنا كمواطن سوري لا أقبل أن تكون الحكومة السورية التي هي لجميع المواطنين مجرد "منبراً مجانياً "لتيار سياسي يريد أن يرسخ وجوده على حساب آليات العمل الحكومي الرصينة لذلك إن طرح مسألة وجود حزب موجود منذ أربعون عاماً في مركز صنع القرار يستطيع أن يدير هذا الأمر أفضل من المستجدين في السياسة ؟
** أنا لا أريد أن أقف موقف المدافع أو المنتقد ولكن كلمة الحق يجب أن تقال ولكن من خلال وجودي معهم خلال ستة أشهر في الوزارة أجد أنهم يعملون بشكل جدي دونما أي بخل سواء ً بالجهد أو الوقت وأنا أرى أن زملائنا في في مجلس الوزراء بما فيهم الأحزاب المعارضة يعملون مع قليل من التباين في الآراء ولكن هذا لا يفسد للود قضية وبهذا القدر من التباين نتوافق على قضايا .
- مالفرق بينكم وهم الرفقاء الشيوعيون في الحكومات لهم دور معارضة وطنية منذ الأساس فما هي القيمة المضافة الموجودة الآن في الحكومة الحالية ليسمى هذا معارض ؟
**بالتأكيد وجودهم له قيمة مضافة وخاصة ً في حال قدوم حكومة موسعة ليصبح وجودهم مفيد أكثر ولكن أريد أن أعلق على أمر حقيقي فأنا إينما كنت أعمل أياً كان موقع العمل وأتمنى أن يكون محيطي كذلك سواء في المحيط الاجتماعي أو السياسي وكن أتمنى سواءً كنا في مجلس الوزراء أو في أي مكان آخر المطلوب هو العمل وأكثر من أية مرحلة مرحلة سابقة للعمل من أجل وطننا سورية فالمستقبل لسورية وأنها لا بد أن تتجاوز هذه الأزمة المجنونة مع الأمنيات بتجاوز الجروح والآلام وبانتصار أبهى وبأقل الخسائر مع المحاولة الشديدة على التخفيف من الخسائر .