رغم خسائرها التي تجاوزت الـ 1,5 مليار ليرة سورية جراء الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها المؤسسة العامة للدواجن ما زالت تبذل قصارى جهدها لتأمين الأمن الغذائي للمواطنين، فالصعوبات والعراقيل التي خلفتها الأزمة الامنية أثرت على هذا القطاع مثل أي قطاع اقتصادي وإنتاجي آخر في سورية مما أدى إلى ضعف الإنتاج، إضافة إلى ارتفاع أسعار مادتي البيض والفروج إلى عدة أضعاف، مما آثر على قدرة أصحاب الدخل المحدود على شراء هاتين المادتين الأساسيتين.
لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الأسعار الجنونية أجرت جريدة بورصات وأسواق الحوار التالي مع مدير عام مؤسسة الدواجن المهندس سراج خضر

ما هو دور الذي تقوم به المؤسسة العامة للدواجن خلال الفترة الحالية؟
تساهم المؤسسة العامة للدواجن بشكل فعال في تأمين الأمن الغذائي للقطر من خلال تربية وإنتاج بيض المائدة والفروج والصوص والفروج البياض والتسويق والترويج ودعم وتنشيط تربية الدواجن وملحقاتها بغية تأمين حاجة الاستهلاك المحلي من اللحم والبيض وكذلك التدخل الايجابي كلما دعت الحاجة، إضافة إلى المساهمة في السوق التجارية لمصلحة الاقتصاد الوطني ضمن خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعد منشأتنا الـ /11/ المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية من أكبر مراكز إنتاج الدواجن سواء من حيث التصميم أو الحجم أو الطاقة وتعمل تجهيزاتها الآلية الحديثة بشكل مبرمج وتقني لذلك المؤسسة باتت تمتلك الخبرات والمهارات الكافية، فأصبحت رائدة في مجال الإنتاج كماً ونوعاً ، وتتمتع بالسمعة الحسنة والثقة الكبيرة للمستهلك بمنتجاتنا من حيث المواصفات والنوعية الجيدة سواء محلياً أو خارجياً في دول الخليج _ العراق _ السودان ..... الخ

ما هي أهم الصعوبات التي تعاني منها المؤسسة حالياً ؟
في المجال الإنتاجي تعاني المؤسسة من ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وخاصة الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا والمتممات العلفية وعدم توفرها في السوق المحلية بالوقت والسعر المناسب ، كون معظم مستلزمات الدواجن مستوردة فعلى سبيل المثال ارتفعت أسعار مادة الذرة الصفراء 60% ، ومادة كسبة الصويا أكثر من 100% وارتفعت أسعار مصادر الطاقة ( كهربا – مازوت ) بشكل كبير وعدم توفرها بالشكل المطلوب إضافة إلى انعدام الأمن على الطرقات والتعدي المستمر على السيارات الناقلة لمستلزمات الإنتاج وفقدانها بالكامل وعدم توفر وسائل النقل وارتفاع أجورها بشكل كبير، كما تم إتلاف بعض دفعات الصيصان بعمر واحد يوم نتيجة قلة الطلب عليها بالقطاع الخاص، إضافة إلى صعوبة تأمين صيصان أمات البياض المستوردة من أوروبا نتيجة الحظر المفروض على القطر وتذبذب أسعار مبيع المنتجات وعدم استقرارها وانخفاضها إلى ما دون التكلفة أحيانا كما أن الظروف الجوية السائدة بالمنطقة أثرت بشكل سلبي على إنتاجية القطعان .

هل يوجد صعوبة في مجال السيولة المالية بما أن المؤسسة تعتمد على إنتاجيتها ؟
تعاني المنشآت حالياً من عدم توفر السيولة المالية لديها نتيجة التعديات المستمرة على المنشآت ومستلزمات الإنتاج ووسائل النقل وسرقة السيارات والآليات العاملة بالمنشآت وعدم بيع مستلزمات الإنتاج من قبل التجار إلا بعد تسديد قيمتها سلفاً والارتفاع الحاد في أسعار جميع مستلزمات الإنتاج دون أن يقابله ارتفاع في مبيع منتجات الدواجن والارتفاع الحاد في أجور النقل وعدم تعهد التجار بضمان وصول المواد وسلامتها إضافة إلى انخفاض نسب الإنتاج بالمنشآت نتيجة الظروف الراهنة .

ماهي قيمة الأضرار في المؤسسة العامة للدواجن ؟
بلغت قيمة الأضرار في المؤسسة العامة للدواجن ومنشآتها الناتجة عن التعديات عليها ( سيارات وآليات – مستلزمات إنتاج – خطوط إنتاج ) بالإضافة إلى خسائر بالعملية الإنتاجية (نقص بالإنتاج ) بحدود /1.5/ مليار ليرة سورية علماً أن المؤسسة مستمرة في دفع الرواتب والأجور المستحقة للعاملين لديها .

ما هي المقترحات التي قدمت من قبل المؤسسة لتفادي الخسائر؟
اعتمدت المؤسسة إستراتيجية وطنية واضحة المعالم والأهداف لتطوير قطاع الدواجن وتصعيد مساهمته في تحقيق الأمن الغذائي والتعاون والتنسيق مع الجهات ذات الصلة بإنتاج الدواجن ( عام وخاص ) وبما يؤدي إلى تأمين مستلزمات الإنتاج والرعاية الصحية للدواجن والارتقاء بالمستوى النوعي للإنتاج باتجاه تفعيل النهج التشاركي سيما وأن هذا القطاع هو قطاع واعد والبيئة السورية تمتلك مقومات نجاح هذا القطاع إضافة لامتلاكنا العناصر الخبيرة وكفاءات قادرة ومتميزة وذلك من خلال :

أولاً- في مجال المؤسسة العامة للدواجن ومنشأتها :
التوسط لدى رئاسة مجلس الوزراء تفويض إدارة منشآت المؤسسة بشراء مستلزمات الإنتاج بطريقة الشراء المباشر أو بأي طريقة مناسبة للشراء بالصلاحيات اللازمة . كذلك باستئجار السيارات وأجور النقل دون التقيد بقرارات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وذلك للحفاظ على حياة القطعان في المنشآت التابعة للمؤسسة واستمرار النشاط الاقتصادي للمنشأة .
توفير حماية من قوات الجيش للمنشآت والسيارات الناقلة للمستلزمات الإنتاج ( الأعلاف ، المتممات العلفية ) وكذلك الناقلة للمنتجات (بيض مائدة – صيصان تربية)
التأكيد على وزارة النفط بتوجيه فروع شركة محروقات بالمحافظات بإعطاء الأولوية لتسليم حاجة منشآت الدواجن من مادة ( المازوت ) اللازمة لاستمرار العملية الإنتاجية .
ضرورة تأمين السيولة المالية للمنشآت لمتابعة العملية الإنتاجية .
تكليف المؤسسة العامة للأعلاف بتأمين مقنن علفي لمنشآت الدواجن من الأعلاف الرئيسية وأهمها ( ذرة صفراء علفية – كسبة فول الصويا – شعير – نخالة) بالأسعار التشجيعية المناسبة .
دعم صادرات قطاع الدواجن بالإيعاز لهيئة تنمية الدواجن وترويج الصادرات بمنح الدعم اللازم أسوة بباقي المنتجات الزراعية ( زيت زيتون مثلاً)
إلغاء شرط تسليم /10%/ من حجم صادرات قطاع الدواجن إلى المؤسسة العامة للخزن والتسويق .

ثانياً – في مجال قطاع الدواجن بشكل عام :
العمل على تنظيم المهنة بإحداث اتحاد نوعي لمربي الدواجن أو أية صيغة مناسبة ترسم الملامح الإستراتيجية والأساسية للمهنة وتنظيمها وتطويرها .
تأمين الأعلاف الرئيسية من قبل الدولة وبالكميات المناسبة وتوفيرها بالأوقات الملائمة بهدف استقرار أسعار منتجات الدواجن وتأمين المنتج المحلي للمستهلك بالسعر المناسب .
تشجيع زراعة الذرة الصفراء والمواد العلفية الأخرى واستلامها بأسعار تشجيعية .
رفع قروض المصرف التعاوني الزراعي متوسط وطويلة الأجل لتمويل العمليات الإنتاجية في قطاع الدواجن ومنحها بدون فوائد إن أمكن .
تشجيع المربين على استيراد وتربية صيصان أمات البياض التي تساهم في رفد القطاع بأعداد الدجاج البياض مستقبلاً كون واردات القطر من الصيصان لعامي 2011-2012 لا تتجاوز 25% من الحاجة الفعلية .
معالجة واقع المداجن غير المرخصة وإعفائها من تكاليف المخططات والرسوم الهندسية حتى تسهل معرفة حركة الإنتاج وتنظيمه .
تعديل النظام الضريبي وإعفاء مربي الدواجن من ضريبة الأرباح الحقيقية الصادرة بالقانون رقم /24/ لعام 2003 باعتبار مهنة الدواجن في إطار الإنتاج الزراعي .
وضع سياسة شاملة لتسويق منتجات الدواجن وآلياته وتطوير التسويق الحالي وامتصاص الكميات الفائضة عن السوق عند ازدياد العرض بهدف طرحها عند زيادة الطلب أو نقص المادة .
اعتماد الطرق الحديثة في التقصي عن الأمراض الحيوانية وخاصة أمراض الدواجن برامج متكاملة لذلك ولمعالجة قطعانها المرباة في الأوقات المناسبة .
وضع سياسة شاملة لتطوير تسويق منتجات الدواجن وآلياته
تشجيع التصدير باعتماد الآليات والإجراءات اللازمة كما تفعل الدول الأخرى سواء بفتح أسواق جديدة ، أو مراقبة الصادرات ومواصفاتها وضمان جودتها والعمل على ترويج المنتجات من خلال زيادة القدرة التنافسية .

هل تم التنسيق مع الجهات المعنية لحماية المنشآت من الاعتداءات الإرهابية ؟
تتابع إدارة المؤسسة الحالية الأمنية بالمنشآت بشكل يومي وآني حيث تعرضت بعض المنشآت : صيدنايا ( مرج السلطان ) – حلب – المعرة – الرقة – حمص (قسم الفروج ) – للتعديات من قبل المجموعات المسلحة وأدى إلى خروجها من العملية الإنتاجية بالكامل . كما تم سرقة قسم كبير من الآليات وملحقات الإنتاج من المنشآت الأخرى وفقدان الأمن على بعض الطرق أدى إلى وجود صعوبات تسويقية في منتجات الدواجن ، كما ساهم الوضع الأمني في انحسار النشاط السياحي بالقطر والذي يعتبر المستهلك الرئيسي لمنتجات الدواجن ، كما أن التبدلات الديمغرافية السريعة ضمن المحافظات والمناطق التي فرضتها الظروف الأمنية ساهمت في عدم استقرار السوق المحلية ويتم التنسيق بين وزارتي الزراعة والدفاع بهدف تأمين الحماية اللازمة للحفاظ على المنشآت والممتلكات العامة
.
هل تتوقع انخفاض أسعار مادتي الفروج والبيض خلال الفترة القادمة ؟
اتوقع انخفاض الأسعار مع حلول فصل الصيف بشرط زيادة الكميات التي سيتم طرحها في الأسواق المحلية، وعودة المربين الذين عزفوا عن تربية الدواجن للعمل من جديد
.
في حال تم استيراد الفروج المجمد هل سيساعد ذلك دور في انخفاض الأسعار؟
لا أتوقع أن يؤثر تنفيذ قرار استيراد الفروج المجمد من إيران على انخفاض أسعار الفروج وذلك لأن المواطن السوري لديه عادات غذائية ولا يستطيع الاستغناء عنها بفترة زمنية قصيرة والدليل على ذلك التجارب التي سبقتها باستيراد السمك واللحم المجمد والذي أغرق الأسواق وبأسعار منخفضة دون جدوى لأن المواطنين لم يتقبلوا شراء هذا النوع من اللحوم.