ناقش المشاركون في مؤتمر فلسفة إعادة الإعمار الذي أقامته جمعية سورية المدنية في فندق الشيراتون بدمشق دور المجتمع المدني والمغتربين في إعادة الإعمار من جراء الأزمة في سورية.
وأكد المشاركون أهمية تلازم عملية بناء الانسان مع إعادة الإعمار والتشييد من خلال تكاتف الجهود الحكومية والأهلية لتعميق الشعور بالمواطنة بدءا من الأسرة وجميع المؤسسات التربوية والتعليمية لتسليح المواطن السوري بالعلم والأخلاق والموروث الثقافي الحضاري الغني والمتنوع الذي يجمع أبناء الوطن وتعزيز الشعور بالإنتماء والوجدان المجتمعي وتغليب المصلحة العامة.
وأشار المشاركون إلى ضرورة التحصين الثقافي للناشئة من خلال التركيز على الانتماء القومي ووحدة الوطن وثقافته النابعة من تاريخه الطويل إلى جانب وحدة نسيجه الاجتماعي والتنبه إلى المخططات الغربية التي تريد النيل من وحدة الشعب السوري بغية تفتيته وإضعافه.
ولفت رئيس مجلس إدارة الجمعية طارق الأحمد إلى دور المجتمع الأهلي في تعزيز صمود سورية خلال الأزمة حيث "بقي ينتج بيد ويقاوم باليد الأخرى" مضيفا أن هذه المقاومة ستشكل رصيدا إضافيا للشعب السوري الذي "لن يرضخ للاملاءات وشروط أصحاب رؤوس الأموال الخارجية".
وتطرق الأحمد إلى دور التشريعات في تأمين السيولة لمرحلة إعادة الإعمار عبر الاعتماد على الاموال السورية داخل وخارج البلاد والعمل على تحصيل حقوق السوريين عبر القضاء من الجهات التي استثمرت الأزمة وعملت على تخريب بلادهم " كاستحقاقات موجبة وليس مساعدات".
من جانبها أكدت أمين سر مجلس إدارة الجمعية الدكتورة سلوى عبد الله ضرورة مساهمة المجتمع في بناء الإنسان لكونه أحد أهم عوامل التنمية والإعمار وتحريك عناصر القوة لدى السوريين للوقوف في وجه المطامع الأجنبية التي تهدد أمن الوطن.
من جانبها ذكرت نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتورة ربا ميرزا أن الجمعية تعمل على استنهاض الطاقات الخيرة من أبناء الوطن وتقبل النقد البناء لعملها لأجل مصلحة سورية العليا وتهدف لتكوين مجتمع مدني يحتضن الرواد من أبنائه في الوطن والمهجر يتقاسمون الهموم والأعباء معا.
وعن دور المغتربين السوريين في مرحلة إعادة الإعمار دعا الدكتور الياس لحام عضو مجلس ادارة الجمعية إلى دراسة التشريعات والقوانين بما يكفل للسوريين المغتربين المشاركة في إعادة إعمار الوطن وذلك من خلال تأسيس جمعيات مشتركة والاستفادة من إمكانياتهم على المستويات كافة وضرورة منح المغتربين مزايا خاصة لتوطين مشروعاتهم ورؤوس أموالهم وإيجاد شراكات للتفاعل التعليمي في الجامعات والمعاهد والمدارس.
وطالب لحام بإحداث هيئة لإعادة الاعمار ذات صلاحيات واسعة تتواصل مع مختلف الفعاليات الاغترابية لإشراكها في عملية إعادة الاعمار وتسهيل عودتها إلى الوطن والاستفادة من قدراتها وجذبها.
من جهته أشار معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور حامد حسن إلى أن بناء الانسان المنتمي للوطن والمسلح بالعلم لا يقل أهمية عن إعادة الإعمار مؤكدا أهمية الاستفادة من امكانات السوريين في المغتربات لكونهم يشكلون ثروة وطنية.
ولفت الأب الياس زحلاوي إلى أهمية العمل على إعادة النظر بالمناهج التربوية ليكون الانسان ضمن الاولويات في عملية البناء النفسي والقيمي ليكون قادرا على بناء ذاته وأسرته ومجتمعه ودولته.
بدوره ذكر الإعلامي غسان الشامي أن المنظمات الدولية التي تم إنشاؤها لمساعدة الأمم المتحدة معروفة بعدم حياديتها في النزاعات وتنفيذ السياسات الأمريكية والغربية ولاسيما أنها طورت آليات عملها وتعاونها مع المنظمات غير الحكومية الوطنية لتحقيق مصالح بعيدة تماما عن مصالح الدول.
وأضاف الشامي أن المنظمات الدولية تروج لعناوين براقة وإنسانية وتعمل على التناقضات الداخلية للدول وتستثمرها من خلال إعدادها لدراسات حيث تقوم بإلحاق الدول وقطرها بمحاور سياسية أو الحاق خسائر اقتصادية بها من جراء الوصفات التي تقدمها وخاصة أن هذه المنظمات تؤكد دائما أن " أهدافها ليست ربحية" داعيا إلى إعداد دراسات تبين الانجازات والمساعدات التي قدمتها هذه المنظمات بمختلف أنواعها وأشكالها ومسمياتها.