كتب:رئيس التحرير
في الطريق إلى التكية السليمانية اليوم ،داهمني مشهد أفرحني وغمرني بالتفاؤل...بردى يجري كما الأيام الخوالي،البلد في حرب مع الإرهاب الذي يدمر كل شيء ويقتل البشر ويدمر الحضارة ولكن بردى-الذي غاب لزمن-قرر أن يعود إلى الجريان ليعطي أجمل رسالة حياة !
في التكية السليمانية يداهمني مشهد آخر...سياح فرنسيون "خواجات ببرنيطات وسراويل قصيرة"...سياح حقيقيون يتجولون بأمان في قلب دمشق أقدم عاصمة في التاريخ غير عابئين بما يسمعونه بل ويرونه على الشاشات..
هو مشهد آخر سيشعر الجميع بـ"انفصام الشخصية"..كيف يتجول سياح فرنسيون في شوارع بلد يظن الجميع أنه قد دمر تماماً؟!!
المجموعة السياحية الفرنسية أرادت أن تستمتع بالحياة والسياحة،بل تعدى اهتمامها السياحة ليصل إلى حد التصريح بأنهم أتوا ليقفوا مع سورية وشعبها..
وزير السياحة المهندس بشر يازجي الذي رحب بهم وقضى ساعات معهم أرادهم فقط أن ينقلوا حقيقة سورية للعالم،دعاهم ليكونوا سفراء لسورية حيثما حلوا...
أعضاء المجموعة السياحية فرنسية –المدهشين والمندهشين بآن معاً- عبروا عن تضامنهم ووقوفهم مع سورية حكومة وشعبا مؤكدين أنهم “لا يمثلون السياسة الفرنسية وإنما الشعب الفرنسي وسيعملون على نقل الصورة الحقيقية لما يجري من أحداث وإرهاب وتدمير في سورية”.
وقال جو مبول عضو في المجلس الاستشاري الطبي في باريس خلال جولته في السوق الشعبي في التكية السليمانية بدمشق “جئت الى سورية لأني أحبها وأحب شعبها لاعبر عن تضامننا كفرنسيين مع هذا الشعب”.77
ولفتت ماري نويل مساعدة للاطفال المعوقين سابقا إلى أنها جاءت الى سورية منذ 5 سنوات قبل الازمة والحرب عليها مبينة أن زيارتها اليوم “للوقوف معها ومع شعبها في هذه الظروف”.
ورأت دانيال ممرضة سابقة أن “ما يجري في سورية خسارة كبيرة وأمر مؤلم” وقالت “أتينا لدعم السوريين ونقل الصورة الحقيقية الى الشعب الفرنسي من خلال تقاسم الظروف واللحظات مع الشعب السوري” مشيرة الى ان هذه الارض مقدسة وان حضارة الغرب والأوربيين مأخوذة منها.
وزير السياحة المهندس بشر يازجي اكد خلال لقائه المجموعة في التكية السليمانية أن هناك عودة للعديد من الوفود الغربية على المستوى الرسمي والشعبي لافتا الى ان مواقف الدول على المستوى الشعبي اصبحت واضحة من خلال الوفود البرلمانية والشعبية التي تزور سورية تضامنا معها معتبرا أن “هناك سفراء سوريين موجودون حول العالم واليوم كل الزوار القادمين الى سورية هم سفراء للحقيقة والحق” داعيا الى نقل صورة سورية الحقيقية دون تشويه.
وأشار يازجي إلى أن السوريين أقدر الناس على معرفة واقع الحياة الطبيعية الموجودة في سورية وهم اليوم أمام تحد باستمرار الحياة الطبيعية وحمل رسالة الشهداء وهذا التحدي سيكون امام انفسنا وامام العالم بالجانب السياحي او الجوانب الاقتصادية الاخرى.999
وقال يازجي “إن السياحة في سورية لم تتوقف ونرى عودة المغتربين والاعلاميين الذين سينقلون الصورة الصحيحة” مبينا أنه خلال الفترات الماضية كان هناك ارتفاع باعداد الاجانب الموجودين في سورية وذلك من خلال حجز الفنادق. بدوره ذكر مدير الترويج والتسويق السياحي في وزارة السياحة المهندس بسام بارسيك ان زيارة المجموعة السياحية الفرنسية تأتي في اطار السياحة الدينية للاطلاع على حقيقة الاوضاع في سورية موءكدا ان الوزارة وجميع الجهات المعنية قدموا كل التسهيلات المطلوبة لزيارتهم ومن دون اي عوائق.
وبين بارسيك أن أعداد السياح القادمين الى سورية وخصوصا الأوروبيين انخفض خلال الازمة بسبب شركات التأمين والعوائق التي كانت تضعها بالنسبة للمجموعات السياحية القادمة املا بان تكون زيارة هذه المجموعة الخطوة الاولى لإعادة تنشيط السياحة الخارجية لافتا الى الدور الكبير الذي تقوم به الجاليات السورية في المغترب والى ان الوزارة تجهز حاليا لما يقارب 7 معارض في عدة دول غربية بالتعاون مع المغتربين السوريين.
وكان صاحب المكتب السياحي الذي استقدم المجموعة السياحية الفرنسية محمود ارناؤوط اوضح في تصريح لـ/سانا/ أنه تواصل معهم منذ شهور ودعاهم الى زيارة سورية مبينا أن الأماكن السياحية التي ستزورها المجموعة هي دمشق وصيدنايا ومعلولا وقلعة الحصن في حمص حيث انها ستكون اول مجموعة سياحية غربية تدخل قرية الحصن وقلعتها إضافة إلى أنهم سيزورون طرطوس واللاذقية وغيرها من المواقع الاثرية والسياحية مؤكدا أنه سيعمل على الاتصال بمجموعات أخرى والتنسيق معهم لزيارة سورية.