سيريانديز- عمار الياسين
قال المدير العام للشركة العامة للطرق والجسور المهندس لؤي بركات: إن الكفاءات ما زالت موجودة ضمن الشركة رغم مرور اربع سنوات على الظروف العامة نتيجة الحرب التي تشن على سورية، وما زال الجزء الأكبر من الآليات موجوداً وجاهزاً، ناهيك عن الخبرة المتراكمة، والتي تزداد في التعاطي مع الأزمة والعمل رغم ظروفها بعد سنوات أربع ضمنها.
وعن واقع الحال قال بركات: حجم الأضرار التي منيت بها الشركة كان كبيراً وفي كثير من المواقع، كما تعرضت لخسارة الكثير من أسطول آلياتها، لكن النصف المليء من كأس الواقع يبقى اكبر من النصف الفارغ، حيث قدمت شركة الطرق والجسور لسورية حتى الآن نحو 31 شهيداً وكذلك نحو 100 مصاب وجريح، كما خسرت من الآليات ما تفوق قيمته 6 مليارات ليرة سورية.
وعن جاهزية الشركة قال بركات: الجاهزية مطمئنة جدا والشركة قادرة على النهوض بأثقل المهام والمشاريع وبشكل فوري، والأكثر من ذلك أن الشركة بدأت تتحول بما يتناسب والمرحلة والظروف الحالية التي تمر بها سورية، فالشكل الحالي للشركات الإنشائية اليوم نتاج مرحلة بناء سورية في مرحلة الثمانينات حتى عام 2010، ومع تداعيات الأزمة التي تمر بها سورية اليوم وما عاثته المجموعات الإرهابية المسلحة خرابا وتدميرا في طول سورية وعرضها، جعل الشركات الإنشائية تعمل وتطور نفسها بقوة الدفع الذاتي من خلال وضع الأشكال والقوالب العملية التي تناسب المرحلة الجديدة، مبينا أن مرحلة إعادة الإعمار باتت شبه مستقرأة المعالم تأسيساً على مدى القدرة على التمويل، معتبراً أن شركة الطرق والجسور في الفترة الحالية ما زالت قادرة على صعيد عملها أكثر مما يتوقع أي شخص أو حتى خبير في هذا المجال، لافتا إلى أن الشركة باتت الأكثر جاهزية وقدرة بين قريناتها على مباشرة عمليات الهدم والترحيل للأنقاض ومخلفات تخريب الإرهاب، وهي كميات كبيرة ولكن يمكن معالجتها.
بركات أشار إلى أن الجهات المعنية أنجزت الملف العلمي لإعادة تدوير مخلفات البناء من خلال إحدى الشركات التخصصية التابعة للقطاع العام في سورية، لافتا إلى أن التعامل مع الأنقاض يعتبر تحدياً غير هين لضخامة الحجم التقديري المتوقع للأنقاض، لكن الشركة جاهزة للتعاطي معه كما هي جاهزة ومستعدة في مجال الطرق والجسور، ولاسيما أنها تأتي في مقدمة الشركات والجهات الإنشائية الخدمية القادرة على التعامل مع مخلفات البناء والأبنية والأنقاض بالنظر إلى جاهزيتها وتمكنها من هذه العملية عبر اذرعها التنفيذية العديدة وأسطولها من الآليات الثقيلة وخبرات كوادرها الموجودة أساساً، والتي تراكمت أيضاً خلال سنوات الأزمة.
وحول ما يتم التركيز عليه في الفترة الحالية ضمن قطاع عمل الشركة في المناطق الآمنة المستقرة قال بركات: آلية التعامل مع الطرق لم تعد كما كانت سابقا كون المكون الأساسي في الطرق هو احد المشتقات النفطية (الإسفلت) كما أن العنوان الرئيسي للتعامل مع الطرق في الفترة الحالية هو الصيانة وليس الإنشاء، أي إن الجهات الإنشائية المعنية، ولا سيما شركة الطرق والجسور تحاول الحفاظ على ما لديها في المناطق الآمنة، موضحا أن دورة حياة الطريق لا تتجاوز 12 سنة لتبدأ بعدها أعمال الصيانة واستبدال طبقات الاهتراء إضافة إلى العدو اللدود للطرق وهو الحمولات الزائدة، مؤكداً أن الأولوية ستكون لأعمال الصيانة بدلاً من الإنشاء وذلك بنسبة 90 % في حين تنخفض أعمال الإنشاء إلى ما نسبته 10% قياسا إلى ما كان مأمولاً أو مخططاً له في ظروف الاستقرار والسلم وليس في ظروف حرب مثل التي تشن على سورية حاليا، مبيناً أن الشركة تقوم بإنشاء مشاريع مميزة ضمن عملها كمقاول للطرق والجسور مثل طريق الحفة والمتحلق الجنوبي في مدينة جبلة إضافة إلى طريق السويداء.
وعن الخطوط العريضة في استراتيجية الشركة في مرحلة إعادة الإعمار قال بركات: من غير الممكن تحديد ما يجب عمله بدقة بالنظر إلى وجود عشرات الأفكار والسيناريوهات لتلك المرحلة، لكن الرؤية الاستراتيجية للشركة نابع من تلمسها خطوات النهوض بالتشارك ما بين القطاع العام والخاص، ولا سيما العلمي منه من خلال تلافي بعض الهفوات والأخطاء التي شابت الأعمال الإنشائية سابقا، مضيفاً أن هذه الأعمال ستتم تحت الإشراف العلمي للجامعات السورية والخبرات الموجودة فيها لرفع مستوى الجودة، بالنظر إلى أن المطلوب في تلك المرحلة هو نوعية عمل مميزة، مشدداً على أن أغلبية الشركات المشابهة من القطاعين العام والخاص ترتب أوراقها على أساس وجود الشركات الخارجية العالمية والمنافسة معها، ولو كانت من الدول الصديقة، معتبرا أن السبيل الأفضل هو الدخول في ائتلافات مع هذه الشركات لتنفذ المشاريع، بحيث تحصل الشركات الوطنية منها على الخبرات النوعية وتراكمها لدى القطاع الوطني.