دمشق- سيريانديز
تشهد أسواق دمشق قبل ساعات من حلول عيد الأضحى المبارك ازدحاما ملحوظا وحركة نشطة يحاول من خلالها المواطنون ترتيب أولوياتهم وفقا لظروف الحرب المفروضة على بلادهم وتداعياتها على الأسعار وقدرتهم الشرائية وفي وقت يختلف فيه التجار والباعة بتقدير حركة البيع والشراء وفقا لنمط بضاعتهم ومدى أهميتها يؤكد المعنيون اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط السوق من مؤسسات التدخل الايجابي لتعزيز الرقابة التموينية
.
سانا رصدت أجواء العيد في عدد من أسواق دمشق.. ومن أحد محال الحلويات في ساحة عرنوس يقول علاء مدير صالة إن” أجواء العيد تفرض نفسها على الشارع وإقبال المواطنين جيد على شراء الحلويات رغم غلاء أسعارها” وهو ما يؤكده خالد النشار بائع متجول في شارع الحمراء حيث يرى أن السوريين يحاولون إيجاد سبب لنسيان ما يحدث من أمور مؤسفة نتيجة الأزمة في سورية فيلجؤون إلى ممارسة بعض طقوس العيد من شراء الثياب الجديدة والحلويات رغم كلفتها.
بينما يقول وليد الطويل صاحب محل..”نحاول كبائعين وتجار أن نتأقلم مع الوضع القائم وتحدياته فقد انخفض إقبال المواطنين على الشراء بشكل كبير مقارنة بسنوات قبل الأزمة حين كنا نواصل فتح محالنا طيلة الليل وحتى ساعات الصباح لتلبية طلبات الزبائن قبل العيد” معربا عن أمله في أن تعود تلك الأيام ويعود الاستقرار والازدهار إلى سورية.
ويعزو الطويل وغيره من تجار الألبسة سبب الارتفاع الكبير في أسعار منتجاتهم إلى ازدياد تكلفة الاستيراد مع تعذر الوصول إلى منشأ بعض البضائع بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سورية خلال الأزمة علاوة على خروج عدد كبير من المصانع والمشاغل عن الخدمة بالتوازي مع ارتفاع تكلفة اليد العاملة الأمر الذي سبب نقصاً في كميات البضائع المطروحة في السوق مع مضاعفة أسعارها إلى ما يقارب أربعة الأمثال.
وتشير رحاب موظفة إلى أن ظروف الأزمة باتت تحكم طقوس العيد وعاداته حيث ابتعدت العائلات عن شراء الكثير من الاشياء مثل الألبسة الجديدة والحلويات وأبقت على الأساسيات متمنية أن تعود سورية كما كانت ويعم الأمن والاستقرار فيها ويقول كمال عقل .. “عيد الأضحى يأتي هذا العام صعبا على كل الناس بسبب غلاء الاسعار وقلة الدخل” داعيا الله أن يكون العيد القادم أفضل ويتعامل الجميع مع بعضهم بإنسانية ورحمة.
وكان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شاهين دعا منذ يومين مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالمحافظات إلى تكثيف نشاطهم في مختلف الاسواق التجارية خلال عيد الاضحى المبارك ومراقبة جودة انتاج رغيف الخبز والتأكد من دقة وزن الربطة وعدم بيعها بسعر زائد كما طلب من مؤسسات التدخل الايجابي أن تضم صالاتها ومنافذ بيعها تشكيلة واسعة من المواد والسلع الاساسية والضرورية لاحتياجات المواطنين بمواصفات ونوعية ترضي أذواق المستهلكين وبأسعار منافسة.
وشددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على أنه سيتم اتخاذ عقوبات رادعة بحق كل من يقوم ببيع سلعة بسعر زائد أو من لم يقم بالإعلان عن أسعار مواده وعدم وضع بطاقة بيان أو يمتنع عن ابراز فواتير نظامية أو يحاول الغش وتغيير المواصفات أو يتوانى عن رفع تقارير يومية إلى الوزارة عن حركة البيع والشراء وتوفر المواد وواقع الاسعار في الأسواق.
ونظمت الوزارة في 20 أيلول الجاري 66 ضبطا بحق محال تجارية مخالفة في أسواق دمشق