دمشق- سيريانديز
أطلقت وزارة التنمية الادارية اليوم برنامج “الجدارة القيادية في القيادة الإدارية” الذي يأتي ضمن مشروع الإصلاح الإداري في سورية ويستهدف القيادا ت الإدارية القائمة على رأس عملها في الجهات العامة كمعاوني الوزراء والمديرين العامين والمركزيين ومن في حكمهم وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي.
وفي كلمة له خلال إطلاق البرنامج أكد الحلقي أن التنمية الإدارية “مشروع وطني نوعي واستراتيجي بامتياز يحظى باهتمام ومتابعة السيد الرئيس بشار الأسد وهو عملية إدارية إرادية لإجراء تغيير في الأطر القيادية والعلاقات بين الكوادر الادارية وتطوير التشريعات وانماط السلوك الاداري ما يوءدي إلى تغيير ما تعود عليه كثير من موظفي الدولة من سلوكيات وإجراءات معوقة للأداء في العمل وكذلك منع حالات الفساد والرشاوى والمصلحة الشخصية ومنع هدر المال العام وارتجال القرارات”
.
وأوضح الحلقي أن خطة التنمية الإدارية ترتكز على أسس منها إعداد القيادا ت الإدارية وتأهيلها وإعداد الموارد البشرية وتنميتها و دراسة الهيكل التنظيمي العام للجهاز الإداري للدولة وإعادة تصميمه بما يناسب الأوضاع الاقتصادية السائدة وبناء نظام المعلومات وتقديم الخدمات الالكترونية وتطوير القوانين والتشريعات.
وحول واقع وتحديات الإدارة العامة في سورية أشار الحلقي إلى “أن الإدارة العامة في سورية بوضعها الحالي لا تلبي متطلبات المرحلة القادمة من حيث معدلات النمو والتنمية المستدامة والانفتاح على العالم” عازيا السبب إلى جملة من المشاكل أهمها “المركزية الشديدة وضعف إرادة الموارد المتاحة”.
واستعرض الحلقي رؤية الحكومة للإصلاح الإداري في سورية ومحاورها الأساسية ومنها رسم السياسات وصنع القرار وإنجاز الهياكل التنظيمية والإنفاق العام واستمرارية إنجاز مشروع الحكومة الإلكترونية والوظيفة العامة والموارد البشرية والرقابة والتفتيش ومكافحة الفساد مبينا أن رؤية الحكومة تتطلع لأن يكون أداء الإدارة والوظيفة العامة في المؤسسات الحكومية مجسداً للتنمية المستدامة وأهدافها الاستراتيجية بكفاءة عالية.
ولفت الحلقي إلى ضرورة التدريب وبناء القدرات البشرية لكونها تمثل الدعامة الأولى لعملية التنمية الإدارية ما يستدعي العمل على تطوير الكوادر البشرية وتأهيلها وتطوير الأنظمة والقوانين الناظمة لها وضبط معطيات العملية التنموية البشرية وتحسين مستوى الأداء من خلال تنمية المعارف وشحذ مهارات القيادا ت الإدارية وإعداد وتنفيذ برامج الجدارة القيادية في مختلف الاختصاصات.
وحول برنامج الجدارة القيادية بين الحلقي أن هدفه تحقيق التميز في الأداء وتمكين المورد البشري من تحقيق أهداف مؤسسته من خلال زيادة معدل الكفاءة للقيادا ت الإدارية وتطوير معارف ومهارات القادة الإداريين وتنويع مصادر خبراتهم المعرفية وتوفير المعطيات اللازمة لهم لخلق فرص الإبداع والتطوير وضمان التحسن المستمر والتحفيز.
وقال الحلقي إن “برامج الجدارة القيادية منصة وطنية رائدة للتميز في مجال صقل مهارات القيادا ت الإدارية وبناء المعارف بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية للدولة السورية”.
وأكد وزير التنمية الإدارية الدكتور حسان النوري دور البرنامج انطلاقا من احتياجات واقع الإدارة العامة الراهن ولا سيما في تداعيات الأزمة التي تعيشها سورية وما أفرزته من انعكاسات مؤثرة تستلزم زيادة معدل الكفاءة للقيادا ت الإدارية لكونها مطالبة بالتصدي لكل استحقاقات مرحلة إعادة البناء والإعمار مبينا أن وزارة التنمية الإدارية عملت على إيجاد آلية تعمل على تنشيط وتمكين دورة العطاء والإبداع لمهارات النخبة الإدارية من خلال تعزيز أسس القيادة الإدارية بشكل معرفي وممنهج.
ولفت النوري إلى أهمية تمكين قدرات القيادا ت الإدارية الشاغلة للوظائف العليا بمستوياتها كافة وذلك من خلال شحذ وتجديد المعارف والخبرات القيادية لديهم بالتوازي مع عملهم من خلال خضوعهم لبرامج الجدارة القيادية التي لا تعتمد المنهاج النظري التلقيني أو الأكاديمي وإنما تنظيم المكون المعرفي وتجديده معتمداً أحدث العلوم والخبرات المعرفية على يد أهم وأقدر الخبرات والقيادا ت الإدارية الوطنية المتميزة.
وبين النوري ضرورة دعم قدرات ومهارات الكوادر الإدارية العليا لإدخال التغيير التنظيمي المطلوب في جهاتهم العامة باعتبارهم قادة تغيير سيلعبون دوراً أساسياً في تطبيق خطط وبرامج التنمية الإدارية في جهاتهم العامة وكذلك تطوير كفاءة الجهاز الإداري لمؤسسات الدولة من خلال رفع كفاءة العنصر البشري وتأهيله قيادياً من خلال تنمية مهاراتهم وزيادة خبراتهم المعرفية.
وأشار النوري إلى أنه ستتم الاستعانة “بنخبة ممتازة” من أساتذة الجامعات والهيئات العلمية المشهود لها بالخبرة والكفاءة في المجالات الإدارية المختلفة وخبراء متخصصين من الجهاز الحكومي ممن يجمعون الخبرة العلمية والمهنية والممارسة القيادية ومديرين عامين أصحاب تجارب ناجحة وذلك بهدف خلق إطار عام يسمح بتبادل الخبرات والتجارب، وإظهار عوامل النجاح ومبررات الفشل، وسبل الارتقاء بالعمل المؤسساتي.
وتحدث النوري عن مجالات عمل وزارة التنمية الإدارية في المنظمة المعرفية من خلال دراسة البنية التنظيمية للجهة العامة من خلال مراجعة الهيكل التنظيمي ومدى فاعليته وفق الاستحقاقات المطلوب منها تنفيذها وتحليل القوى العاملة، ووضع تصنيف مهني، وتقدير الاحتياجات المستقبلية من الاختصاصات المختلفة
.
ويتألف البرنامج الذي سيبدأ تنفيذه اعتبارا من -2-1-2016 من 84 ساعة عمل موزعة على يومين في الأسبوع “السبت والأحد” وبمعدل مرتين في الشهر لكل مجموعة ويعمل البرنامج ضمن محاور متعددة منها تعزيز القدرات القيادية والادارة العامة وتفعيل الاداء في المؤسسات الوطنية ودور المعلوماتية في تفعيل الأداء المؤسساتي وينفذ بطرق متعددة منها العصف الذهني وحلقات الجودة والحالات العملية من الوزارات المعنية والحوار والنقاش والتطبيقات العملية.
ويأتي برنامج الجدارة القيادية ضمن مشاريع تعمل عليها وزارة التنمية الإدارية منذ احداثها منها مشاريع -معايير انتقاء المديرين العامين وآليات تقييمهم- و-الإطار العام لتأطير دور معاوني الوزراء” و”شهادة المدرب الوطني” و “الوظيفة العامة”.
حضر إطلاق البرنامج عدد من الوزراء والمفتي العام للجمهورية ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء ورئيس مجلس الدولة ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ورئيس الاتحاد الرياضي ورؤساء نقابات الأطباء والمهندسين والمعلمين والمحامين ومعاونو الوزراء وخبراء متخصصون من الجهاز الحكومي وذوي الخبرة العلمية والمهنية .
وعقب الاطلاق تفقد الحلقي العمل في أقسام الوزارة وعبر عن شكره للعاملين الذين ساهموا في إطلاق مشروع التنمية الإدارية وعملهم بروح الفريق الواحد مع الوزارات كافة لإنجاز تنمية ادارية حقيقية شاملة.
تابعوا آ