سيريانديز- مكتب اللاذقية- زين سعيد
يعد موسم الحمضيات من أهم مواسم الساحل السوري، ومن أهم دعائم الاقتصاد الوطني، ففي إحصائيات 2015 الصادرة عن مديرية زراعة اللاذقية وطرطوس بلغ عدد أشجار الحمضيات في الساحل السوري 14 مليون شجرة من أصناف ( ليمون حامض ، برتقال، يوسفي ، كريب فورت ) ، مزروعة على مساحة تبلغ 42 ألف هكتار ،و قد بلغ الإنتاج مليونا ومئة وخمسا وعشرين طنا من الحمضيات 78 %منها في محافظة اللاذقية ،و 21 %في طرطوس ،وماتبقى في حمص وإدلب ودرعا ،والغاب وحماه ،وقد بلغ عدد مزارعي الليمون 57 ألف مزارع موزعين على 475 قرية في محافظتي اللاذقية و طرطوس. يشكل البرتقال 61 %من إنتاج سورية من الحمضيات، يليه أصناف اليوسفي 21 %والحامض 14%.
وتعترض زراعة الحمضيات مجموعة من المشكلات منها مشكلة الجفاف الذي طغى في السنوات الأخيرة على الساحل السوري، بسبب قلة الأمطار، وارتفاع معدلات الحرارة، و ارتفاع نسبة الملوحة في التربة، و الأمراض التي تصيب أشجار الحمضيات منها العناكب ،والحشرة القشرية ،وغيرها من الأمراض التي تتطور بشكل سريع بحيث لاتقوى المبيدات على مكافحتها ، و سوء أسعار الحمضيات التي لاتتناسب مع سعر صرف الليرة ،و ارتفاع سعر الأسمدة والأقفاص أوالفلين ،وأجور اليد العاملة .
وحول هواجس الفلاحي والمشكلات التي يعاني مزارع الحمضيات فتلخصت بالاسئلة التالية: 1- لماذا يباع كيلو الليمون بسعره القديم الذي كان قبل 5 سنوات ...محافظا على ادنى مستوى له بينما تصل أسعار بعض الخضار إلى ألف ليرة كالكوسا؟ 2- لماذا لاتخمن الدولة أضرار الحمضيات بالشكل الحقيقي والدقيق، وتمنح المزارعين مايستحقون من تعويضات؟ فقد منحت الدولة مبلغ 2500 ليرة تعويضا للدونم ،وهذا المبلغ في حقيقة الأمر لا يعوض ولوجزء قليل من الأضرار . 3- ولماذا يباع القفص بسعر 50 ليرة سورية، والفلينة بسعر 100 ليرة، وكيلو الليمون لايباع سوى من 25 إلى 35 ليرة؟ علما أن القفص لايتسع سوى ل 6 كيلو غرام . 4- لم لاترتفع أسعار الليمون بالرغم من تهواجسصديره إلى بعض الدول ؟ 5-ولم تختلف أسعار الليمون بين الداخل والخارج بنسب كبيرة؟ ففي الساحل تكون ب 35 ليرة،ولكن بالداخل تصل إلى 100 ليرة .
وفي السياق أكدت مديرة البحوث الزراعية في اللاذقية الدكتورة ماجدة محمد مفلح أن السبب الواقعي لانخفاض أسعار الحمضيات يعود لكمية الإنتاج الضخمة ، وانعدام وجود سوق التصريف بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا.
واضافت: السبب الحقيقي لارتفاع أسعار الأقفاص والفلين و الكائن في أن المصانع التي كانت تقوم بتصنيع الأقفاص والفلين كانت موجودة أغلبها بمحافظة حلب، ومعظم هذه المعامل دمرت نتيجة الأعمال الارهابية ، كما أن ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في تصنيع الأقفاص والفلين ساهم أيضا بغلائها .
أما فيما يخص التعويضات، بينت مفلح ان سبب انخفاضها ناتج عن زيادة عدد الفلاحين، وزيادة الحيازات الزراعية، والأضرار الكبيرة التي تمتد على طول الساحل السوري جراء موجات الصقيع ،أما عن اختلاف أسعار الحمضيات بين المحافظات، فقد أوضحت الصعوبات التي تكمن في نقل الحمضيات بين المحافظات في ظل الأزمة، والتلف الكبير الذي تتعرض له الحمضيات أثناء النقل وارتفاع أجور النقل .
وقالت مفلح في تصريح خاص لسيريانديز أن أسعار الحمضيات ستتحسن بدءا من الشهر الأول في 2016 ،وذلك بسبب الصفقة التي عقدتها وزارة الزراعة مع رجال أعمال من جنوب إفريقيا ،وتقوم هذه الصفقة على تصدير حمضيات الساحل السوري إلى مختلف دول العالم، وقد تم الاتفاق بحضور الدكتورة ماجدة، والدكتور سامر عثمان مستشار غرف الزراعة، وبحضور مدير زراعة اللاذقية الأستاذ منذر خير بك، وسيتم البدء بالتصدير في الشهر الأول والثاني من السنة الجديدة ،كما تم تدشين معمل للعصائر بالقرب من معمل المعاكس في محافظة اللاذقية،
اشارت ومفلح في ختام حديثها إلى الظلم الذي يتعرض له مزارع الحمضيات بسبب الواقع المفروض بسبب الأزمة ،ولكن الدولة تجد الحلول المناسبة دائما للخروج من الأزمات، وتحقيق العدالة في المجتمع وأن منتج الحمضيات في الساحل السوري من أرقى المنتجات العالمية، والأصناف الموجودة تعد من أهم أصناف المائدة، وهذا مايشجع المستوردين على طلب منتجات الساحل