منال محمد
أكد مدير عام المؤسسة العامة للمطبوعات المدرسية زهير سليمان، ان المؤسسة سلمت 80 % من حاجة المناطق الساخنة من الكتب المدرسية من خلال تعاونها مع المنظمات الدولية خاصة اليونسيف، إضافة إلى التعاون مع جهات المجتمع الأهلي في تلك المناطق.
سليمان وفي حديث خاص لبورصات وأسواق على هامش أعمال الدورة السابعة و الثلاثين للمجلس الإنتاجي للمؤسسة، أوضح ان عمل المؤسسة خلال الأزمة جاء مبنيا على توجهات الدولة فيما يخص وجود الميليشيات المسلحة في المناطق الساخنة كونه "وضع مؤقت" لذا لابد من استمرار العملية التعليمية في هذه المناطق أيا كانت الظروف، وبناء على هذه الرؤية أكدت المؤسسة على ضرورة استمرار عمل كوادرها على تأمين الكتاب المدرسي لكافة المراحل الدراسية وفي جميع المناطق السورية.
وأوضح انه تسليم 80% من احتياجات إدلب من الكتب المدرسية قبل دخول الميليشيات المسلحة إلى المدينة، فيما عملت المؤسسة بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية والمجتمع الأهلي وبالتنسيق مع كوادر المؤسسة على إيصال الـ 20% الباقية للحفاظ على سير العملية التعليمية، مشيرا إلى ان الحال في إدلب لا يختلف عن بقية المناطق الساخنة كـ "دوما" في ريف دمشق، ومناطق الرقة ودير الزور، وحلب.
وبيّن سليمان ان المؤسسة وبالتعاون مع الجهات الوصائية المعنية ممثلة بوزارة التربية تمكنت من تأمين المواد الأولية برغم انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، كما عملت على تذليل العقبات اللوجستية كوصول هذه المواد إلى المطابع، ووصول العمال إلى المطابع المتموضع أغلبها في مناطق ريف دمشق الساخنة، لا أنه وبالرغم من ذلك استطاعت المؤسسة تسليم الكتاب المدرسي في وقت مبكر من العام الدراسي.
ولفت مدير المؤسسة العامة للمطبوعات إلى أنه أمكن الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً، كالحسكة التي تم نقل احتياجاتها من الكتاب المدرسي عبر الخطوط الجوية السورية إلى مطار القامشلي، مشيرا إلى أن العام الحالي بالنسبة للمؤسسة كان عاما مميزاً لجهة البدء بعملية الطباعة في وقت مبكر بعد التمكن من إعادة تشغيل معظم المطابع التي تعرضت للتخريب المتعمد من قبل الميليشيات المسلحة، كما تمت طباعة كتب الفصل الثاني بالتزامن مع كتب الفصل الدراسي الأول، ناهيك عن إن الكتاب المدرسي للعام الدراسي القادم مؤمن منذ الآن ولكافة المحافظات.
وبيّن سليمان ان المؤسسة عمدت إلى تحويل المستودعات المركزية إلى محافظة اللاذقية بعد أن تعرضت مستودعاتها في ريف دمشق للتخريب، وإنهاء العقبات اللوجستية الأساسية مكّن المؤسسة من التفرغ للعمل على الشكل الفني للكتاب بعد استكمال المحتوى العلمي، ليكون منتج المؤسسة كتابا مدرسيا نموذجيا على مستوى المنطقة والعالم.
وفيما يخص أعمال الدروة السابعة والثلاثين للمجلس الإنتاجي للمؤسسة، اوضح سليمان ان المؤسسة تعمل بشكل سنوي على وضع الميزانية الخاصة بها، ولكون المؤسسة العامة للمطبوعات مؤسسة ذات طابع اقتصادي فلابد من الوقوف على أدق التفاصيل المالية لها، وبيّن ان عملية تأمين الكتب المدرسية للطالب السوري تكلف الدولة السورية ثلاثة مليارات ليرة سنويا، وهي تؤمن الكتاب المدرسي بشكل مجاني للمرحلة الدراسية الأساسية، وهي عملية مكلفة ماديا، إلا أن توجهات الدولة السورية بإلزامية التعليم وضرورته للمجتمع السوري، تجعل من المؤسسة إحدى أهم القطاعات في مواجهة الأحداث القائمة، حيث من أهداف الحرب على سوريا تدميرها اجتماعيا وفكريا.
يشار إلى أن وزير التربية الدكتور هزوان الوز كان قد افتتح يوم (الخميس19/11) أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الانتاجي للمؤسسة العامة للمطبوعات، حيث نوقشت موزانة المؤسسة وخطة عمل العام الدراسي القادم (2016 -2017)، كما ناقش المجلس الخطة الاستثمارية للعام 2016 والأضرار الناجمة عن الاعتداءات الإرهابية والإجراءات المتخذة لمعالجتها وضمان حسن سير توزيع الكتاب المدرسي والحفاظ عليه والإجراءات المتخذة لرفع سوية امناء المستودعات وتقييم عملهم .