سيريانديز- مكتب اللاذقية
مهند نصرة، غدير علي.
يعرف مصطلح انفلونزا الخنازير طبيا:ً أنه الإنفلونزا التي تصيب الخنازير، غير أنها في بعض الأحيان تنقل الفيروسات إلى البشر وبشكل خاص المزارعين والأطباء البيطريين، ليصبح هذا الشخص قادراً على نقل العدوى إلى غيره. انتشر في الأيام القليلة الماضية عبر مواقع التواصل الإجتماعي خبر مفاده إصابة الكثيرين بإنفلونزا الخنازير في مدينة اللاذقية، وترافقت الإشاعة بتكتم إعلامي تام، دون نفي ونظراً لحساسية الموضوع، وكل موضوع يتعلق بالصحة والسلامة العامة، قصدت سيريانديز الدكتور عمار غنام مدير الصحة في اللاذقية حاملة له هذه التساؤلات والهواجس التي شغلت بال الكثيرين في اللاذقية.
وعند سؤال الدكتور غنام عن حقيقة تسجيل حالات إصابة بالفيروس في محافظة اللاذقية أجاب: حتى البارحة كانت جميع المسحات التي أرسلت إلى دمشق سلبية لا توجد إصابات اليوم وبتاريخ 17/1/2016 اتصلوا بنا من المخابر المرجعية في وزارة الصحة بدمشق مختبرات التنميط الفيروسي وأخبرونا بظهور مسحتين إيجابيتين مصابين اثنين بالفايروس وقد بلغ مجمل المسجلين 19 حالة إنتان تنفسي حاد وخيم، لم ترد نتائج مسحاتهم حتى الآن، وقد سجلنا حتى الآن 5 وفيات في الإنتان التنفسي الحاد الوخيم.
وأكمل د.غنام : نحن نتعامل دائما مع حالة إنتان تنفسي حاد وخيم ، مما يفرض علينا التعامل مع كل حالة إنفلونزا على أنها حالة التهاب تنفسي حاد وخيم دون أي أهمية مبدئية للتشخيص، لأن طرق المعالجة واحدة، والتشخيص يفيد فقط في تنميط الفيروس لاحقاً، الإنتان التنفسي الحاد الوخيم قد يكون (H1N1) أو (H5N1)انفلونزا الطيور وقد يكون من نوع طافر آخر غير منمط .
وعند السؤال عن الأعراض المميزة للمرض وأسباب حدوثه أجاب د.غنام : يختلف (الإنتان التنفسي الحاد الوخيم) عن الإنفلونزا العادية أنه أكثر حدة من حيث الأعراض،وارتفاع الحرارة وعدم الإستجابه للخافضات بسهولة، مع تزايد حالة المريض سوءاً، وتترافق الأعراض بالإقياء والإسهال والوهن والآلام العضلية والمفصلية، وتكون المفرزات الأنفية قليلة، وتكون مصحوبه بالسعال وضيق التنفس ونقص الأكسدة. أما الأسباب أو طرق انتقال العدوى بين الأشخاص فهي نفسها للإنفلونزا الموسمية، حيث تصيب فيروسات الإنفلونزا الخلايا المبطنة للأنف والحنجرة والرئتين والعينين، ويدخل الفيروس الجسم عند استنشاق الرذاذ الملوث على بعد متر واحد من المصاب أو نقل فيروسات حية من أسطح ملوثة إلى الأنف والفم والعينين، ويكون الشخص قادراً على إصابة الآخرين من اليوم الأول قبل أن تظهر عليه الأعراض وحتى سبعة أيام أو أكثر من الإصابة.
وبعد السؤال عن الإجراءات التي قامت بها مديرية الصحة في اللاذقية أجاب د.غنام : منذ بداية ظهور الإصابات وتواتر ورودها إلى المشافي قمنا بالشرح والتوعية والتوجيه الوقائي، وتم توزيع مجموعة من الرسائل الصحية على جميع مناطق الإزدحام العامة والمديريات والمؤسسات في المحافظة، لدينا في مديرية الصحة برنامج يدعى برنامج الترصد يتابع جميع الحالات في العيادات والمشافي الخاصة ومشافي التعليم العالي، نجمع الأرقام للإنفلونزا المشتبهه ونضعها تحت المراقبة المستمرة، وعند الشك بالإصابة فيما إذا كانت إنفلونزا محتملة، يتم أخذ المسحات (العينات) مباشرة إلى التحليل، ونوه غنام إلى أن إنفلونزا الخنازير والطيور أصبحت من ضمن الإنفلونزا الموسمية المستوطنة في الشرق الأوسط، وأننا مضطرون للتعامل معها كل عام لكنها لم تصبح جائحة.
وعند نقلنا للسؤال العام الذي يجول في بال الكثيرين عن إمكانية القيام بلقاح شامل ضدد الفيروس أجاب د.غنام: لا تزيد فائدة اللقاح عن ( 70- 80 ) % وتبقى نسبة 20% ، وهي نسبة خطيرة بالرغم من انخفاضها لأننا لا نستطيع تصنيفها تحت أي زمرة، والشخص الملقح يأخذ شعوراً كاذباً بالأمان حيث أن اللقاحات تبدأ مفعولها بعد 4-6 أسابيع.
وعلى مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج وعند السؤال عن كيفية الوقاية من هذا الفيروس، أجاب غنام: كل المطهرات الكحولية تعد جيدة من الناحية الوقائية، وكذلك تجنب الاقتراب من المريض وعدم الذهاب إلى العمل عند الإصابة بالإنفلونزا، وتجنب الازدحام مع المحافظة على التهوية الجيدة للمنازل والمكاتب و الغسيل بالماء والصابون، ونظراً لصعوبة التفريق بين الإنفلونزا العادية وإنفلونزا الخنازير خصوصاً في اليومين الأول والثاني، ننصح دائماً عند الشك بمراجعة أقرب مركز صحي أو أقرب مشفى، لتقديم النصيحة والتدبير المناسبين.
ومن الجدير بالذكر أن المرض ظهر لأول مره عام 2009 حيث تم الإبلاغ عن أول عدوى في كاليفورنيا الجنوبية وتكساس، وبعد بضعة أشهر تم الإبلاغ عن أولى حالات الوفاة، وقد بدأت معدلات الإصابة بالزيادة، وانتشرت في العديد من مناطق العالم، التهاب الجهاز التنفسي الذي يسببه الفيروس المذكور هو من السلالةH1N1 ، لكن الإسم المتداول حسب منظمة الصحة العالمية هو إنفلونزا الخنازير، وقد عدته المنظمة وباءاً عالمياً.