سيريانديز- دريد سلوم
من الدّراسات التي أجرتها الهيئة العامّة للاستشعار عن بعد دراسة استخدام القرينة النّباتيّة NDVI في تتبّع تغيّر مساحة الأراضي الزّراعيّة في سورية باستخدام صوّر MODIS، حيث عانت سورية في الآونة الأخيرة من تغيّر في مساحة الأراضي الزّراعيّة ولاسيما باتّجاه تقلّصها نتيجةً لبعض العوامل، والذي يأتي في مقدّمتها الجفاف، حيث تعرّضت سورية لموجة جفاف أدّت إلى تضرر المحاصيل الزّراعيّة ولاسيما البعليّة منها، والتي تقع في مناطق الاستقرار الثّالثة والرّابعة، الأمر الذي أدّى إلى خروج هذه الأراضي مع تتالي سنوات الجفاف وقلّة الهاطل المطري من الزّراعة، وتحوّلها إلى أراضي غير مزروعة، الأمر الذي تطلّب دراسة هذه الظّاهرة وتتبّع التّغيّر في مساحة الأراضي الزّراعيّة بشكل عام، والمحاصيل بشكل خاص.
وبحسب التقرير الصادر عن الهيئة والذي تسلم سيريانديز نسخة منه فإن أهميّة استخدام تقنيّات الاستشعار عن بعد تأتي بميّزاتها المختلفة في تنفيذ هذه الدّراسة، كونها تؤمّن الصّور الفضائيّة من نوع MODIS بقدرة مكانيّة 250 م الدّليل النّباتي NDVI والذي يعتبر المعيار لتتبّع مساحة الأراضي الزّراعيّة.
وتهدف هذه الدّراسة إلى وضع خرائط الـ NDVI لسورية من أعوام 2000 حتى 2012، وتتبّع مساحة الأراضي الزّراعيّة في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة خلال العشر سنوات الأخيرة، وأخيراً دراسة تأثير الجفاف على تغيّر مساحة الأراضي الزّراعيّة في سورية في العشر سنوات الأخيرة وربطها بالمعطيات البيئيّة.
وعن المواد والطّرق التي تم الاعتماد عليها لتنفيذ الدّراسة أوضح التقرير أنه تم تحديد منطقة الدّراسة بكامل مساحة الجمهوريّة العربيّة السّوريّة، واستخدمت صوّر فضائيّة للقرينة النّباتيّة من نوع MODIS – MYDQ13 من عام 2000 – 2012 بشكل نصف شهري، واعتمد مستوى المعالجة لهذه الصّور (level 3)، أما البّرمجيّات التي تم الاعتماد عليها في تنفيذ الدّراسة فهي عبارة عن برنامج معالجة الصّوّر الفضائيّة إيردس إيماجين إلى جانب برنامج مختص بنظم المعلومات الجغرافيّة GIS ArcGIS، كما نفّذت العديد من الأعمال الحقليّة من أجل عمليّة التّدقيق عند الضرورة، وتم تحليل البّيانات ووضع موديل رياضي لتنفيذ عمليّات التّصنيف للقرينة النّباتيّة وبعض التّحليلات الأخرى.
وبموجب ماورد في التقرير فقد خلصت الدّراسة إلى الكثير من النّتائج كان أهمّها تأكيد فعّاليّة القرينة النّباتيّة NDVI في تتبّع تغيّرات الكتلة الحيّة، والتّأكد من فعّاليّة استخدام الصّوّر الفضائيّة من نوع MODIS لتتبّع تغيّرات الكتلة الحيّة ومراقبة الجفاف، كما أظهرت الخرائط المنتجة للقرينة النّباتيّة NDVI من صوّر MODIS للسّلسلة الزّمنيّة 2000 – 2012 للجمهوريّة العربيّة السّوريّة أن شهر نيسان هو الشّهر الأقل جفافاً في سورية، وأن شهر آب يعد الأكثر جفافاً وأن هناك فرق واضح في تغيّر الكتلة الحيّة في كلا الشّهرين، كما أظهرت الدّراسة أن أكثر السّنوات جفافاً كان العام 2008 وأقلّها كان العام 2003، ومن خلال هذه الدّراسة وجدت علاقة ارتباط قويّة بين كميّة الهطول المطري على مستوى سورية ولكل محافظة على حدة مع قيم الـ NDVI المسجّلة لها، ومن خلال الدّراسة تم التّأكد من إمكانيّة استخدام الخرائط المنتجة للقرينة النّباتيّة NDVI من صوّر MODIS في مراقبة الجفاف والتّنبؤ به من خلال ربطه بالتّغيرات المناخيّة ولاسيما الهطول المطري.