دمشق- سيريانديز
مع الإعلان عن نجاح الفريق الجراحي في مشفى الأسد الجامعي بإجراء أول عملية زراعة كبد في سورية لطفل في الثانية عشرة من العمر يثبت الأطباء السوريون جدارتهم ومهارتهم وتميزهم في أداء واجبهم الإنساني وتحقيق الإنجازات الطبية الرائدة ومنافسة أبرز الجراحين على مستوى العالم متحدين كل الظروف والصعوبات التي فرضتها الأزمة الراهنة.
العملية تمت بظروف صعبة جدا من جميع النواحي ودون الاستعانة بأي خبرات طبية أو كوادر أجنبية وهنا تكمن أهميتها كما يقول مدير المشفى الدكتور حسام شبلي لـ سانا مؤكدا أنها من الزراعات المعقدة والنادرة على مستوى العالم حيث قام فريق متكامل من أطباء الجراحة العامة والأوعية وأطباء التخدير والكادر التمريضي يوم السبت الماضي بإجراء العملية التي استغرقت 12 ساعة تم خلالها قطع جزء بسيط من كبد المتبرع أسامة عم المريض وزراعته للطفل أحمد وهما الآن بصحة جيدة بعد أن أثبتت التحاليل المخبرية نجاح الزرع وسمح للطفل المريض بالمشي.
ويلفت شبلي إلى أن الاستعدادات للبدء بزراعة الكبد في سورية موجودة منذ عام 2010 لكن ظروف الأزمة حالت دون ذلك حيث تم إرسال عدد من الأطباء السوريين إلى إيران والبرازيل للاستفادة من خبرات الدول المتقدمة بهذا المجال والتدرب على إجراء مثل هذه العمليات.
وعن القصة المرضية للطفل يوضح شبلي ..”إنها الثالثة على مستوى العالم إذ تتضمن مشكلة خلقية ولادية كبدية “متلازمة كريجلر نجار” أثرت على نموه ودماغه وأدت إلى دخوله بحالة من الغيبوبة تقرر على إثرها إجراء العملية وأخذ الموافقات القانونية اللازمة لهذا الموضوع”.
ويشير شبلي إلى أن المريض بحاجة للمراقبة المشددة في الوقت الحالي خوفا من حدوث أي انتانات أو التهابات أو رفض للجزء المزروع لذا سيتم أخذ خزعة للتأكد من سير الأمور بشكل علمي وأكاديمي.
وعن تكاليف العملية يقول الدكتور شبلي.. “إن تكلفتها تصل إلى 3 ملايين ليرة سورية تشمل المستلزمات والإقامة فقط وهي تكلفة معقولة وبسيطة يدفعها المريض مقارنة مع الخارج إذ تصل تكلفتها إلى 40 مليون ليرة سورية”.
ويلفت مدير المشفى إلى المشاريع والخطط الجديدة التي من المقرر تنفيذها في المشفى قائلا.. “إنه سيخصص طابق كامل لزرع الأعضاء ضمن مشروع التوسع الذي سيتضمن 220 سريرا وسينتهي العمل فيه نهاية العام الجاري إضافة إلى ذلك سيتم إنشاء وحدة لجراحة العمود الفقري من أجل تطوير هذه الجراحة في سورية” مشيرا إلى أن المشفى أجرى خلال العام الماضي 58 عملية زرع كلية إضافة إلى عمل جراحات نوعية أخرى كجراحات البدانة والجراحات الدماغية وجراحات الصدر والقلب والأوعية المعقدة وإجراء كافة الاستقصاءات الأخرى.
من جانبه يؤكد رئيس الفريق الطبي والمشرف على العملية الدكتور محمد الأحمد أستاذ جراحة الكبد في كلية الطب بجامعة دمشق “أنه تم إنقاذ حياة الطفل ووضعه حاليا مستقر وجيد ولم يعد بحاجة إلى أي تداخلات أخرى” مبينا أن نجاح العملية جاء نتيجة جهود متتالية ومتعاقبة تبذلها المشفى من تدريب لأعضاء الفريق وتوفير كل المستلزمات الضرورية لهذا الموضوع.
وفي لقاء مع سانا أعرب المتبرع أسامة خرفان عم الطفل أحمد عن سعادته لنجاح العملية مبينا أنه تم اختياره للتبرع بدلا من أم الطفل لتطابق الزمر الدموية فيما شكر والد الطفل محمد خرفان الكادر الطبي والتمريضي في المشفى على الجهود التي بذلوها لإنجاح العملية وإنقاذ حياة ابنه متمنيا لهم دوام التقدم والنجاح.
ويضم الفريق الطبي الذي أجرى العملية كلا من أطباء الجراحة العامة وزراعة الكبد .. الدكتور فادي ريا والدكتور بيان السيد والدكتور علاء حانوت وأطباء جراحة الأوعية الدموية الدكتور محمد علي نحاس والدكتور عمار محمد إضافة إلى أطباء التخدير الدكتورة نجوى الرقماني والدكتور عبد اللطيف أحمد وطبيبي الأشعة الدكتور أيهم أديب والدكتور تيسير مرعي وأطباء المخبر الدكتور سامر محمود والدكتور أكثم اسكندر والدكتورة ربيعة النحاس ومجموعة من طلاب الدراسات العليا.
كما يضم فريق التمريض كلا من مدير التمريض سام شوحكر متدرب على الزرع وشروق برهوم رئيسة العمليات وبراءة زيدان ومريم ربداوي وصبا عجيب وفاطمة أحمد وهلا شكور إضافة إلى فنيي الأشعة والتخدير ربا علي وسوسن حنانا وندى حاج حسين وحسام مشرف.
ويعتبر مشفى الأسد الجامعي الذي افتتح عام 1988 في دمشق من أكبر المشافي التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي ويقدم الخدمات الطبية العلاجية والجراحية للمرضى بأحدث أساليب الطب ويقوم بتدريب الطلاب والأطباء من خريجي الجامعات السورية والمساهمة في البحث العلمي كما يتميز المشفى ببنائه ومعداته وتجهيزاته وبالكوادر العاملة فيه والخبرات المتوافرة.