ناقش مجلس الشعب في جلسته التي عقدها اليوم برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس المجلس الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصناعة لإعادة تأهيل الشركات المتضررة جراء الأزمة الراهنة وأداء المؤسسات الصناعية وواقع العمل فيها لضمان عودة عجلة الإنتاج فيها من جديد.
وفي بداية الجلسة أكد أعضاء المجلس أن ثورة الثامن من آذار شكلت منعطفا تاريخيا على جميع الصعد والمجالات لافتين إلى أن الذكرى تمر هذا العام وما زالت سورية تتعرض لأشرس مؤامرة تحاول النيل من إرادتها واستقلالها الأمر الذي يتطلب الاستفادة من دروس الأزمة وحشد الجهود ورص الصفوف والتمسك بالقيم الوطنية والوجدانية والوحدة المجتمعية لتجاوز منعكسات الأزمة السلبية وإنجاز الانتصار على الإرهاب.
كما نوه أعضاء المجلس بالصمود الأسطوري للمرأة السورية خلال الأزمة التي تمر بها البلاد حيث جسدت كل معاني البطولة والعطاء والصبر وحققت الكثير من الإنجازات والمكاسب في جميع مجالات الحياة التعليمية والاقتصادية والسياسية.
وطالب الأعضاء بإقامة معمل للعصائر في محافظة طرطوس ورصد المبالغ اللازمة لتجهيز المعمل والاستفادة من إنتاج الحمضيات الكبير في المنطقة الساحلية وبالتالي توفير القطع الأجنبي الناجم عن استجرار العصائر من الخارج كما طالبوا بتركيب فلاتر لمداخن الشركة العامة لصناعة الأسمنت في محافظة طرطوس.
وتساءل أعضاء المجلس عن أسباب خسائر بعض الشركات الصناعية مثل شركتي تصنيع العنب وسجاد السويداء وشركة الدباغة إضافة إلى معرفة أسباب استمرار توقف الشركة العامة للمنتجات الحديدية والفولاذية بحماة ومعمل الإطارات ودعوا إلى الإسراع بتسعير مادة القطن لتشجيع الفلاحين على زراعتها ودعم الصناعيين في مدينة حلب بكل الإمكانات ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع العام وتأمين مستلزمات الإنتاج للمعامل.
وأشاروا إلى ضرورة منح قروض للصناعيين لتمكينهم من العودة إلى السوق المحلية واحداث معمل لصناعة الألبان والأجبان في طرطوس والاهتمام بمعامل ألبسة الأطفال وزيادتها لغلاء ثمنها وافتتاح معمل لصناعة رب البندورة وآخر للمعكرونة في محافظة درعا إضافة إلى إدراج معمل الإطارات والشركة العامة للمنتجات الحديدية والفولاذية ضمن مشاريع التشاركية لأهميتها في المرحلة الراهنة.
وفي معرض رده على أسئلة واستفسارات أعضاء المجلس أكد وزير الصناعة المهندس كمال الدين طعمة حرص الوزارة على إعادة تأهيل بعض الشركات والمعامل التي تعرضت للتخريب والدمار جراء إرهاب التنظيمات المسلحة مبينا أن الوزارة تمكنت من إعادة تأهيل 20 شركة متضررة بشكل جزئي كونها لا تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة بعد توقفها عن العمل منذ عام 2013 وأن بعض هذه الشركات استطاعت تحقيق أرباح مهمة مثل شركات تاميكو والدبس والكابلات.
وأوضح أن خسائر القطاع الصناعي العام في سورية جراء الأزمة بلغت 500 مليار ليرة سورية ومثلها بالقطاع الخاص مشيراً إلى أن الوزارة أجرت خلال الفترة السابقة تقويما عاما للشركات الصناعية يقوم على مدى التزامها بالخطط الاستثمارية والجارية وأداء مديري الشركات وقدرتهم على تجاوز العقبات والصعوبات وتطبيق الحلول الابداعية البديلة لافتا إلى أن الوزارة وضعت خارطة صناعية لتحقيق تنمية متوازنة في المحافظات كافة.
وأكد الوزير طعمة أن “شركة الكابلات ليست مطروحة للاستثمار أو التشاركية” وهي تلبي حاجة وزارة الكهرباء والسوق المحلية وأن الوزارة لجأت إلى تشغيل معامل الغزل والنسيج عن طريق الغير لعدم تمكنها من جلب الأقطان من بعض المناطق غير الآمنة موضحاً أن وفدا من شركة ابولو الهندية سيأتي قريبا إلى سورية لمتابعة العمل بالشركة العامة للمنتجات الحديدية والفولاذية كما أن الوزارة تبحث عن شريك لإعادة تشغيل معمل الإطارات بحماة بعد أن استنكفت الشركة الصينية عن العمل فيه.
وأشار إلى أن الوزارة مستمرة بسياسة استلام الأقطان من الفلاحين في الحسكة لتشغيل المحالج ومعامل الغزل بالرغم من أن تكلفة نقل الطن الواحد وصلت إلى 124 ألف ليرة علما أن سعر الطن 140 ألف ليرة مبينا أن تعثر شركة عصير العنب بالسويداء يعود لأسباب تسويقية نتيجة قلة الطلب على منتجاتها.