سيشهد صيف 2016 تخريج الدفعة الأولى من طلاب فرع العلوم الطبية الحيوية، وهو الفرع الجديد الذي عمدت وزارة التعليم العالي على افتتاحه كإحدى الخطوات على طريق التطور العلمي والوصول إلى مصاف الدول التي سبقت سورية في تلك التخصصات التي لخصتها كلية الطب الحيوي حديثة الولادة، والتي جمعت الطلاب خريجي المركز الوطني للمتميزين.
وحول ذلك أوضحت معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي الدكتورة سحر الفاهوم أنه وبعد تخرج الطلاب من المركز الوطني عام 2012، كان لابد من افتتاح اختصاصات جديدة مستحدثة بالجامعة تتناسب مع تميزهم وبما يتناسب مع حاجة البلد للتنمية وحاجة الجامعة إلى فروع جديدة، وبناء عليه تم افتتاح فرع العلوم الطبية الحيوية الذي ضم العديد من العلوم كعلوم تقانات الليزر، أما بقية الاختصاصات فهي موجودة أصلاً لكن كان للجامعة رغبة في تطويرها عبر هؤلاء الطلاب وهي المعلوماتية والميغاترونيكس واختصاصات عدة في مركز البحوث.
وإلى ذلك تم وضع خطة درسية لفرع العلوم الطبية الحيوية التي وصفتها الفاهوم بالخطة العالمية وتم دمجها مع خطط درسية متقدمة من أمريكا وفرنسا وانكلترا، ومن هذا المزيج جرى استخلاص خطة درسية ملائمة تتوافق مع مستوى الطلاب وحاجة البلد.
وأضافت أنه لم يتم الاكتفاء بوضع خطة درسية بحتة فحسب بل تكاثفت الجهود لإضافة برامج خاصة بالمتميزين فقط، كالبرنامج الذي حمل عنوان "خدمة المجتمع" والذي يعني أنه يتوجب على هؤلاء الطلبة تقديم خدمات متعددة لأماكن مختلفة في المجتمع بما لا يقل عن 100 ساعة، كالخدمة في مراكز الإيواء والصليب الأحمر ودور الأيتام، مما يساهم في تعزيز علاقتهم بالمجتمع والشعور بحاجياته والعمل على توفيرها.
كما تضمنت البرامج الخاصة بالمتميزين خدمة التدريب في المشافي والمؤسسات الحكومية الأخرى مثل هيئة الطاقة الذرية والحيوية ومركز البحوث ومركز نقل الدم، وجميعها تقدم تدريب من المستوى العالي والمتكامل وتوفر للطلاب الاطلاع على أحدث الأجهزة والتقانات.
وفي السياق ذاته شملت الخطة أيضاً اطلاعهم على المشاكل الصحية في المجتمع، ومن خلال ورشة عمل عقدتها الدكتورة مع الطلاب جرى تقسيم الأحقاب الطبية من الفترة ما قبل التاريخ حتى الآن، في الوقت الذي تسلم فيه كل طالب منهم حقبة ليعمل عليها ويتعرف من خلالها على كيفية تطور العلوم الطبية الحيوية وماهيتها.
وكشفت الدكتورة سحر أن خريج هذا النوع من الدراسات إنما هو باحث متميز عليه البحث ضمن هذه العلوم، واكتشاف الحلول والعلاجات للمشاكل الصحية العالقة والمستعصية والتي لم يتمكن الطب من إيجاد حل لها في سورية حتى اللحظة كالتلاسيميا.
أما فيما يتعلق بالعمل المستقبلي لخريجي تلك العلوم بينت الفاهوم أن مستقبلهم من صنع أيديهم وأن على كل خريج منهم أن يخلق فرصة عمله بيده، مشيرةً إلى الاتفاقيات التي عقدتها وزارة التعليم العالي مع الدول الصديقة كروسيا وإيران التي تكللت بزيادة عدد الموفدين إليها، كما استطاعت الوزارة من خلال الجهود الحثيثة التي بذلتها زيادة عدد المنح من 100 إلى 300 منحة كان من ضمنها اختصاصات المتميزين كالخلايا الجذعية- دراسات وراثية- دراسات بيولوجيا حيوية، مؤكدةً أن وعود الإيفاد إلى روسيا ستكون بعد التخرج وستشمل كل من استطاع تحقيق معدل تقدير جيد جداً ولن يكون مقتصراً على الخريج الأول والثاني والثالث فقط.
وختاماً عبرت عن أملها وثقتها بالآمال المنصبة على عاتق هؤلاء الخريجين لخلق مستقبل مزدهر جديد لسورية يكون من صنع شبابها الذين تعول الجامعة على تفوقهم، شاكرةً جهود السيد رئيس الجمهورية في هذا المجال، والسيدة أسماء الأسد التي تقدم دعمها المتواصل الكبير لهم.