دمشق- سيرينديز
بين وزير الموارد المائية الدكتور كمال الشيخة إلى أن الوزارة وضعت خططا بديلة لتأمين مصادر مياه داعمة في جميع المحافظات ومعالجة أي اختناقات قد تحصل خلال فصل الصيف بكلفة إجمالية تقدر بنحو 16 مليار ليرة، وتسعى لتأمين الجزء الأكبر عن طريق المنظمات المانحة، مبينا أن سورية تعاني عجزا سنويا في كميات المياه يقدر بنحو مليار ونصف مليار متر مكعب في ظل انحباس الأمطار لهذا الموسم نتيجة انزياح الدورة المناخية.
وأوضح أن النسبة المئوية للهطل من المعدل السنوي وصلت إلى 56 بالمئة حتى الآن في جميع المحافظات وأن نسبة التخزين التصميمي الوسطية لجميع السدود البالغ عددها 163 سدا في جميع المحافظات بلغت 31 بالمئة، مؤكدا استمرار الوزارة بتشغيل مشاريع الري وخاصة في المنطقة الشرقية للمساهمة في تنفيذ الخطط الزراعية.
وأشار في معرض رده على استفسارات وأسئلة مجلس الشعب إلى أنه يجري حاليا بحث استكمال مشروع ري دجلة مع شركة ستروي ترانس غاز الروسية بعد تأخر المباشرة فيه علماً أن كلفة المشروع الاجمالية تقدر بنحو 193 مليون يورو حيث من المقرر أن يروي 200 ألف هكتار إضافة إلى الانتهاء من دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع سد حلبية زلبية على نهر الفرات الذي سيؤمن إرواء 26 ألف هكتار لافتا إلى تجهيز 6 عنفات في سد تشرين على نهر الفرات بعد إعادة الأمن والاستقرار إليه وهي جاهزة للعمل وتوليد 300 ميغا واط كهرباء.
وأكد الوزير الشيخة أنه لا خوف على مياه الشرب في مدينة دمشق وأن منسوب المياه الجوفية فيها جيد ومريح فبالإمكان الحصول على المياه في منطقة العدوي على عمق 13 مترا فقط وهو دليل على تعافي الحوض الجوفي مشيرا إلى وضع خطة طوارىء في مدينة دمشق تقوم على حفر 122 بئرا بينها 78 بئرا على الحامل الأول و44 على الحامل الثاني إضافة إلى تجهيز 28 بئرا محفورة مسبقا ووضعها بالخدمة.
وأوضح أن مشكلة المياه في ريف دمشق لهذا العام ستكون بالحد الأدنى وفقا للخطط الموضوعة، حيث تم وضع خطط لتعزيل وحفر الآبار في ريف دمشق بالتنسيق مع الجهات المانحة، مشيرا إلى تأهيل خمسة آبار متفرقة في صحنايا وستوضع بالخدمة قريبا بطاقة يومية تبلغ 2000 متر مكعب إضافة إلى تعزيل وتعميق مجموعة من الآبار الجديدة في صحنايا وأشرفية صحنايا.
وأكد وزير الموارد المائية أن وضع المياه في محافظة حلب جيد والوزارة تتابع حفر الآبار فيها بشكل متتال علما أنه تمت بداية الشهر عودة محطة الخفسة للعمل وتغذية المحافظة بالمياه بعد انقطاعها لمدة شهرين تقريبا من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة، إضافة إلى إعادة ضخ المياه عبر الشبكة من محطات سليمان الحلبي بواسطة مجموعات التوليد الاحتياطية بعد ثبات نوعية المياه الواردة في أقنية الجر حيث تم تشغيل محطة الضخ الأولى في باب النيرب ومحطات الضخ الثانية والثالثة في سليمان الحلبي.
وأشار إلى أن عدد الآبار العامة العاملة في أحياء مدينة حلب الآمنة بلغ 209 آبار منها 38 بئرا تمت مباشرة العمل بها خلال شهر آب من العام الماضي لافتا إلى المباشرة بتركيب التجهيزات ل 30 بئرا بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف ليتم وضعها بالخدمة تباعا قبل نهاية الشهر المقبل.
وحول الوضع المائي في مدينة حمص بين الشيخة أنه جيد بشكل عام حيث يتم تأمين المياه لجميع المناطق مع تطبيق برامج التقنين المناسبة كما يجري العمل حاليا على توسيع شبكة مياه الشرب وشبكة الصرف الصحي في حي مقبرة الفردوس والتحضير لتجهيز وربط 80 بئرا ضمن مدينة حمص بعد تأمين توريد كامل التجهيزات اللازمة من قبل اليونيسيف.
ولفت إلى تدشين مشروع سد دريكيش في محافظة طرطوس والذي سيسهم بتحسين واقع مياه الشرب في المنطقة المحيطة به كما تتم المتابعة في دراسة وتنفيذ عدد من المشاريع الملحقة به كمحطة معالجة في القليعة الدلبة وبيت عفوف لحماية البحيرة من التلوث ومحطة التصفية ومشروع الضخ لربط السد بمشاريع وشبكات مياه الشرب في المنطقة.
وبين الوزير الشيخة أنه تم الانتهاء من حفر وتجهيز 30 بئرا ضمن مدينة درعا حيث تؤمن هذه الآبار ما نسبته 60 بالمئة من حاجة السكان منها 6 آبار في محطة الباسل إضافة إلى تركيب 50 جهاز تعقيم لمياه الشرب و4 غطاسات لآبار المدينة وتجهيز محطة طريق الخربة ومحطة الكور والتنسيق مع الجهات المانحة لتجهيز محطة السبيل.
وبشأن المياه في السويداء أشار الشيخة إلى ربط مجموعة الآبار الواقعة غرب مدينة السويداء وعددها 25 بئرا وربط مجموعة آبار مدينة صلخد وعددها 8 آبار ضمن خلايا كهربائية مستقلة واستثنائها من برامج التقنين وإجراء ربط بين سد حبران وسد سهوة الخضر وبين سد الطيبة وسد المشنف للمناورة بمصادر المياه حسب الحاجة.
وأضاف.. إنه تمت “إعادة تأهيل محطة الضخ الرئيسية في كل من الثعلة وصلاخد ومحطة الخزانات بالسويداء، إضافة إلى توزيع خزانات أوكسفام في بعض القرى العطشى والتي يتم تعبئتها بالصهاريج وذلك بالتعاون مع فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وتجهيز 11 بئرا جديدة في شهبا والرحى وعرى وعرمان والرحى مصاد وتيما وحوط وصلخد وعتيل قنوات وعتيل مفعلة”.
ولفت إلى تطبيق برامج تقنين المياه في القنيطرة كل يومين حسب وضع الكهرباء وإدخال عدد من الآبار في الخدمة وهي آبار خان أرنبه طريق جبا وكوم محيرس وبئر المنصورة والكوم مساكن الصبح إضافة إلى تجهيز بئرين في خان أرنبه وكوم محيرس سيدخلان الخدمة قريبا وحفر آبار إسعافية عدد 2 في خان أرنبه وجبا واستبدال محطة سحيتا حضر وتركيب مجموعة توليد لبئر حضر الغربي واستبدال مجموعة توليد بئر كوك الويسية.
ولفت إلى الانتهاء من تعديل مشروع قانون التشريع المائي ووضع صيغة لتسوية جميع الآبار المخالفة البالغ عددها 110 آلاف بئر لمنع استنزاف المياه الجوفية ومراقبة مخازينها، موضحا أن جميع مصادر المياه في سورية معقمة وآمنة وتتم مراقبتها والكشف عليها بشكل دوري.
وكشف عن إعداد صيغة جديدة لجمعيات مستخدمي المياه وذلك بما يعود بالنفع على الأعضاء ويسهم بالحد من الحفر العشوائي للآبار ويدعم الفلاحين من خلال مشاريع ممولة من الحكومة سيتم تنفيذها على تلك الآبار.
وأشار إلى أن الوزارة خاطبت جميع الجهات المعنية وبينها الوزارات والمشافي والمنشات العامة لتنفيذ آبار فيها واستخدامها في حالات الطوارئ، موضحا أن الوزارة تركز حاليا على معالجة الأمور الطارئة فيما يتعلق بالصرف الصحي وعلى رأسها مشاريع حماية المياه من التلوث، مؤكدا أنه لن يتم إغلاق أي بئر مخالف إلا إذا كان يؤثر على المصادر الجوفية.
وناقش مجلس الشعب في جلسته التي عقدها اليوم برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس المجلس أداء وزارة الموارد المائية في ظل الظروف الراهنة وجهودها لتأمين المياه إلى جميع المناطق والإجراءات المتخذة لتلافي أي مشاكل أو اختناقات قد تحصل خلال فصل الصيف في ظل قلة الهطل المطري لهذا الموسم.
وأكد الأعضاء أهمية إعادة تأهيل ما دمرته التنظيمات الإرهابية من منشآت سدود ومسطحات مائية ولاسيما في المناطق التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار واستكمال مشاريع الصرف الصحي في بعض المناطق ولاسيما في جبلة وتحويل مجرى الصرف الصحي إلى الأحواض الموجودة جنوب مدينة حلب.
ودعا الأعضاء إلى تعديل بعض المواد الواردة في قانون التشريع المائي للتخفيف من الإجراءات المجحفة بحق المزارعين والفلاحين ومعالجة وضع الآبار والتشدد في مراقبة سلامة مياه الشرب وتعقيمها وتفعيل جمعيات مستخدمي المياه لكونها قادرة على مساعدة الفلاحين في ري أراضيهم.
وأشاروا إلى أهمية حفر آبار في المشافي العامة لتكون قادرة على تأمين حاجتها إضافة إلى متابعة العمل لإنجاز سد دجلة باعتباره مشروعا رائدا سيؤمن المياه لمساحات كبيرة من الدونمات، متسائلين عن جاهزية المنشآت الموجودة على سد تشرين وكيفية التنسيق مع وزارة الكهرباء للاستفادة من هذه المنشآت والتجهيزات بإمداد مدينة حلب بالطاقة الكهربائية.