دمشق- سيريانديز
أكد محافظ حمص طلال البرازي أن أضرار البنى التحتية والخدمية الحاصلة جراء الاعتداءات الإرهابية في مدينة تدمر جسيمة وأن التقديرات الأولية لإعادة الخدمات إليها قد تمتد عدة أسابيع على أن يتم البدء بالأعمال مطلع الأسبوع القادم لعودة جميع المهجرين إلى منازلهم.
واطلع البرازي ومديرو المؤسسات الخدمية في المحافظة على واقع مدينة تدمر والبنى التحتية والأضرار التي ألحقت بها نتيجة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها على أيدي تنظيم “داعش” الإرهابي وعلى حجم الأضرار الواقعة على المتحف الوطني ومحتوياته التي تم تخريب معظمها ومركز الهاتف والشبكة الكهربائية والمائية في المدينة وعلى التخريب الحاصل للآثار التاريخية كقوس النصر ومعبد بل.
ولفت البرازي إلى توجيهات الحكومة لإعادة التأهيل والترميم لكل ما تم تخريبه وخاصة في مجالات الكهرباء والاتصالات والمياه وذلك من خلال الكوادر المحلية التي أثبتت سابقاً بأنها قادرة على العمل وإعادة ما خربه الإرهاب في عدد من مناطق المحافظة.
وأوضح البرازي أن عمل الورشات سيبدأ بعد انتهاء عناصر الهندسة من تفكيك العبوات الناسفة المزروعة في كل مكان وتطهير المدينة من الألغام ليتاح للورشات العمل مباشرة لافتاً إلى أن منظمات دولية غير حكومية أبدت استعدادها لبرنامج عمل لإعادة آثار مدينة تدمر.
وبين مدير دائرة الآثار في حمص المهندس حسام حاميش أنه بعد الكشف عن المتحف الوطني ومعبد بل وقوس النصر بشكل مباشر تبين أن هناك بعض القطع في المتحف من الممكن إعادة ترميمها وإعادتها إلى وضعها بما فيها أسد اللات في حين يحتاج مبنى الدائرة كوضع إنشائي للعمل والترميم كما قوس النصر وخاصة بعد تفجيره من قبل إرهابيي “داعش” بينما يحتاج معبد بل لخبراء مختصين لتقييم وضعه لكون الهيكل الرئيسي مهدماً بالكامل لافتاً إلى أنه ستتم معاينة بقية الآثار والمدافن والمسرح والتأكد من جهوزيتها بعد إمكانية الوصول إليها قريباً.
وأوضح مدير الكهرباء مصلح الحسن أن واقع الشبكة الكهربائية متضرر جداً ومراكز التحويل مسروقة ونسبة الأضرار تبلغ أكثر من 80 بالمئة وأن قيمة الأضرار تبلغ مئات الملايين إلا أن الورشات ستنطلق بالعمل لتأهيل وتركيب وتأمين الشبكة الكهربائية لمدينة تدمر بهدف عودة الأهالي إليها.
وأشار مدير اتصالات حمص كنعان جودا إلى أنه بالإمكان إعادة تشغيل مركز هاتف تدمر رغم كل التخريب الذي تعرض له على أيدي الإرهابيين حيث ستتم إعادة الخدمة الهاتفية بأسرع وقت من خلال العمل في الشبكة الخارجية.
وأكد عدد من أهالي تدمر أن أهلها سيعودون جميعاً وسيعمرون ما هدمه الإرهاب التكفيري الحاقد الذي لم يرحم المدينة ولا آثارها التاريخية والحضارية لجهله وظلامه الفكري الواضح وإن الشعب السوري سيبقى يداً بيد إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري.
وأكد سامر حبيب رئيس حملة “عشاق سورية” التي كان لها مشاركة كرنفالية اليوم في تدمر من خلال تقديم فقرات عزف نحاسي ورفع العلم السوري في المتحف الوطني ومركز الهاتف إن هذه المشاركة اليوم من قبل فريق عشاق سورية هي جزء بسيط مما يمكن أن يقدم أمام التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبطال الجيش العربي السوري.
وقدمت فرقة “ان جاز التعبير” أيضاً مجموعة فقرات غنائية في ساحة تدمر بجانب المتحف الوطني عبر الشباب خلالها عن فرحتهم الكبيرة بعودة وانتصار تدمر.