سيريانديز - مكتب اللاذقية - تمام ضاهر
تحت عنوان "أم الشهيد أمنا ، كرمت جمعية "نحن سورية كوكبة من الإعلاميين المقاومين ، وهم فيصل عبد الساتر وجوزف بو خليل وعباس ضاهر من لبنان الشقيق ، ود. محمد عبد الحميد من العراق ، ومها الصالح ونزار الفرا من سورية ، جنباً إلى جنب مع أمهات الشهداء صباح اليوم باللاذقية ، وفي حضور رسمي . إعلاميون مقاومون ناضلوا بالكلمة ، في وقت اختفى فيه الصديق وعز فيه النصير ، وكان لهم ولأصواتهم هذا الحضور في المجتمع ومساحة في الرأي العام ، ساهمت إلى حد كبير في تغيير معادلات ، حاولت فرضها أجهزة إعلام البترودولار .
النصر في النهاية كان لأصحاب الأقلام المؤمنة بالقضية وقدسية الرسالة الإعلامية ، التي انتصرت كما ينتصر الدم على السيف .
الإعلامية هناء الصالح قالت : اليوم الإعلام سلاح خطير جداً حاولوا أن يستخدمونه ، ونجحوا إلى حد ما في السنة الأولى والثانية ، ولكن كل هذه الآلة الإعلامية الكبيرة ، التي ضخ لها ملايين الدولارات ، لم تقدر على الاستمرارية في مشروعها الذي قدمته ، لأنه في الطرف الآخر ثمة عقيدة وإيمان وأصحاب قضية وحق ، وهؤلاء في هذه الوسائل كان من الممكن أن يكونوا موظفين بعشرات آلاف الدولارات ، أو يعملوا ضمن مشروع لكنهم في الداخل لا يشعرون بأم الشهيد أو تراب الوطن، وليس لديهم مثل هذه القضية وهذا الإيمان وهذا هو الفارق .
مضيفةً : في 2006 رأينا المقاومة اللبنانية والعدو الإسرائيلي الذي امتلك أعتى وأكبر منظومة من الأسلحة الدفاعية والصاروخية ، ناهيك عن تلك المتطورة ولم يصمد رغم كل ذلك أمام المقاومين ، لأنهم مؤمنون بقضية عادلة قضية الحق والأرض .
انطلاقاً من هذه النقطة أنا أوجه كلمة إلى جميع الإعلاميين ولا نريد أن نقول أن الكل ممن يعمل في تلك المحطات هو إنسان باع قلمه أو باع ضميره : يوجد عدد من الشرفاء قد يكونوا أصحاب تأثير في موقع ما من المواقع بالكلمة ، وأنا من هنا أقول لهم : لا تدعوا الفرصة تفوتكم لأنكم لو خسرتم أنفسكم ، خسرتم وطناً، وحتى لحظة من اللحظات السعيدة التي من الممكن أن تنجزوا فيها خيراً لأم شهيد أو لأم جريح فهذا يعادل الدنيا بما عليها ، و هي كلمة لأصحاب الضمير الحي التي أؤمن أن هناك الكثير منهم .
وأكدت الصالح : بالنسبة لتكريم الشهداء والجرحى انا أسعى وهو مشروع أعمل به عبر تكريم الشهيد الحي، الجريح ودعمه من قبل القطاع العام والخاص ، وأيضاً دعم أهل الشهداء فنحن من الصعوبة بمكان أن نحضرهم في كل سنة وأغلبهم أهل الريف ما يحملهم أعباء وعناء سفر ، فأنا أؤمن بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تقوم بها الأمانة السورية للتنمية ، لذلك أتمنى أن تتوسع مثل هذه المشروعات على مستوى المحافظات ، وأن تكون هناك مبادرات شخصية ومبادرات جماعية، ومن أهل الخير أن يكون هناك مشروع بسيط يبدأ به أهل الشهيد، وأهل الجريح ليكملوا لأن المسار طويل، وليس قصير أبداً .
الإعلامي د. محمد عبد الحميد بدوره أكد : إن الإعلامي بقدر التصاقه بالمجتمع يشعر بما يشعر به المجتمع كلما كان جزءا مهما من القوة التي تجعل من كلمته رصاصة تخترق قلوب الأعداء ، و نحن في نهاية الأمر جزء من المجتمع ، ومن هذا النسيج سواء كنا في العراق، أم في سورية فالمصاب والألم واحد ، والشهداء أنفسهم رحمة الله عليهم هم من الشباب وأنا بالمناسبة أخ لشهيد ، والدتي أيضاً أم شهيد ومن عائلتي ثمة 30 شهيدا جراء الحرب على العراق . مضيفاً : المصاب ًهو نفسه ، وبصراحة أنا لا أشعر أن سورية هي بلد آخر فسورية هي امتداد للعراق كما هو امتداد لها ، نحن إذا فرقنا الرخاء، ودهاليز السياسة،و تجمعنا الشدّة و المصائب وهذا الدم الطاهر .
ثمة شهداء سوريين كثر ارتقوا على أرض العراق ، وأيضاً شهداء عراقيين ارتقوا على الأرض السورية ، من هنا نقول : رحم الله الشهداء، وهذا الدم الزكي يوحد البلدين، بل البلاد العربية لأنها تستحق الخير وفيها خيرات عظيمة، وتلك الأمهات نستمد منهن القوة وأنا شخصياً كل ما رأيت أم شهيد أقول : فلتذهب كل القواعد الصحفية إلى الجحيم وأقول يجب أن تتحول كل أصوات إعلاميينا وكل إنسان قادر على أن يعطي في هذا البلد وهذا زمن العطاء وزمن الشدّة إن لم نعط خلال هذا اليوم متى سنعطي ومتى نقف مع بلدنا ؟
من هنا أشد على كل يد تدعم ولو بتضميدة جراح بسيطة لأمهات الجرحى وأمهات الشهداء والوقوف وقفة حق ، هؤلاء الناس لا يستحقون فقط التكريم في المناسبات، بل يستحقون وقفة عز مستمرة إلى أبد الآبدين ، نضمد جراحاتهم ، نوظفهم ، ندرسهم ، ونعلمهم ونقف معهم وقفة الحق وهنا لا ننسى إخوتنا المفقودين الغائبين عن أهلهم والمختطفين أيضاً، ونسعى ضمن هذا الملف كما نسعى ضمن غيره من الملفات الأخرى ، نقول : رحمة الله على الشهداء والله يعافي ويشافي الجرحى وسورية من آلامها وجراحها .
الإعلامي المقاوم عباس ضاهر قال : اليوم الحضور كان لتكريم أمهات الشهداء وهو حضور متواضع أمام تضحيات الشهداء وحجم هذه التضحيات التي قدمتها عائلاتهم، ولكنه متواصل كما وعدنا بوقوفنا إلى جانبهم ، ولو كانت كل الأعمال والتكريمات والأفعال لا تفي الأم حقها والأب حقه ، والوعد هنا أن تكون القضية قد وصلت، وهي القضية التي قدم من أجلها الشهيد دماءه ، هذه الدماء هي حاضرة حيّة من خلال ما نسعى إليه نحن في عملنا كإعلاميين .
مضيفاً : نأمل في هذه المسيرة ولهم الفضل علينا في متابعتها وبوجودنا أساساً بشكل عام في هذه المساحة تتحقق الغاية، وهي صمود وبقاء وفرض الحالة الوطنية ومن ثم العروبية على مساحة أمتنا .
وأكد الإعلامي ضاهر : الفارق هو أننا إعلاميو قضية ونحن هنا في إعلام القضية الوطنية الهادفة الإنسانية بالدرجة الأولى.