سيريانديزـ رولا سالم
أقامت وزارة العمل الملتقى العلمي الثاني بمناسبة اليوم العالمي للصحة والسلامة وذلك في جامعة دمشق تحت عنوان “التوتر النفسي في بيئة العمل" .. تحد جماعي، حيث ناقش المشاركون في الملتقى الذي أقيم بالتعاون مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية آليات تعزيز مفاهيم الصحة والسلامة المهنية لدى الشركات العامة والخاصة والتوتر النفسي في بيئة العمل والآثار الصحية الناجمة عنه وكيفية الوقاية منه ومهارات التعامل مع الضغوط النفسية.
وأكد معاون وزير العمل راكان ابراهيم في كلمة الافتتاح دور الملتقى في مناقشة الطرق التي تسهم في زيادة استقرار وحماية العمال من تأثيرات المخاطر ولا سيما النفسية منها مشيرا إلى أن الصحة والسلامة المهنية تشكل المدخل الرئيسي للمحافظة على انجاح خطط التنمية،
وأشار إبراهيم إلى أن الكثير من العمال يجابهون ضغوطا متزايدة للاستجابة الى متطلبات العمل حيث يتعرضون إلى أخطار التوتر النفسي نتيجة زيادة وتيرة وسرعة العمل التي فرضتها التقنيات الحديثة والخوف من فقدان الوظائف والبطالة وعدم الاستقرار المالي مؤكدا حرص الوزارة على التعاون مع جميع الجهات لتطوير التشريعات الوطنية الخاصة بحماية القوى العاملة إضافة الى الاستفادة من مخرجات الملتقى وتوصياته.
من جهته بين عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال برهان عبد الوهاب، ضرورة بذل الجهود اللازمة للحفاظ على بيئة عمل آمنة وصحية وذلك من خلال التعاون والتشارك مع جميع أطراف العملية الانتاجية وتعزيز مفاهيم ثقافة الصحة والسلامة المهنية.
وأكيد رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي ضرورة توفير بيئة عمل آمنة وتحقيق السلامة للعاملين وفقا لمعايير العمل اللائق لافتا إلى أن الدعم الذي تقدمه الجامعة لهذا الملتقى هدفه المساهمة في زيادة الوعي وتعزيزه لايجاد بيئة عمل امنة وصحية وتحديد دقيق للمسؤوليات والواجبات والارتقاء بالاخلاق المهنية.
بدوره عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها محمد أكرم الحلاق اوضح انه بالرغم من حجم الأخطار الكبيرة الذي يواجهها العمال في المنشآت الصناعية إلا انهم يتابعون العمل ويساهمون في بناء الاقتصاد الوطني مشيرا الى قيام الشركات الصناعية بمسؤولياتها المجتمعية عبر تخفيف عبء الازمة ودعم الانشطة التوعوية والتدريبية والمساهمة في صنع القرارات ايمانا منها بتوفير البيئة الامنة للعمل وتامين السلامة المهنية لعمالها.
وعرض مدير الصحة والسلامة المهنية في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الدكتور عامر عدي التأثيرات الصحية الناجمة عن الشدة في العمل من آثار نفسية مرتبطة بالمستويات العالية من الضغط المهني والإنهاك والاستنزاف البدني والانفعالي نتيجة ذلك والآثار المعرفية المتمثلة بعدم المقدرة على اتخاذ القرارات السليمة وضعف التركيز واضطرابات الذاكرة والآثار السلوكية من خلال بعض التغيرات في العادات والأنماط السلوكية لدى الفرد العامل والآثار الاجتماعية السلبية كالشعور بالاغتراب عن مجال العمل وفقدان الرغبة في العمل والكفاءة والفعالية المطلوبة للقيام به.
في سياق متصل أشار الدكتور محمد عدنان عطفة المستشار الفني لغرفة صناعة دمشق وريفها الى ضرورة تحقيق التوازن بين متطلبات العمل الجسمية والنفسية والاجتماعية والمؤسسية بما يساعد على تحقيق أهداف العمل وتحريض النمو الفردي والتعلم والتطور داعيا إلى إزالة التوتر في بيئة العمل لأسباب أخلاقية وإنسانية وقانونية تطبيقا لتشريعات الصحة والسلامة المهنية الى جانب تحقيق خفض أيام التغيب بسبب المرض والتزام أكبر للعاملين وزيادة الإنتاجية وخفض دوران اليد العاملة وجذب الكوادر والمحافظة عليها وكسب رضى العاملين والموردين والزبائن وتحسين صورة المؤسسة وزيادة شهرتها.
و بين الباحث وسيم سعيد أن الكثير من العمال يواجهون ضغوطا أكبر لتلبية متطلبات الحياة العملية الحديثة كزيادة المنافسة وارتفاع سقف التوقعات حول أداء وساعات العمل ما يؤدي الى تحول مكان العمل ليصبح بيئة أكثر إرهاقا الامر الذي يجعل قضية التوتر عالمية تؤثر على جميع البلدان وجميع المهن وجميع العاملين.
وتحتفل منظمة العمل الدولية منذ 2003 بهذا اليوم لتعزز بناء ثقافة إيجابية للصحة والسلامة المهنية بهدف منع الإصابات بالأمراض المهنية والوقاية من الحوادث في أماكن العمل.