دمشق- سيريانديز
ارتفاعات جنونية لأسعار مختلف المواد والسلع في أسواق دمشق «على عينك يا مواطن» حيث لم يعد الدخل يكفي لتأمين جزء من الاحتياجات الأساسية وسط فلتان واضح لأسعار المواد، وفروقات أسعار كبيرة بين المواد والأسواق بدمشق، واستعصاء الرقابة التموينية عن إيجاد حلول ناجعة أو ضبط كبير لواقع الأمر تزامناً مع ارتفاع سعر الصرف، ليكون المستهلك وذو الداخل المحدود حلقة أضعف في سلسلة الارتفاعات المتلاحقة للأسعار حتى «نهشت» جيب المواطن الدرويش واستنزفت راتب الموظف خلال أيام قليلة، ويبقى السؤال من المواطن برسم الجهات المعنية: «كيف بدنا نعيش؟» وأين وعودكم المنشودة وإجراءاتكم الفاعلة؟
فأسعار بعض المواد ارتفع 10 أضعاف، ولم تبق سلعة في السوق إلا وارتفع سعرها، فاللحوم ارتفعت والدواجن من فروج وبيض، والإلكترونيات، والمأكولات الشعبية من فول وحمص وأسعار الشاورما والفلافل والخبز السياحي وجميع المواد والسلع الأساسية من سكر وأرز وشاي وبن إضافة إلى ارتفاع أسعار الحلويات بشكل كبير وتكاليف المعيشة برمتها من دواء وصحة وأجور السكن والمقاهي والمطاعم والوجبات السريعة… حتى المواطن ارتفع ضغطه!! ودخله تخلى عنه… وباتت العائلة الواحدة المكونة من 4 أشخاص بحاجة لأكثر من 100 ألف ليرة سورية لتأمين بعض الاحتياجات الأساسية.
ولدى جولة لـ«الوطن» على بعض الأسواق لوحظ الارتفاع الجنوني لأسعار الكثير من المواد والسلع حتى إن الارتفاع لا يستغرق بضع ساعات بين اليوم واليوم الآخر حتى يقفز سعر السلع بين 50-100 ل.س تحت ذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار، كما لوحظ عدم تقيد البعض بالأسعار الرسمية بما يخص محال السندويش والوجبات، وكثير من الباعة صار يسعر على هواه ومزاجه من دون أي رادع كما يصف البعض… ومبرراته ترتبط بارتفاع مستلزمات المواد وأجور النقل أيضاً.
وفي رصد لواقع أسعار عدد من المواد فقد وصل سعر كيلو الأرز لـ700 ل.س للنوع الممتاز وهناك أنواع بـ500 ل.س، وسعر الزيت إلى 3500 ليرة سورية لـ4 ليتر، وكيلو الشاي لـ3500 ل.س والوقية بـ700 ل.س والسمنة مازولا بـ1700 ل.س، إضافة إلى أن سعر كيلو الفروج (شرحات الفروج) وصلت إلى 1700 ل.س ولحم الخروف إلى 5.5 آلاف ليرة سورية، والدبابيس أكثر من 800 ل.س سورية للكيلو الواحد إضافة إلى ارتفاع التمور والسمون والطحينة، وسعر صحن البيض لـ1150 ل.س والبيضة الواحدة باتت تكلف أكثر من 40 ليرة سورية.
وفيما يخص أسعار الخضر والفواكه فقد حافظت الأسعار على نفسها لعدم ارتباطها المباشر بسعر الصرف، حيث إن كيلو البندورة بـ125 ل.س والخيار بـ125 ل.س والكوسا بـ125 ل.س والبطاطا إلى 125 ل.س والباذنجان بـ175 ل.س وسط ارتفاع سعر كيلو الثوم إلى 800 ل.س والبصل إلى 200 ل.س، وسعر كيلو الموز غير الجيد بـ400 ل.س.
وفي متابعة ورصد للأسعار أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني في حديثه لـ«الوطن» أن بعض السلع والمواد ارتفعت خلال الأزمة 13 ضعفاً وسط فلتان للأسعار وانخفاض دخل المواطن وارتفاع سعر الصرف مطالباً بضرورة الاهتمام بوضع المواطن بشكل أكبر، مشيراً إلى أن كثيراً من المحال لا تتقيد بالأسعار الرسمية وتطرح أسعاراً حسب مزاجها من دون أي التزام، ذاكراً أن القانون يجب أن يأخذ مجراه.
وقال رئيس جمعية حماية المستهلك: إن أسعار المأكولات الشعبية ارتفعت أيضاً ووصل سعر كيلو المسبحة لـ700 ل.س والفول بـ350 ل.س، وأصبح سعر ربطة الخبز السياحي 350 ل.س، أما فيما يخص الشاورما فتجاوز سعر السندويشة 400 ل.س وأصبح كيلو الشاورما بـ3500 ل.س والفروج المشوي بـ2300ل.س والبروستد بـ2400ل.س، وسندويشة الفلافل فاق سعرها 200 ل.س، حتى إن صندوق المياه «البقين» ارتفع 450 ل.س ليصل سعره إلى 1450 ل.س، وتنكة الزيت البلدي أصبح سعرها 26 ألف ل.س.
وأضاف دخاخني إن أولوية المواطن حالياً هي المواد الأساسية، مؤكداً أن أسعار الحلويات ارتفعت ووصل سعر كيلو الحلو «نخب أول» من البقلاوة والآسية والمعمول إلى 11 ألف ليرة سورية، أما العجوة والبرازق والغريبة فالكيلو (مأكولات الدراويش) بـ5 آلاف ل.س والفستق الحلبي تراوح سعره بين 7-9 آلاف ل.س، والطحين بـ200ل.س والسمن البقري بين 2500-3000ل.س وسط ارتفاع تكاليف ومستلزمات الإنتاج وتراجع في المبيعات، وعزوف كثير من المواطنين عن الشراء.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف لـ«الوطن»: إن أسعار الإلكترونيات شهدت ارتفاعاً غير مسبوق بسبب ارتباطها بشكل مباشر بسعر الصرف، حيث تراوح سعر بعض أنواع أجهزة الخلوي بين 100 و500 ألف ل.س.
وشهدت أسواق الإلكترونيات من البرادات ارتفاعاً كبيراً حيث إنه في الأسواق الشعبية أرخص براد بـ119 ألف ل.س (براد صغير)، والوسط بـ200 ألف ل.س، كما أن أسعار التلفزيونات في الأسواق الشعبية وصلت إلى 50 ألف ل.س للتلفزيون المستعمل، والجديد فوق 200 ألف ل.س، حيث إن نسبة الارتفاع في أسعار الإلكترونيات وصلت إلى 40% نتيجة الارتفاع الأخير لسعر الصرف.