خاص- سيريانديز– سومر إبراهيم
لم تستطع المؤتمرات والندوات ولا حتى حملات التوعية التي أقامتها نقابة الصيادلة مع الجهات المختلفة /تعليمية وصحية وشركات خاصة/ من تحريك الجانب الإنساني لمنتجي الأدوية الوطنية وموزعيها ، بل غلب ذلك الجانب المادي والخوف من الخسارة أمام مارد الدولار ، وتوقفت معظم المعامل عن الإنتاج أو طرح المادة كنوع من الإضراب حسب ما علمت سيريانديز وأشارت إليه المعلومات، وذلك بسبب عدم الامتثال لطلبهم برفع أسعار الأدوية تماشياً مع غلاء أسعار المستلزمات من مواد أولية وغيرها ، مما انعكس سلباً على توافر الأدوية الوطنية في الصيدليات ونفاذ بعضها وخاصة الأدوية التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل أدوية الضغط والسكري .
بعض الصيادلة استنكروا تصرف أصحاب المعامل والمستودعات من توزيع كميات قليلة من الأدوية التي لا تتناسب مع الطلب حيث يتم توزيع عبوة أو اثنتين من كل نوع ، وأدوية فقدت بشكل كامل ، حتى أوشكت مخازينها على النفاذ ، وذكر أحدهم أنه تم الاتفاق على رفع سعر الأدوية بمقدار 30% ولكن أصحاب المعامل رفضوا النسبة وطالبوا بنسبة أكبر .
سيريانديز اتصلت بنقيب صيادلة سورية الدكتور محمود الحسن للوقوف على ما يشاع عن نقص في الأدوية الوطنية والإجراءات المتخذة لتوفيرها حيث أكد حرص النقابة على توافر الأدوية الوطنية في الصيدليات بالسعر المناسب ، و عدم صدور أي قرار برفع الأسعار حتى الآن وكلها تندرج تحت الإشاعات ، ولكن انعكس ذلك على زيادة الطلب على بعض الأدوية خوفاً من فقدها حيث أن بعض المرضى صاروا يشترون بدل العبوة عبوتين أو أكثر ، وفي نفس الوقت عملت معامل الأدوية والمستودعات على تقليص الكميات المنتجة والموزعة على أمل زيادة أسعارها ، منوهاً أن النقابة لا تأخذ دورها الحقيقي بشكل كامل نتيجة غياب تمثيلها في معظم اللجان وتعمد وزارة الصحة استبعادها لأسباب لا تزال مجهولة ، وهذا أدى إلى غياب التشاركية بين النقابة والجهات الحكومية مما يضعف القرارات الخاصة بالأدوية وخاصة أن النقابة هي الجهة الوحيدة الممثلة للصيادلة والمنتجين وأدرى بمشاكلهم .
وأوضح الحسن أن النقابة ليس من صلاحياتها إجبار أصحاب المعامل والمستودعات على توفير الكميات المطلوبة بل هذا القرار احتكرته وزارة الصحة أيضاً ، ونحن نأمل أن نأخذ دورنا الأمثل في نقل هموم الصيادلة وحل مشكلاتهم والمساهمة في توفير الدواء وإيصاله إلى كل مريض .