دمشق- سيريانديز
تواصل الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان نشاطاتها في مجال إعداد مدربين حول “مفاهيم الرياضة من أجل التنمية” وتعزيز هذه التجربة وتوسيع نطاقها في المحافظات للوصول إلى 200 ألف شاب مع نهاية العام الجاري.
وتولي الهيئة اهتماما خاصة لشريحة الأطفال والناشئة من خلال برامجها لتوسيع قاعدة العمل والوصول إلى أكبر عدد من الأطفال في جميع المناطق والمحافظات بما يسهم في إشراك الأطفال ولا سيما المتضررين من الأزمة في رياضات وأنشطة مختلفة تعزز مهاراتهم وتساعد على ادماجهم تعليميا واجتماعيا.
ويحتل تطبيق الأنشطة والألعاب الرياضية المناسبة للفئات العمرية المكانة المهمة في تنمية المهارات الشخصية لدى الأطفال حيث تتميز كل مرحلة عمرية بمجموعة من الصفات الجسدية والعقلية الأمر الذي يفترض التعرف على كيفية التعامل مع هذه الفئات وكيفية إيصال الرسائل المناسبة لهم بما يلبي الهدف المرجو حسب تعبير المدرب محمد الحسين.
وأضاف الحسين.. إنه يمكن تحفيز الأطفال من خلال الرياضات المختلفة وبأدوات بسيطة على امتلاك آليات التواصل مع المحيط الاجتماعي والتفاعل معه بشكل إيجابي وتدريبهم على التفكير الابداعي والناقد والتعامل مع الآخرين وتقبل أفكارهم وآرائهم إضافة إلى اكسابهم مهارات العمل الجماعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات بما ينمي شخصيتهم ويعيد إليها التوازن ولا سيما للأطفال المتأثرين سلبا بالأزمة.
وتضيف المدربة نور أبو عساف.. إن الرياضات على تنوعها جماعية أو فردية يمكن من خلالها ايصال الأفكار وزرع القيم الاجتماعية والوجدانية لدى الأطفال واليافعين والفئات المستهدفة وتكريس عقلية تنموية صحية وبيئية وتعليمية وتوجيههم نحو موضوعات تلامس حياتهم اليومية بما يعزز ثقتهم بنفسهم واحترامهم لذواتهم ويبث روح الأمل والتفاؤل لديهم وخاصة أن هناك أطفالا عانوا من مشكلات أثرت سلبا على مشاعرهم وعواطفهم.
وتشير أبو عساف إلى تجربتها في محافظة السويداء حيث تمكنت من خلال الرياضة من ادماج الكثير من أطفال الاسر الوافدة إلى المحافظة واستطاعت إحداث تغيير في حياتهم وحالتهم النفسية ومكنتهم من تحقيق إنجازات فردية مهمة.
وتأتي الأنشطة الرياضية المدروسة حسب المدربة هديل حسن لتسهيل عملية اندماج الأطفال في البيئات الجديدة الأمر الذي يتطلب من المدربين التنبه إلى الجوانب العاطفية واستيعاب ردود الفعل التي يمكن أن تنشأ نتيجة بيئات مختلفة وظروف قاسية بما يساعد هؤلاء الأطفال على الاشتراك مع أقرانهم واندماجهم في المجتمع.
وتسهم الألعاب والأنشطة الرياضية في الحفاظ على صحة الشباب الجسدية والنفسية ولا سيما الأطفال المتضررين من الأزمة حسب المدرب عصام الدهمش الذي أوضح أهمية تثقيف الأطفال بمواضيع تتعلق بالصحة الجسدية والتغذية الجيدة والأمراض وكيفية الوقاية منها إلى جانب تعزيز القيم والسلوكيات الاجتماعية الايجابية واكساب اليافعين فرصة اكتشاف مواطن القوة لديهم بما يسهم في إعادة بناء شخصيتهم المتوازنة من جديد بالاستناد إلى أسس علمية صحيحة.