سيريانديز – سومر إبراهيم
كشف وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أن القطاع الصحي في سورية تعرض خلال سنوات الحرب التي تشن علينا لاستهداف ممنهج من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث وصل عدد الشهداء من العاملين الصحيين 257 شهيداً، و 180 جريح و20 مخطوف و تخريبِ 33 مشفى عاماً و 603 مركزاً صحياً وأكثر من 400 سيارة إسعاف ، وذلك خلال كلمة ألقاها اليوم في أعمال جمعية الصحة العامة بجنيف .
و أشار يازجي إلى ان الأعمال الإرهابية المدانة التي قامت بها التنظيمات الإرهابية المسلحة قبل أمس في محافظتي اللاذقية وطرطوس وذلك في ذات التوقيت الذي بدأت جمعية الصحة العالمية افتتاح أعمال هذه الدورة وكان المشفى الوطني بمدينة جبلة في محافظة اللاذقية أحد الأهداف لهذه المجموعات الانتحارية حيث أقدم انتحاري على تفجير نفسه بحزام ناسف في قسم الإسعاف بالمشفى ما أدى إلى جرح عشرات المرضى ومرافقيهم وإصابة 11 من الكادر الطبي العامل في قسم الإسعاف واستشهاد عدد من المدنيين من بينهم طبيب وإثنين من الممرضات ، وسبق ذلك بأيام استهداف مشفى الأسد بمدينة دير الزور من قبل تنظيم داعش الإرهابي ، وكذلك استهداف المجموعات التكفيرية المسلحة بالقذائف الصاروخية أحد المشافي غير الحكومية المتخصصة في مجال التوليد وأمراض النساء في مدينة حلب مما أدى إلى استشهاد 3 نساء حوامل كن يتلقين الخدمة الطبية في المشفى وإصابة 17 من المرضى والكوادر الطبية العاملة به وخروجه عن الخدمة بشكل تام وذلك في محاولة من هذه التنظيمات الإرهابية ومن وراءها ممارسة المزيد من الضغوط على وزارة الصحة وإحباط عزيمة العاملين الصحيين وإعاقة تقديم الخدمة الطبية للمواطنين .
وبين وزير الصحة أن سورية تتعرض لضغوط لم يكن القطاع الصحي بمنأى عنها، وقد شكلت الإجراءات القسرية الاقتصادية الأوروبية- الأمريكية أحادية الجانب عبئاً إضافيا على القطاع الصحي مما أضر بمصالح الشعب وأثر على تلبية احتياجاته من الدواء والغذاء و تمثل ذلك بتعثر الإجراءات العقدية لاستيراد اللقاحات والأدوية وقطع الغيار للتجهيزات الطبية وكذلك المواد الأولية التي تدخل في صناعة الدواء الوطني ، وهذا يتنافى مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
وأكد يازجي أنه بالرغم من كل ذلك قدمت المشافي العامة في عام 2015 ما يزيد عن 22 مليون خدمة في حين قدمت المراكز الصحية أكثر من 25 مليون خدمة وهذا الكم من الخدمات الصحية يبرز حجم الجهود التي تبذلها الدولة لضمان توفير الخدمات الطبية للمواطنين رغم التحديات.
كما تم تقديم تسهيلات كبيرة لإيصال المساعدات إلى مختلف المناطق فمنذ بداية العام الحالي تم إيصال 223 ألف سلة غذائية و 162 ألف سلة صحية إلى المناطق الساخنة وذلك على الرغم من الاستهداف المستمر لقوافل المساعدات من قبل المجموعات الإرهابية.
كما حققت سورية نصرا حقيقيا يسجل للصحة على المستوى العالمي حيث تمكنا من التصدي لمرض شلل الأطفال نتيجة الخطة الصارمة التي اعتمدتها وزارة الصحة و تنفيذ 19 حملة تلقيح متتالية وما زلنا مستمرين ننفذ هذه الحملات بتعاون مع منظمة الصحة العالمية وذلك بالرغم من العوائق و التهديدات التي نواجِهها .
و اتخذت وزارة الصحة كافة الإجراءات اللازمة لتطبيق السحب المنسق للقاح الشلل الثلاثي التكافؤ الفموي وقدمنا كافة الوثائق اللازمة للإشهاد على ذلك.
كما ذكر يازجي أن الأوضاع الصحية للسكان السوريين في الجولان المحتل بحالة متدهورة للغاية نتيجة الممارسات القمعية للاحتلال الإسرائيلي ولاسيما تعذر المواطنين السوريين الحصول على العلاج و انعدام خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية بسبب عدم توفر المراكز الصحية المتكاملة في الجولان السوري المحتل. و على النقيض من ذلك، كثفت سلطات الاحتلال جهودها في توفير الملاذ الآمن للمجموعات الإرهابية لتلقي العلاج في مشافيها ويسرت لها سبل العودة إلى سورية لمتابعة أعمالها التخريبيةِ واستهداف المواطنين الآمنين و البنى التحية الصحية و العاملين مما يمثل خرقا فاضحاً للقانون الدولي.
وأكد وزير الصحة أن سورية ستظل عضوا فاعلا في جمعية الصحة العالمية تعمل في إطار الجهود الدولية من أجل توفير متطلبات الصحةِ العامة ،
وطالب الوزير يازجي ضرورة دعم المنظمة لدعم جهود وزارة الصحة في تلبية المزيد من الاحتياجات الصحية للمتضررين ورفعِ الإجراءات القسرية الأحادية والتي أثرت سلبا على القطاع الصحي و حق الإنسان في الصحة.