دمشق- سيريانديز
استطاعت سوق قطع الغيار ومن خلفها سوق السيارات امتصاص تبعات الأزمة الجارية على نشاطها وعاودت الأداء بعد موجة من الركود ولا سيما خلال عامي 2012-2013 وإن كلفت هذه المعاودة ثمنا باهظا دفع أصحاب السيارات الجزء الأكبر منه نتيجة شح القطع الأصلية وغلائها على نحو مبالغ فيه واضطرارهم إلى تركيب القطع المقلدة التي لا تعمر طويلا وبالتالي فإن تكاليفها تكون أعلى وأقل كفاءة.
وشكا هشام عبد الله الذي أودع للتو سيارته ال فورد فوكس لدى إحدى ورشات الإصلاح في المنطقة الصناعية في حوش بلاس جنوب دمشق من ندرة قطع الغيار الأصلية التي تجاوز سعر بعضها أضعافا مقارنة مع ما قبل الأزمة وفي ظل عدم جودة القطع البديلة فإنه اضطر إلى تركيب قطع كسر وهو تعبير متعارف عليه في السوق ويقصد به القطع الأصلية المستعملة والتي يفضلها أصحاب السيارات على الجديدة المقلدة.
وارتفعت أسعار البطاريات سواء السائلة أو الجافة بين أربعة و ستة أضعاف وذلك تبعا للجودة وبلد المنشأ والفولت والأمبير بالرغم من أن تكرارية تبديل بطارية السيارة عالية قياسا بغيرها من قطع السيارة حيث يتراوح عمرها بين سنة وسنتين ما يجعل تبديلها أمرا مكلفا كما يقول محمد القصير صاحب محل لتجارة البطاريات الذي أشار إلى أن البطارية القديمة أصبحت تباع بقصد إعادة تأهيلها أو تدويرها حيث تخصم قيمتها من سعر الجديدة.
ويعزو أغلب باعة قطع الغيار ممن استطلعت نشرة سانا الاقتصادية آراءهم ارتفاع أسعارها إلى عدم ثبات سعر الصرف ومشكلات إجازات الاستيراد والشحن البري والبحري والاعتماد أحيانا على الجوي المكلف.
ويرى هؤلاء أن السوق حاليا مغطاة بنسبة 70 إلى80 بالمئة وأن معظم قطع الغيار ترد من الصين وبنسبة أقل من ميناء جبل علي في الإمارات العربية المتحدة.
وبالرغم من تنوع السيارات في السوق المحلية إلا أن كوريا الجنوبية تستحوذ على الحصة الأكبر منها ومن ثم الصين واليابان وألمانيا وإيران .
وأدى ارتفاع تكاليف الصيانة إلى ازدهار سوق السيارات المستعملة على حساب نظيرتها الجديدة التي بات الطلب عليها في حدوده الدنيا كما يقول محمد الحمصي صاحب مكتب لتجارة السيارات مدللا على ذلك بكثرة الإعلانات في وسائل الإعلان وفي الشوارع والإنترنت والتي تعرض سيارات مستعملة متنوعة الموديلات والأسعار والتي “وفقا” للحمصي تعكس رغبة شريحة مهمة من مالكي السيارات لبيعها إما تخلصا من تكاليف صيانتها ومحروقاتها أو رغبة في الحصول على سيولة لتغطية تكاليف المعيشة المتزايدة.