دمشق- سيريانديز
أنهت وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات استعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد 2016-2017 الذي سينطلق غدا الأحد في جميع المدارس بكل أنواعها ومراحلها “رياض الأطفال والتعليم الأساسي والثانوية” وسط توقعات باستقطاب نحو 4 ملايين طالب وتلميذ تستقبلهم ما يقارب 15 ألف مدرسة.
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد يثبت السوريون طلابا وآباء ومدرسين مجددا إصرارهم على متابعة حياتهم من مختلف النواحي ومواصلة العلم والعمل رغم الاستهداف الارهابي الكبير للقطاع التربوي والذي أدى على مدى خمس سنوات إلى تدمير المدارس والمباني الإدارية وإصابة واستشهاد كوادر بشرية من إداريين ومدرسين وطلاب حيث بلغ حجم أضرار القطاع التربوي ما يزيد على 281 مليار ليرة سورية.
وزير التربية الدكتور هزوان الوز أكد في تصريح لـ سانا الانتهاء من طباعة الكتب وتوزيعها مع البدائل المدرسية اللازمة على المستودعات الفرعية للمؤسسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسية وبدئ بتوزيعها وفق الخطة الموضوعة والتعليمات الوزارية على المدارس في المحافظات كافة على حد سواء بدءاً من تموز الماضي حيث بلغ عدد الكتب المدرسية الموزعة على فروع المؤسسة مع البدائل المدرسية اللازمة بحدود 70 مليونا ورغم الظروف والتحديات الصعبة التي تعيشها حلب في هذه المرحلة اتخذت مديرية التربية فيها كل الإجراءات اللازمة من أجل تأمين البيئة التعليمية المناسبة للطلاب مع توزيع الكتب والحقائب المدرسية على جميع المدارس حسب مدير تربية حلب “ابراهيم ماسو”.
ويشير “ماسو” في تصريح خاص لـ سانا إلى أن عدد المدارس التي تضررت في المدينة تجاوز 30 مدرسة مبينا أن عدد الطلاب المتوقع استقبالهم في مختلف المراحل 270 ألف طالب وطالبة و “أن المحافظة لا تعاني من نقص الكوادر التعليمية لأن معلمي المناطق الشرقية الذين هجرتهم التنظيمات الإرهابية وضعوا أنفسهم تحت تصرف مديرية التربية ما شكل فائضا في المعلمين”.
ومن مدينة دير الزور حيث المعاناة مستمرة جراء حصار التنظيمات الإرهابية المسلحة لها منذ أكثر من عام ونصف العام يقول مدير التربية “خليل اسم حج عبيد”.. “إن معاناة المحافظة كبيرة جراء الحصار ومع ذلك سنستقبل العام الدراسي بكل تحد واقتدار وستفتح نحو 40 مدرسة أبوابها في أحياء “القصور والجورة وهرابش ومدرسة السكن الجامعي” لاستقبال ما يقارب 10 آلاف طالب وطالبة”.
ويؤكد “عبيد” الحاجة لتأمين الكتب المدرسية والقرطاسية فضلا عن النقص في الكوادر التعليمية نتيجة مغادرة المدرسين المحافظة داعيا هؤلاء المدرسين إلى العودة لتعليم أبنائهم والصمود في وجه الإرهاب.
وفي الحسكة تستعد “2450” مدرسة مع انطلاق العام الجديد لاستقبال “300” ألف طالب وطالبة بين مرحلة التعليم الأساسي والثانوي والمعاهد حسب مديرة التربية “إلهام صورخان” التي تؤكد إنهاء الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي الجديد من خلال تجهيز المدارس وتأمين الكادر الإداري والتربوي وتوزيعه على المدارس.
وتشير “صورخان” إلى الصعوبات والسلبيات التي فرضتها الحرب الإرهابية التي تشن على سورية والتي تتمثل بمنع التنظيمات الإرهابية الطلاب من الوصول إلى المدارس وحرق الكتب واستهداف الأبنية المدرسية وسرقتها.
بدوره يشير مدير تربية إدلب “محمود سحاري” إلى “معاناة القطاع التربوي في المحافظة بسبب وجود التنظيمات الإرهابية فيها ويؤكد وجود نقص في الكوادر والمقاعد وصعوبة في إيصال الكتب إلى المدارس” مشيرا إلى “التواصل مع المنظمات الدولية مثل الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة اليونيسيف من أجل المساعدة في إيصال الكتب إلى المدارس ومع وزارة التربية من أجل تأمين المعلمين الوكلاء والمكلفين لسد النقص الحاصل” مشيرا إلى أن 975 مدرسة فتحت أبوابها في مختلف أنحاء المحافظة خلال العام الماضي التحق فيها 275 ألف طالب وطالبة.
مدير تربية السويداء “هيثم نعيم” يوضح أن الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد يبدأ قبل انطلاقه بشهر سواء من ناحية تأهيل المدارس وتجهيز البنى التحتية لاستقبال الطلاب أو من ناحية الانتهاء من التشكيلات وتنقلات المعلمين سواء من وإلى المحافظة أو داخل المحافظة مبينا أن هناك ما يزيد على مئة ألف طالب من مختلف المراحل الدراسية سيلتحقون بالمدارس بينهم نسبة من الطلاب الوافدين من المحافظات الأخرى تصل إلى 18 بالمئة.
بدورها المهندسة “نعيمة حمود” مديرة التربية المكلفة بمحافظة اللاذقية تؤكد أنه تم توفير العناصر الأساسية لبدء العام الدراسي من مقاعد وكادر تدريسي وإداري وأبنية من أجل ضمان “عام دراسي مستقر” مشيرة إلى أن المحافظة استقبلت عددا كبيرا من أبناء المحافظات الأخرى يصل إلى نحو 17 ألف طالب وطالبة ونحو 1500 أستاذ ثانوي وأكثر من هذا العدد للتعليم الأساسي حيث تتمثل الصعوبات بالضغط الحاصل نتيجة الوافدين فيما يؤكد “عبد الكريم حربا” مدير تربية طرطوس أن عدد الوافدين تجاوز 55 ألف طالب وطالبة خصص لجزء منهم خمس مدارس ووزع الباقي على مدارس المحافظة حسب واقع سكنهم مشيرا إلى “وجود نقص في المقاعد المدرسية والالواح وفائض في الكوادر التعليمية لبعض الاختصاصات”.
يذكر أن وزارة التربية عملت على تأهيل وصيانة 1958 مدرسة متضررة في محافظات دمشق وريفها وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس والقنيطرة والسويداء والحسكة ودرعا وذلك عن طريق مديريات التربية وبإنفاق قدره 013ر1 مليار ليرة سورية لعام 2015 وتقوم بتأهيل وصيانة 1104 مدارس عن طريق مديريات التربية في عام 2016.
يذكر أن عدد المدارس المستثمرة في العملية التربوية للعام الدراسي 2015-2016 بلغ 15301 مدرسة استقبلت 4134047 طالباً وطالبة منهم ذكور 2104083 وإناث 2029964 فيما قدر عدد العاملين في القطاع التربوي 311914 منهم ذكور 92648 وإناث 219266 في مختلف المحافظات.
ت