سيريانديز – سومر إبراهيم
لأول مرة ومن سورية، أصدر (أكساد) مرجعاً علمياً مهماً جداً بعنوان " معجم المصطلحات العلمية للثروة الحيوانية "، حيث قال المدير العام للمركز العربي (أكساد) الدكتور رفيق علي صالح أن عالمنا المعاصر يشهد تنوعاً وتطوراً علمياً سريعاً، ما يؤدي إلى تراكم معرفي في المصطلحات العلمية الأجنبية في ميادين العلم المختلفة، ومنها مجال الثروة الحيوانية، ولدى العودة للمراجع العلمية المتوافرة للبحث عن المصطلحات العلمية في الثروة الحيوانية، نجد أن المكتبة العربية الزراعية تفتقر إلى معاجم متخصصة في هذا المجال، ولذلك بادر المركز العربي (أكساد) إلى التصدي لإنجاز هذا المشروع – المعجم المهم جداً للباحثين العرب.
ولفت صالح إلى أن عملية التعارض في المصطلح العلمي العربي، تُعَدٌ من التحديات التي تواجه الباحثين في مجال الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن توحيد المصطلح يؤدي إلى لغة علمية موحدة على مستوى الوطن العربي، مما يدعم التواصل العلمي بين الباحثين والخبراء العرب، ويوسع نطاق المعرفة، من خلال استخدامه في المراحل الدراسية كافة، وفي التأليف والترجمة.
ونوه صالح بأن أكساد سبق له وأن عقد ورشة عمل علمية حول تأليف معجم موحد للدول العربية للمصطلحات العلمية في مجال الثروة الحيوانية، في بيروت شارك فيها إلى جانب خبراء أكساد المعنيين، خبراء من سورية، ومصر، والعراق، والجزائر، وتونس.
وأوضح صالح أن المشاركين في الورشة اتفقوا خلالها على أن يتولى المركز العربي (أكساد) إصدار المعجم قبل نهاية العام الحالي (2016م)، وذلك لأهميته العلمية الفائقة، والذي يصدر للمرة الأولى في الدول العربية، " والمركز يصدره قبل انتهاء المدة المحددة "، على حد تعبيره.
يشار إلى أن المعجم صدر باللغات الثلاث، العربية، والإنكليزية، والفرنسية، وتضمن 590 صفحة من القطع الكبير.
هذا ورغم كل الظروف التي تعرضت لها سورية لم تتوقف عجلة البحث العلمي فيها، بل احتلت مراتب أولى في معظم المحافل العربية والعالمية، بخبرات أبنائها وإصرارهم على العلم والمعرفة، ولعل المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة « أكساد » خير مثال على مراكز البحث العلمي التي صمدت بالرغم من محاولات حثيثة عربية ودولية لنقله إلى دولة أخرى بذريعة الأزمة، ولكن رفض إدارته السورية والباحثين السوريين فيه والذين يتجاوز عددهم الـ 100 باحث، وإصرارهم على العمل داخل الأراضي السورية وقدرتهم على الإنتاج حافظ على بقائهم في الصدارة والحفاظ على المركز في سورية .