خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
بعدما بدأ فصل الشتاء جلس معظم أهالي القرى الساحلية وفي منطقة الغاب مطمئنين بأن الشتاء سيمنع مرتكبي الحرائق من افتعالها ، ولكن تأخر هطول المطر حرك عند هؤلاء المجرمين غريزة التخريب والتعدي على ثروتنا الحراجية ، حيث تم افتعال مجموعة حرائق في قرى ريف اللاذقية بين القرداحة والفاخورة وديروتان وغيرها أجهزت على مئات الهكتارات من الغابات الحراجية البكر وبساتين الزيتون لتقضي على ما تبقى من جمال الطبيعة هناك، حتى أنها وصلت لمنازل سكان القرى المجاورة للغابة وأصيب بعضهم بحالات اختناق نقلوا على أثرها إلى المشافي المجاورة وبعضهم اضطر للنزوح هرباً من خطر النار والدخان .
وحسب مصادر أهلية أكدت لـ «سيريانديز» أن هذه الحرائق تم افتعالها بعدة أماكن في وقت واحد، وكان هناك برود من قبل الجهات المعنية في التصدي لها في البداية ، واقتصر الأمر على عناصر الحراج القلة المتواجدين في المنطقة وبعض الأهالي ، ومن ثم تم استقدام اطفائيات وتركسات وفرق إطفاء أخرى من المحافظة ولكنها لم تستطع السيطرة عليها حتى طلبت مديرية الزراعة فيما بعد مؤازرة من المحافظات المجاورة، ولكن ما كان يلفت النظر أن حرائق أخرى في مناطق متفرقة كانت تشتعل أثناء إطفاء الحريق الأول لإشغال العناصر المتواجدة بأكثر من مكان وتشتيتهم .
وبين الأهالي في المنطقة بأنه انتشرت في الفترة الماضية بالإضافة للاحتطاب العشوائي من قبل تجار كبار، ظاهرة التفحيم وربما هي السبب الرئيسي للحرائق، حيث يتم تشغيل ( المشحرة ) حسب قولهم والتي يتم فيها التفحيم وسط الغابة وتركها ليوم أو اكثر بدون مراقبة وهذا ما يفسح المجال للرياح لإحداث الحرائق، منوهين أن هذا يتم بلعم عناصر الحراج ومديرية الزراعة وأمام أعينهم .
وفي اجتماع سابق قال فيه رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس موجهاً الكلام لمدراء الزراعة في المحافظات ومدراء الحراج : " من لا يستطيع أن يعرف من الفاعل ليترك مكانه لغيره ، ومن لا يقول من الذي يحرق سنضعه مكانه في السجن "، وكان ذلك بعد أن أعفى عدة مدراء في محافظة حماة وأحال بعض الحراس إلى القضاء على خلفية حرائق نشبت في حراج الغاب الصيف الماضي، فهل سيفعلها في اللاذقية ..؟؟
نؤكد بدورنا أن حماية الغابة مسؤولية الجميع وللمجتمع الأهلي والمحلي دور كبير في ذلك فإذا لم يتعاون ويتكاتف مع الجهات المعنية لا يمكن السيطرة على هذه الظاهرة وقمعها وخاصة أن من يفتعل الحرائق ويتاجر بالحطب والفحم هم من أبناء المنطقة نفسها ويجب ان يكونوا معروفين للجميع ، وأيضاً هذا لا يلغي مسؤولية الجهات العامة عن ذلك وضرورة معاقبة المقصرين.