بحث وزيرا العدل الدكتور نجم الدين الأحمد والموارد المائية المهندس نبيل الحسن مع المعنيين في محافظة درعا اليوم آلية تفعيل العمل القضائي وتحسين واقع مياه الشرب والصرف الصحي.
وجرى خلال زيارة الوزيرين تدشين خطة طوارئ مدينة درعا الخاصة بمياه الشرب ووضع حجر الأساس لمشروع إرواء المدينة بمناسبة أعياد تشرين التحرير و تشرين التصحيح.
وأشار وزير العدل إلى أن هدف الزيارة الاستماع إلى طلبات المواطنين و العمل على تلبيتها ضمن استراتيجيات مدروسة مؤكدا أن الكثير من القضايا التي تخص العدل ستوضع خطط قصيرة لإنجازها و ستعاد أتمتة العمل القضائي بدرعا التي توقف تطبيقها جراء تداعيات الأزمة.
ولفت الأحمد خلال لقائه القضاة و مجلس نقابة المحامين وموظفي القصر العدلي في مقره المؤقت ببناء فرع المصرف العقاري إلى ضرورة المحافظة على مستوى العمل وترشيح المحامي الأكفأ للعمل ضمن سلك القضاء مؤكدا أن ترفيعات القضاة ستكون وفق معايير موضوعية ومرنة.
وأشار الوزير إلى القرار الصادر عن مجلس القضاء الأعلى القاضي بأن الدعوى لا يجب أن تبقى أمام القاضي لمدة تزيد على ثمانية أشهر ومحاسبة المقصرين عن الإهمال المتعمد مؤكدا أن أتمتة العمل القضائي ستستانف في خطة العام الجديد وستنفذ في درعا خلال الربع الأول من العام 2017.
ولفت الوزير الأحمد إلى استقلالية القضاة ومساعدتهم على تأمين متطلبات الحياة اليومية و تخصيص أراض من الدولة لبناء سكن للقضاة وأسرهم على شكل جمعيات بأسعار التكلفة مشيرا إلى أهمية إبداء القضاة والمحامين آراءهم حول تعديل بعض القوانين كقانون العقوبات وأصول المحاكمات وغيرها لتلافي الثغرات ووضع المقترحات التي تصب في خدمة العملية القضائية .
المحامي العام بدرعا القاضي سعود المحمد لفت إلى استمرار العمل القضائي رغم تعرض القصر العدلي للاعتداءات الإرهابية بداية الأحداث موضحا أن إجراءات التقاضي تسير بوتيرة مقبولة بعد استقرار العمل في المقر المؤقت ببناء فرع المصرف العقاري .
المحامي فهد العدوي رئيس فرع نقابة المحامين أشار إلى ضرورة إيجاد مركز لقاء أسري في درعا وازرع والصنمين و بناء قصر عدلي في ازرع و الاستفادة من مشروعات الوزارة في مجال اتمتة العمل القضائي وإمكانية الاستفادة من القصر العدلي الجديد بالمدينة وإقرار النص القانوني بخصوص تبليغ رئيس الفرع في حال توقيف أي محام و العمل على قبول الوكالة النقابية لدى مؤسسات الدولة الإدارية و تعزيز التعاون مع السلطة القضائية.
بدوره بين وزير الموارد المائية أن مشاريع الصرف الصحي ستكون ضمن أولويات الوزارة حيث تم تعزيز الاستثمارات خلال الخطة القادمة و تخصيص جزء كبير من الموارد المتاحة لصالح محافظة درعا و تامين كل مستلزمات العمل بالتعاون مع المنظمات الدولية.
وأشار الوزير خلال لقائه عمال المياه و الصرف الصحي و الموارد المائية في صالة المجمع الحكومي إلى دور مؤسسات المياه في الحفاظ على مياه الشرب و مكافحة كل أشكال الهدر والتعدي على شبكات المياه و تخفيض الفاقد الإداري وتفعيل الجباية بما ينعكس إيجابا على مشاريع المياه .
وأوضح الحسن أن الوزارة عملت خلال سنوات الأزمة على إيجاد خطط بديلة وإسعافية لبعض المحافظات لتعزيز مقومات الصمود و استطاعت توفير البدائل والتعويض عن النقص الحاصل في المياه جراء الاعتداءات الإرهابية على المشاريع الرئيسة وخاصة مشروعي ينابيع المزيريب و الأشعري مؤكدا أن الوزارة تتابع مشروع إرواء مدينة درعا المنفذ من قبل المنظمات الدولية لتأمين مياه الشرب لسنوات عديدة.
وبين الحسن أن الوزارة ستنفذ قريبا محطة معالجة جباب للصرف الصحي وتضعها بالخدمة وستباشر بحفر وتدعيم آبار لمياه الشرب في المناطق الملحة ضمن خطة الطوارئ الخاصة بالوزارة إضافة إلى إنجاز مشاريع صرف صحي كما ستقدم 6 مقطورات تحمل خزانات مياه للبلدان التي تعاني من عطش كحل إسعافي ريثما يتم إنجاز مشاريع مياه خاصة بها.
محافظ درعا محمد خالد الهنوس استعرض واقع المياه و الصرف الصحي والموارد المائية والاعتداءات التي تعرضت لها مشاريع المياه والصرف الصحي والمؤسسات القضائية و خاصة القصر العدلي و فرع مكافحة المخدرات مؤكدا أن الوضع العام في المحافظة جيد بعد إعداد خطة بديلة لمياه الشرب تضمنت حفر 24 بئرا ضمن المدينة بما يعوض النقص في مياه الشرب جراء الإعتداءات الإرهابية المتكررة على مشاريع المياه في المنطقة الغربية من المحافظة .
وبين الهنوس أن المحافظة بالتعاون مع الوزارة والمنظمات الدولية باشرت بتنفيذ مشروع إرواء مدينة درعا من آبار خربة غزالة إضافة إلى مشاريع تندرج ضمن خطة الطوارئ وتصل كلفتها الإجمالية إلى أربعة مليارات ليرة سورية مشيرا إلى أن المدينة تعاني من موضوع الصرف الصحي وتعرض محطات المعالجة في درعا وداعل للتخريب لوقوعها في مناطق غير آمنة وسوء تقديم خدمات الصرف الصحي التي تصل في مدينة درعا لحدود 90 بالمئة وفي ازرع 45 بالمئة وتنخفض في القرى و البلدات .
أمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي كمال العتمة أشار إلى الدعم الحكومي المقدم للمحافظة لدعم مقومات الصمود مؤكدا أنه بمثابة رسالة مفادها أن الدولة ستعيد بناء كل ما دمره الإرهاب و تقف كما كانت إلى جانب المواطن و تسعى لتقديم افضل الخدمات له منوها ببطولات الجيش وصموده في كل المواقع ودحض الإرهاب .
مدير المياه في المحافظة المهندس محمد المسالمة بين أن نسبة العجز المائي في مدينتي ازرع و درعا 23 بالمئة و في الصنمين 22 بالمئة و في بصرى 24 بالمئة و مجموع الاحتياج 152 ألف متر مكعب متوفر منه 115 ألفا .
ولفت المسالمة إلى منعكسات الأزمة التي أدت إلى توقف مشاريع الخطة الاستثمارية و تراجع في كمية المياه المنتجة و الأضرار التي طالت المؤسسة ومستودعاتها و آلياتها و مشاريعها التي تقدر ب 20 مليار ليرة سورية مشيرا الى صعوبات العمل المتمثلة بانقطاع التيار الكهربائي عن محطات الضخ و عدم توفر المحولات الكهربائية وصعوبة تأمين التجهيزات وغلاء أسعارها وصعوبة التعامل مع الأعطال في المناطق غير الآمنة و ضعف الجباية و الإجراءات المطلوب تنفيذها لتحسين الواقع المائي من خلال استكمال المشاريع المباشر فيها و تنفيذ مشاريع جديدة وتدعيم المشاريع القائمة .
مدير شركة الصرف الصحي المهندس زرق محاميد أوضح ضرورة صيانة شبكات الصرف الصحي واستكمال تنفيذ محطة معالجة الشيخ مسكين وقمع التعديات على محطات المعالجة ومحطات الضخ مؤكدا أهمية تنفيذ محطة معالجة جباب لحماية آبار مياه الشعارة ومحطة معالجة الصنمين لحماية مصادر المياه و الأراضي الزراعية وتنفيذ خطوط صرف صحي في تبنة ودير البخت وموثبين.
ولفت محاميد إلى التحديات التي تواجه عمل الشركة المتمثلة بتشتت ملف الصرف الصحي بين وزارتي الإدارة المحلية والموارد المائية و نقص الكوادر والآليات والتجهيزات و انقطاع التيار الكهربائي مبينا أن أضرار الشركة خلال الأزمة تقدر ب 5ر148 مليون ليرة سورية .
مدير الموارد المائية المهندس عكاش علوه لفت إلى موضوع تغذية سدود درعا من سدود القنيطرة لتحسين واقع الري مبينا أن معوقات العمل تتمثل في وقوع مشاريع الري ضمن المناطق غير الآمنة ما يصعب عملية الاستثمار والصيانة.
وأشار إلى التعديات التي طالت مشاريع الري وموضوع حفر الآبار بشكل عشوائي وصعوبة صيانة السدود و تطوير شبكات الري موضحا أن المديرية تتابع الآبار في المناطق الآمنة وتجدد الرخص للمواطنين.
وبين مدير شركة الكهرباء المهندس ناصر الخالد أن الشركة عملت بعد خروج محطة كهرباء الشيخ مسكين عن الخدمة إلى إنشاء خط جديد لمحطات ضخ المياه في المنطقة الغربية من محطة خربة غزالة بما يساعد في ضخ مياه الشرب للمواطنين بشكل منتظم .
حضر اللقاء رئيس مجلس المحافظة وقائد الشرطة وأعضاء قيادة فرع حزب البعث وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة.
وجرى خلال زيارة الوزيرين تدشين خطة طوارئ مدينة درعا الخاصة بمياه الشرب ووضع حجر الأساس لمشروع إرواء المدينة بمناسبة أعياد تشرين التحرير و تشرين التصحيح.
