سيريانديز- مودة بحاح
المنطقة التي كانت الأكثر حظاً في موضوع المياه أصبحت اليوم الأقل حظاً، وتحولت طبيعتها الجبلية -التي حالت في السابق دون قطع المياه- إلى عائق يمنع وصولها اليوم، ويمنع أحياناً وصول الصهاريج بسبب ضيق الحارات وصعوبة الوصول إلى بعضها.
وتذكر صفحة "حي المهاجرين" على الفيسبوك أنه يوجد أحياء في المنطقة لم تصلها الماء من تاريخ الخميس ٢٢/١٢/٢٠١٦ إلى وقتنا الحالي،
ويبرر المعنيون الأمر بسوء التوزيع في الشبكة أحياناً، وبسبب عطل في المضخة أحياناً أخرى
وتضيف بأن المسؤولين لا يبالون بحل المشكلة وانهاء المعاناة التي يعشيها الناس، والتي حاولا معالجتها في البداية باستخدام مياه بقين للشرب وتأدية بعض الأمور، ولاحقاً انتشرت أخبار تتحدث عن وجود «حنفيات» في الحدائق متاحة للجميع أو صهاريج متنقلة توزع المياه بدون مقابل، وهنا بدأت ظاهرة تعبئة المياه والوقوف على طوابير للحصول على "بيدون" من الماء، ولجأ بعض الميسورين لاستحضار صهريج ماء خاص وتعبئة الخزان لكن هذا الحل لم يكن مجدياً بسبب ارتفاع التكلفة إذ وصل السعر عند البعض لـ 12 الف ليرة مقابل خمس براميل، وحتى من قَبِل بدفع مثل هذه المبلغ من سكان الجادات المرتفعة لم يحالفه الحظ بوصول الصهريج بسبب طبيعة المنطقة.
وتذكر إحدى السيدات وهي مقيمة في الجادة الخامسة، بأن المياه لم تصلهم منذ 15 يوم، ولم تصل إلى حارتهم صهاريج المياه المجانية التي تحدثت عنها مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي، وتضيف بأنها تضطر يومياً لحمل "بيدونين" سعة كل منهما 20 ليتر وتنظر دورها عند الحديقة لتملئهما، وهي تعاني من البرد وعناء حمل هذه الكمية التي لا تكفيهم إلا للاستخدامات الضرورية.
ويقول أحدهم ساخر بأنه اعتاد على حمل الماء والسير لمسافة طويلة حتى يصل إلى منزله، ويضيف بأنه لم يعد يريد عودتها فقد اعتاد على الرياضة.
وتقول سيدة أخرى أنهم يحتاجون لحل جذري فجميع هذه الحلول مؤقتة ولا تفيد، وتضيف بأن أفراد عائلتها تجندوا يومياً لحمل "بيدونات" الماء لكن الكمية التي يحصلون عليها لا تكفي لانجاز أمور البيت كافة من طبخ وجلي وتنظيف بالإضافة للاستحمام.
كما تشكو سيدة أخرى من سكان الجادة الرابعة بأن المياه وصلت إلى حيهم وفق التاريخ المذكور في جدول التوزيع، لكن ضغطها كان ضعيفاً ما حال دون صعودها إلى الطوابق المرتفعة ومن كان حظه جيد تمكن من ملء ربع الخزان فقط، وتضيف بأن غالبية البيوت لا تملك مضخات لهذا لا يمكن للجهات المعنية استخدام هذه الحجة لتبرير عدم وصول المياه إلى الخزانات، وتضيف بأن البعض تصرف بأخلاق عالية وفتح بيوته للجيران ليتمكنوا من الحصول على بعض بعض المياه التي تساعدهم في قضاء جزء بسيط من حاجاتهم، وتؤكد بأن وضعهم بشكل عام سي جداً فجميع أمورهم متوقفة لعدم توفر هذه المادة التي لا يقتصر دورها على الشرب ولا يمكن دفع ثمنها بشكل دائم بسبب الغلاء.
وتمت دعوة سكان المنطقة للدخول إلى الموقع الرسمي لمؤسسة المياه وتسجيل الشكاوي بخصوص منطقتهم، كما دعوهم للاتصال برقم شكاوي المياه (١٦٦) والتبليغ عن المناطق التي لم تصلها الماء حتى اليوم لخلق نوع من الضغط وانهاء مشكلتهم.