سيريانديز
منذ إعلان الجيش العربي السوري إعادته الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب في الـ 22 من كانون الأول الماضي بدأ أهالي المدينة المهجرون منها إلى اللاذقية بفعل جرائم التنظيمات الإرهابية بالعودة إلى أحيائهم وبيوتهم بينما ينتظر آخرون نهاية العام الدراسي.
مدير المدينة الرياضية باللاذقية احمد فرحات أكد في تصريح لـ سانا أن “المدينة التي استضافت نحو 7000 مواطن وأقيمت للأطفال فيها مدرسة متنقلة ومركز طبي ستكون بعد عودة مهجري حلب لمدينتهم مكانا لاستقبال المدارس الصيفية في مختلف الألعاب الرياضية وبأسعار تشجيعية حيث يتم العمل على صيانة وتأهيل الصالات والاستاد الرئيسي والمسابح لتفتح أبوابها من جديد أمام جميع الرياضيين وتستضيف مختلف الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية إلى جانب تأهيل المسطحات الخضراء لتكون متنفسا لأهالي المحافظة وضيوفها”.
ولفت فرحات إلى أنه وخلال فترة وجود المهجرين كان يتم العمل على “تأمين وصول المساعدات الإنسانية والصحية والغذائية لآلاف المواطنين الذين تمت استضافتهم بمركز الإقامة المؤقتة”.
بدورهم المهجرون من مدينة حلب بفعل إجرام التنظيمات الإرهابية ممن أقاموا خارج مراكز الاقامة المؤقتة وافتتحوا محالهم التجارية في مدينة اللاذقية ينتظرون ترتيب أعمالهم أو انتهاء العام الدراسي لنقل أطفالهم من المدارس متطلعين للعودة إلى حلب والمساهمة في بناء مدينتهم وإعادة إعمارها لتعود كما كانت عاصمة اقتصادية وصناعية.
عبد الجبار أحد المهجرين الذين التقتهم سانا في محله الذي افتتحه لبيع الأحذية النسائية بالمشروع السابع بمدينة اللاذقية يقول.. “كنا نتابع انتصار الجيش في كل لحظة.. ومع الإعلان عن إعادة الأمن والاستقرار إلى أحياء حلب توجهت إلى مدينتي لأتفقد منزلي ومنزل أهلي في حي البياضة بجانب القلعة.. الحي الذي عاثت فيه التنظيمات الارهابية تدميرا وتخريبا كغيره من احياء حلب القديمة وأسواقها الأثرية”.
ويؤكد عبد الجبار عزمه العودة إلى حلب لترميم منزله وخاصة أنه يحتضن “ذكرى والده الذي قتله الارهابيون برصاص القنص” مشيرا إلى عودة أقرباء له إلى بيوتهم ولا سيما ممن كانت أضرارها بسيطة وافتتاحهم ورشات حياكة وتطريز وقال.. “ستعود حلب كما كانت المركز التجاري والصناعي في سورية وسنعود إلى أعمالنا فيها”.
زياد البظ الذي كان يملك ورشة لتصنيع الألبسة الرجالية في حي الموكامبو بحلب قبل أن يضطر لمغادرة مدينته خوفا من جرائم الإرهابيين فيها وينتقل إلى اللاذقية مع عائلته حيث افتتح محلا لبيع الألبسة الرجالية بحي الزراعة يقول.. انه “ينتظر انتهاء العام الدراسي بفارغ الصبر للعودة مع عائلته إلى حلب رغم الفرص الاستثمارية في اللاذقية التي اتيحت له” مشيرا إلى انه سيعيد افتتاح ورشته ما ان يعود مع محل لبيع الالبسة في حلب التي ستبقى مدينة الصناعة السورية.
وأمام محبة أبناء حلب لمدينتهم ورغبة من تركها مجبرا بالعودة إليها يثبت الحلبيون انهم رواد صناعة وقادرون بإرادتهم على العودة بمدينتهم إلى سابق عهدها مركزا صناعيا واقتصاديا على مستوى المنطقة.