دمشق- سيريانديز
وحدها أم الشهيد تعرف ما تعنيه الشهادة من بذل وتضحية وعطاء فهي من قدمت فلذات كبدها قرابين على مذبح الوطن بعد أن غرست فيهم محبته وروح الشجاعة والإقدام فزفتهم حين طلبهم الواجب الوطني في عرس الشهادة بكل فخر واعتزاز فداء للوطن ليبقى حرا آمنا مستقرا.
في محافظة السويداء السيدة ندى عامر أم الشهداء فاروق وهشام وهاشم الداهوك تقول وقد قدمت أبناءها الثلاثة شهداء كرمى لتراب الوطن وعزته.. إن “الشهادة مصدر فخر واعتزاز فكيف وأنا عندي ثلاثة شهداء .. صحيح الابن غال ويعادل الروح لكن الوطن أغلى من الروح فمن ليس لديه وطن ليس لديه عرض وشرف وبيت” مضيفة .. “بشهادتهم زففتهم عرسانا للوطن وترابه لكل العمر لا لساعة .. كنت قد انتظرتهم ليأتوا وأفرح بهم لكنهم أتوني شهداء ودمهم ممزوج بتراب الوطن الغالي فاستقبلتهم بفرحة وغصة وألم كبير وأقيمت لهم أعراس وطنية .. وجل ما أتمناه وأدعو له أن لا تذهب دماؤهم هدرا وأن تنتصر سورية وتعود كما كانت”.
كذلك السيدة ردينا القنطار والدة الشهيد النقيب صقر القنطار تبين أن شهادة ابنها وسام عز وفخار وحرقة تلهب صدرها ولا تنطفئ حتى يتم القضاء على الإرهاب ويتحقق نصر سورية على المرتزقة والعابثين بأمن الوطن.
أما السيدة يسرى فليحان والدة الشهيد علاء تيسير ناصيف فتقول .. انه برغم الألم على غياب جنين قلبها تاركا خلفه طفلتين دون الخمس سنوات ليسمو في العلا ذودا عن أرض الوطن إلا أن الأمانة التي استشهد لأجلها علاء لم تثنيها كما تضيف عن إرسال ولديها الآخرين فراس ووائل للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري وإصرارهما على أن يسلكا درب شقيقهما رغم تعرضهما لإصابات عديدة راجية الله تعالى أن يعود الأمن والأمان لربوع الوطن وتبتر يد الإرهاب.
وبغزارة دموع عينيها تمنت السيدة فوزية كيوان والدة الشهيد غافر حمد الحيوك أن لا تذهب دماء ابنها الذي قضى فداء عزة الوطن وكرامته هدرا وأن يحمي الله بواسل جيشنا ويحقق نصرهم على الإرهابيين والمرتزقة مشيرة إلى أن غافر كان مثالا في الصدق والأمانة والأخلاق مقداما لا يهاب الموت ووفيا للقيم والمبادئ التي تربى عليها وشهادته مجد رفعة وكبرياء يرنو إليها كل وطني شريف يأبى الذل والهوان.
كما غافر كان الشهيد سامر أبو خير الذي نشأ على الصدق والإخلاص وحب الوطن والوفاء له وفق ما روت والدته السيدة ناهدة أبو فخر التي قالت.. ان لوالد سامر فضلا كبيرا في غرس القيم والمبادئ النبيلة في نفسه فهو أيضاً شهيد حي تعرض لإصابة بليغة أدت لفقدان بصره بشكل تام مؤكدة بآهات عميقة أن العزاء الوحيد الذي يثلج صدور ذوي الشهداء يتمثل في قطع يد الإرهاب واجتثاث جذوره لتزهر دماؤهم بالحرية والانتصار.
كأجدادهم صانعي الجلاء يأبى شباب سورية إلا أن يكونوا حصنا منيعا في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة فقدموا أنفسهم قرابين شهادة على مذبح الوطن لتتحول تضحياتهم نارا على أعداء الوطن تطالهم أينما وجدوا وتزهر دماؤهم أمنا واستقرارا في ربوع الوطن.
أسر الشهداء في طرطوس: دماء الشهداء ستثمر نصراً على قوى الإرهاب والظلام
وتحل الذكرى السنوية لعيد الشهداء وأبناء سورية على امتداد ساحات الوطن مستمرين بتقديم التضحيات وبذل ارواحهم في مواجهة الإرهاب وداعميهم.
ويرى علي سلمان والد الشهيد النقيب حيان أن أبناء سورية اليوم يروون بدمائهم الطاهرة ترابها دفاعا عن سيادة الوطن واستقلاله ووحدة شعبه أملا أن تثمر هذه التضحيات نصراً قريباً على قوى الاإهاب والتكفير ويقول “بالرغم من ألم فراق فلذات الأكباد إلا أننا نفخر كوننا أسرة الشهيد البطل الذي كانت آخر مهماته تحرير القرية الشامية من رجس الإرهابيين”.
ويعبر المهندس أحمد درويش والد الشهيد النقيب غدير عن تقديره للجهود التي تبذلها الدولة لدعم أسر الشهداء مؤكداً أن أهم مطالب أسر الشهداء تتمثل بتحقيق النصر وعودة الحياة الآمنة المستقرة إلى ربوع الوطن.
ودعت سلام زوجة الشهيد علي أسعد إلى “تعديل بعض القوانين المتعلقة بالشهداء لجهة منح وثيقة الاستشهاد حيث أن البعض من الأسر لم تتمكن من الحصول عليها” مشيرة في الوقت ذاته إلى أهمية الجهود المبذولة في محافظة طرطوس لرعاية أسر الشهداء وضرورة البحث عن حلول استراتيجية لزيادة تقديم الدعم المادي للأسر التي فقدت معيلها وعدم اقتصار الاعانات على سلل غذائية.
ويوافق علي وردة والد الشهيدين وسيم وبشار الرأي ذاته إذ يتمنى زيادة تنظيم الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية والمجتمع المحلي وتوحيد المبادرات التي تسهم في رعايتهم وتامين مصادر رزق تكفل لهم حياة كريمة مؤكداً فخره واعتزازه بتقديم ولديه فداء للوطن ومتمنيا النصر القريب للجيش العربي السوري والرحمة لشهدائه والشفاء العاجل للجرحى.
ويوضح مدير فرع مؤسسة الشهيد بطرطوس المهندس باسم أحمد أن المؤسسة تقدم خدماتها المادية والعينية لنحو أربعة آلاف أسرة شهيد من مختلف مناطق المحافظة حيث يقوم فريق المسح التطوعي الاجتماعي للمؤسسة بجمع البيانات الخاصة عن أسر الشهداء وتحديثها على أن تتضمن كل ما يتعلق بأسرة الشهيد من الوضع الاجتماعي والعائلي والصحي لافتا إلى أن المؤسسة تعاقدت مع عدد من الأطباء لتقديم الخدمات الصحية للأسر بموجب بطاقات تمنحها المؤسسة للأسرة تمكنها من الحصول على الخدمات العلاجية بحسومات تتراوح بين 50 و 100بالمئة.
وأضاف إن المؤسسة قدمت منذ بداية عملها في العام 2014 الكثير من المساعدات المادية والعينية من خلال حملة زيارات خاصة لأسر الشهداء في منازلهم وساهمت في ترميم عدد منها وتأمين بعض الأدوات المنزلية إضافة إلى المساهمة في تأمين فرص عمل للبعض الآخر بالتعاون مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص.
وأشار أحمد إلى أن المؤسسة في طور التحضير “لإنشاء مشروع إحداث مركز صعوبات التعلم ومكتبة عمومية للأطفال” في مقر الفرع تقدم الخدمات لأسر الشهداء ويعود ريعها لهذه الأسر أيضاً.