دمشق- سيريانديز
وصولا لاستثمار كل منتجات الوردة الشامية وتطوير زراعتها أقامت الأمانة السورية للتنمية عام 2006 مشروع إحياء الوردة الدمشقية بهدف دعم المجتمعات وتمكين أفراد المجتمع المحلي في قرية المراح وبناء مؤهلاتهم وتحسين مستوى معيشتهم وتمكين المرأة الريفية في تطوير إنتاجها المحلي وصون تراثها الثقافي.
وبينت الدكتورة هزار الأحمر مشرف روافد في الأمانة السورية أن مشروع إحياء الوردة ألحق المزارعين بدورات تدريبية لتحسين سبل الزراعة الحالية وإدارة المياه واستخدام تقنيات أكثر فعالية في ري المحاصيل من أجل تجاوز مشكلات نقص المياه وزيادة أنواع المنتجات التي يمكن الحصول عليها وتحسين نوعيتها ومن ثم تسويقها.
وبحسب الأحمر فإن تضافر جهود المجتمع المحلي والجهات الحكومية مع الأمانة السورية للتنمية اثمرت عن زيادة المساحات المزروعة من 2500 دونم عام 2006 الى 4500 دنم عام 2017 مشيرة إلى أنه وبدعم من الأمانة تم تأسيس جمعية المراح الاهلية التي أشهرت في نيسان عام 2010 وحاليا تجاوز عدد أعضائها 130 عضوا ولها دور مهم في إحياء وتطوير انتاج الوردة الدمشقية في القرية.
ويقوم صندوق مشروعي للإقراض الصغير حاليا وفق الأحمر بدعم المشاريع الزراعية والانتاجية والخدمية الصغيرة في القرية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وقدم منذ عام 2015 إلى الآن 73 قرضاً بشروط ميسرة منها 50 بالمئة لدعم زراعة الوردة الشامية فيما تنسق الشركة السورية للحرف “أبهة” مع جمعية المراح لتطوير الوردة وتأمين الأسواق لتصريف منتجاتها من مربيات وشراب الورد وماء الورد والزيت العطري وغيرها.
وعلى صعيد توثيق التراث اللامادي وصونه ورفع الوعي والتعريف به عالميا واستكمالا لمشروع تنمية وتطوير الوردة الشامية في قرية المراح كشفت الأحمر أنه تم تقديم ملف ترشيح عنصر الوردة الشامية وما يرتبط بها من ممارسات في قرية المراح لوضعها على القائمة التمثيلية لعناصر التراث الإنساني في منظمة اليونسكو هذا العام.
من جانبها بدأت لجنة منتجي المشاتل والأزهار وبالتعاون مع مديرية حماية الملكية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إجراءات تسجيل الوردة الشامية لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية “وايبو” من العام الماضي كمؤشر جغرافي سوري مع كل ما يرتبط بها من منتجات اقتصادية كزيت وماء ومربى الورد وغيرها باعتبار سورية الموطن الأصلي والأكثر شهرة لهذه الوردة التي فازت خلال الشهرين الفائتين بالجائزة الأولى في معرضين متخصصين في كل من بغداد والخرطوم.
وتكريسا لأهمية هذه الوردة وقيمتها الاقتصادية والجمالية والطبية الكبيرة يقام في كل عام مهرجان لقطاف الوردة الشامية بالتعاون مع أهالي القرية وجمعية المراح والأمانة السورية ومحافظة ريف دمشق وجمعية إحياء وتطوير الوردة الشامية تأكيداً على أهمية هذا المهرجان في التراث السوري المتناقل وما يحمله من معان تراثية وإنسانية متعددة .