سيريانديز- سومر إبراهيم
بين مدير السياسات الزراعية في وزارة الزراعة المهندس رائد حمزة أن المساحة المزروعة بالوردة الشامية بلغت حوالي 196 هكتار حالياً في ريف دمشق علماً أنها كانت تعادل 200 هكتار قبل الأزمة ، بينما تنتشر في مناطق من ريف حلب بمساحة تعادل 40 هكتار حالياً وكانت المساحة هي 67 هكتار مروي قبل الأزمة.
وأوضح حمزة أنه يمكن الاستفادة اقتصادياً من الوردة بعد جني أزرارها بتقطيرها واستخراج ماء الورد منها وهنا يمكن استخلاص الزيت من البتلات ومن ماء الوردة، ويستخدم ماء الوردة في صناعة الأغذية والحلويات أما الزيت فهو مرتفع الثمن ويستخدم في صناعة العطور، وقد بلغ إنتاج القطر من البتلات الخضراء حوالي 60 طن في العام 2011، ويقّدر أن نصفها كان للاستهلاك في الأسواق المحلية والنصف الآخر للتصدير.
وذكر حمزة أن المركز الوطني للسياسات الزراعية نفذ دراسة جديدة حول إنتاج الورد الدمشقية في القطر وتحري أماكن تواجدها وانتشارها وإمكانية تطوير إنتاجها أفقياً وعمودياً، وبينت الدراسة الجدوى الاقتصادية لزراعة الوردة وتصنيع منتجاتها من خلال دراسة أقسام الجدوى الاقتصادية الخمسة وهي الجدوى الفنية والبيئية والاجتماعية والتسويقية والمالية، وبينت النتائج وجود جدوى اقتصادية إجمالية كبيرة لزراعة وتصنيع منتجات الوردة ولاسيما عندما يكون المنتج النهائي هو ماء الوردة وزيتها، علماً أن النتائج كشفت عن جدوى كبيرة للوردة ضمن كل قسم من أقسام الجدوى الاقتصادية بمفرده.
وأشارت الدراسة إلى أن السوق المحلي قادر على استيعاب أية كميات تطرح فيه من منتجات الوردة، سواء أكانت براعم مجففة أم ماء ورد، كما أشارت إلى أن الطلب الحالي في الأسواق الخارجية على ماء الورد السوري تحديداً يقدر بعدة أطنان، علماً أن القطر قبل الأزمة كان يصدر ماء الورد إلى كل من لبنان والأردن واليمن ودول الخليج والدول الأوروبية والأمريكيتين وأستراليا.
وبالإضافة لما سبق تمت دراسة حالة لقرية المراح التي تلقب بـ "قرية الوردة الشامية" وبينت نتائج المسح الاحصائي في القرية الأهمية البالغة لنشاط زرعة الوردة على معيشة السكان في المنطقة حيث تشكل مبيعات منتجات الوردة نسبة كبيرة من مصدر دخلهم (ما يقارب 43%).
واقترح حمزة إنشاء معامل لتقطير ماء وزيت الوردة الدمشقية ولتصنيع منتجاتها المختلفة، بما في ذلك مواد التجميل التي تعتمد على نواتج الوردة (كريمات التجميل) في أماكن قريبة من مناطق الإنتاج، كما تنصح بتركيز البحث العلمي على موضوع التحسين الوراثي للوردة ولا سيما إطالة فترة تفتحها وصولاً إلى وردة تعطي على مدار العام، وأخيراً توصي الورقة بالاهتمام بالحصول على شهادة المنتج العضوي للوردة ومنتجاتها وكذلك شهادة المواصفة غلوبال غاب للمزايا الجمركية الكبيرة التي يمكن الحصول عليها للصادرات من منتجات الوردة عند حيازتها لهاتين الشهادتين أو إحداهما.