دمشق- سيريانديز
عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة حلب بعد إعادة الأمن والاستقرار إليها نهاية العام الماضي تجلت في جميع النواحي الخدمية والاجتماعية والاقتصادية حيث عملت المحافظة على إعادة تأهيل البنى التحتية بما يساعد الأهالي على ممارسة حياتهم الاعتيادية وعودة المؤءسسات إلى تقديم خدماتها للمواطنين.
قطاع النقل ونظرا لأهميته في المساعدة بعودة الحياة الطبيعية كان له نصيب كبير من الاهتمام ما ساهم في الإسراع بعودة شركات النقل إلى تقديم الخدمات للمواطنين وتوظيف إمكاناتها الحالية رغم تضرر أسطول الحافلات لديها من الاعتداءات الإرهابية.
ويبين المدير العام للشركة العامة للنقل الداخلي بحلب المهندس حسين السليمان في تصريح لمراسل سانا أن حجم الأضرار التي لحقت بالشركة جراء الإرهاب تجاوزت قيمتها مليارين و690 مليون ليرة سورية وتركزت في الرحبتين الرئيسيتين للشركة في الليرمون وعين التل حيث خسرت الشركة 410 باصات للنقل الداخلي بعد تدميرها من قبل الارهابيين إضافة إلى سرقة محتويات الرحبتين من قطع التبديل والآلات الأخرى والمحروقات إلى جانب الأضرار التي لحقت بالمباني والمنشآت ومحتوياتها كافة.
ويشير السليمان إلى أن الخسائر المادية والفنية التي لحقت بالشركة على فداحتها والصعوبات الناتجة عنها لم تقف عائقا أمام عزيمة العمال وإصرارهم على التغلب عليها لتوفير خدمات النقل الداخلي للمواطنين ووفق تعرفة اقتصادية واجتماعية تراعي ظروفهم حيث عملت إدارة الشركة على وضع خطة عمل لضمان حسن استثمار الإمكانيات البشرية والفنية وتوظيفها بالشكل الأفضل لتحقيق النتائج المرجوة.
ويوضح السليمان أن عدد الباصات الجاهزة فنيا والعائدة للشركة لم يكن يتجاوز 100 باص خلال الفترة الماضية خسرت منها خلال العام الماضي 20 باصا في التفجير الإرهابي الذي استهدف الحافلات التي كانت تقل أهالي الفوعة وكفريا في منطقة الراشدين بمدينة حلب لافتا إلى أنه تم رفد الشركة بعدد من الباصات الى جانب 16 باصا آخر تم فرزها من الشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق الى حلب لتدعيمها وتمكينها من توسيع خدماتها وزيادة عدد خطوط النقل الداخلي ليبلغ عدد الباصات المستثمرة حاليا 113 موزعة على 20 خطا للنقل داخل المدينة وخارجها.
وفجر إرهابيون سيارة مفخخة في منتصف نيسان الماضي في منطقة تجمع الحافلات وسيارات الإسعاف التي تنقل 5 آلاف مواطن من أهالي كفريا والفوعة تنفيذا لبنود اتفاق إخراج أهالي البلدتين المحاصرتين وخروج المسلحين وبعض عائلاتهم من الزبداني ومضايا ما تسبب باستشهاد وإصابة عشرات المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء ووقوع دمار كبير بالحافلات وسيارات الإسعاف.
ومع إعادة الأمن إلى مدينة حلب بعد إخراج التنظيمات الإرهابية منها برزت الحاجة لتوسيع خدمات الشركة وتفعيل المزيد من الخطوط لتخديم أهالي الأحياء المطهرة من الإرهاب حيث يوضح السليمان أنه تمت إعادة تفعيل المزيد من خطوط النقل الهادفة لتوفير الخدمة لأوسع شريحة من المواطنين وهي غير كافية حيث تزداد طلبات الأهالي لإحداث خطوط جديدة للنقل أو تفعيل خطوط أخرى أو زيادة عدد الباصات على بعض الخطوط مشيرا إلى أن هناك سعيا وتواصلا دائما مع المحافظة والوزارات المعنية لرفد حلب بالمزيد منها لتوظيفها وتلبية الحاجة الفعلية للمواطنين في مجال النقل الداخلي.
ويلفت السليمان إلى أن الشركة تقدم خدمات مجانية حيث تنقل طلاب الشهادة الثانوية وشهادة التعليم الأساسي من أرياف المحافظة وبالعكس إضافة إلى نقلها الأهالي المتضررين خلال الفترة الماضية من وإلى مراكز الإقامة المؤقتة وإلى الأحياء المطهرة من الإرهاب ونقل أهالي حي الوعر العائدين من ريف حلب إلى منازلهم ومؤازرة الجهات الخدمية المختلفة في عملها ونقل عمالها من وإلى جبهات العمل المختلفة.
وحول نشاط الشركة خلال العام الحالي يبين مديرها العام أن الشركة وفرت أكثر من 3 ملايين خدمة نقل للمواطنين خلال النصف الأول من العام الجاري وبلغت وارادتها المالية حوالي 155 مليون ليرة سورية لافتا إلى أن الشركة ستعمل على تدعيم كوادرها البشرية ورفد الشركة بدماء جديدة عبر مسابقة لتوظيف 40 عاملا من الفئتين الأولى والثانية تم الإعلان عنها مؤخرا كما تحاول الشركة إعادة استثمار رحبة عين التل نظرا للحاجة الماسة لها في العمل وقد أعدت دراسة أولية لتأهيل هذه الرحبة التي تضررت بفعل الإرهاب وهي بحاجة الى 160 مليون ليرة لإجراء الصيانات اللازمة لإعادتها للخدمة وتوظيفها في العمل.