دمشق- سيريانديز
تتشابه قصص نجاحهم فيجمعها تنظيم الوقت والمثابرة والإرادة والطموح فيما تختلف التفاصيل ليرسم متفوقو الشهادة الثانوية جميعا مشهد شباب سوري تجاوز كل تحديات الحرب على بلاده وأصر على الحلم ورسم مستقبل مشرق له ولوطنه بالعلم والاجتهاد.
في الثاني من تموز الجاري حصد طلاب شهادة الثانوية بمختلف فروعها جهدا استمر 12 عاما ليثمر لدى من امتلك أدوات ومفاتيح مناسبة تفوقا وإبداعا حيث بين الطالب بشر عبود الحاصل على العلامة التامة والمرتبة الأولى في الفرع العلمي للثانوية العامة في تصريح لـسانا أن تنظيم الوقت ووضع برنامج دراسة يناسب ضخامة المنهاج وكثافة المعلومات وتجاوز عوامل القلق والتوتر كانت العوامل الأهم لتفوقه مؤكداً أهمية ثقة الطالب بنفسه وبما قدمه من جهد خلال العام.
الطالبة تيما المشعلي التي حصلت أيضا على العلامة التامة في الفرع العلمي لفتت إلى أنها حاولت مع بداية العام توزيع وقتها بين المواد الأدبية التي تتطلب الحفظ والعلمية المعتمدة على التفكير العميق والتركيز لافتة إلى وقوف أسرتها إلى جانبها طوال العام الدراسي وتشجيعها مشيرة الى أنها لم تعتمد على الدروس الخصوصية لكنها اتبعت فكرة الكتابة كعامل مساعد لترسيخ المعلومة في ذهنها.
ومن الفرع الأدبي أعربت الطالبة آية القحف الحاصلة على المرتبة الأولى عن سعادتها بالتفوق الذي وضعته نصب عينيها منذ بداية الصيف الماضي وجاء نتيجة جهد تراكمي خلال سنوات الدراسة السابقة ودراسة المنهاج لأكثر من مرة.
وقالت آية “حلمي بتحقيق التفوق شجعني على المواصلة رغم ان اعتداءات التنظيمات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة دمشق حالت في مرات كثيرة دون ذهابي إلى المدرسة ما اضطرني لاتباع عدد من الدروس الخصوصية تعويضا لما فاتني” معربة عن شكرها الكبير لوالديها والكادر التدريسي في معهد الشهيد باسل الأسد لاهتمامهم بتذليل العقبات والصعوبات التي واجهتها خلال العام.
الإصرار على النجاح رغم الظروف المعيشية الصعبة والتحديات التي فرضتها الحرب على أسرتها كان عنوان الدرب الذي سارته الطالبة نغم بسام المهدي الأولى على الثانوية التجارية التي بينت أنها أمضت فترة الثانوية في غرفة ضمن معمل خياطة مع والديها وأخوتها لكن كان لديها دائما دافع للتفوق ورفع اسم والديها عالياً.
شغفه بالبرمجيات والتقنيات الحديثة دفعه للدراسة في الثانوية الصناعية وطموحه وإرادته حققا تفوق كريم محمد باسم يماني وحصوله على المرتبة الأولى بالثانوية المهنية الصناعية وعن قصة نجاحه يقول “الصعوبات اليومية والظروف الراهنة لم تمنعني من مواصلة الدراسة وكنت استخدم الدراجة للذهاب من منزلي في منطقة الدويلعة إلى باب الجابية لتفادي الازدحام والتأخير”.
وعبر يماني عن سعادته بنجاحه ورغبته بدراسة الهندسة المعلوماتية والاتجاه إلى ابتكار برمجيات جديدة والعمل في مجال الروبوت والانضمام إلى جمعية المخترعين السوريين ليطور نفسه ويستفيد من تجارب وخبرات الآخرين.
الطالبة دانا عصمت الحاصلة على المرتبة الأولى في الثانوية المهنية النسوية تحدثت عن طموحها منذ الصغر لدخول كلية الفنون الجميلة لشغفها بالرسم مبينة أن الفضل في نجاحها يعود لأهلها الداعمين الأساسيين لها خلال سنوات الدراسة وقالت.. “الإنسان يمكن أن يتفوق بكل مكان وزمان ويجتهد لتصبح أحلامه واقعاً يناله”.
فرحة النجاح والتفوق يتقاسمها الطلاب مع أهاليهم الذين تعبوا وقدموا جل رعايتهم واهتمامهم ليتمكن أبناؤءهم من تحقيق طموحاتهم.
سانا التقت أولياء المتفوقين حيث رأى والد الطالبة تيما أن المجهود الفردي للطالب وسعيه للبحث عن المعرفة ومواظبة الحضور بالمدرسة والمتابعة مع الأساتذة أهم من الدروس الخصوصية في نجاح الطالب كما بينت والدة الطالبة نغم أن ابنتها سهرت وتعبت ولم تتوقف عن الدراسة لأن هدفها الحصول على المرتبة الأولى وزرع السعادة لدى والديها في ظل الظروف الصعبة التي مروا بها مؤكدة أن فرحة النجاح تنسي الإنسان مصاعب الحياة.
وكانت وزارة التربية أصدرت بداية تموز الجاري نتائج امتحانات الشهادة الثانوية حيث بلغت نسبة النجاح بالفرع العلمي 53ر55 بالمئة والأدبي 27ر44 بالمئة والثانوية الشرعية 85ر68 بالمئة والثانوية المهنية النسوية 47ر64 بالمئة والثانوية المهنية الصناعية 03ر65 بالمئة والمهنية التجارية 63ر45 بالمئة.
سكينة محمد