دمشق- سيريانديز
حالة ايجابية وغير مسبوقة بدأت تتكشف في سجن دمشق المركزي /سجن عدرا/ وارتياح عام بين المساجين وأهاليهم للخطوة التي قام بها رئيس نيابة دوما القاضي كاسر الناصر بتكليف من المحامي العام الأول في ريف دمشق بإيجاد صيغة تفاهم مع إدارة السجون والبدء في حالة نوعية على مستوى العلاقة بين وزارتي العدل والداخلية وحل مشاكل السجناء ضمن السجن على الصعيدين القضائي والإداري ، حيث بدأ السجن يسير إلى الغاية التي وجد لأجلها وهي الإصلاح والتهذيب و إعادة الدمج المجتمعي لمرتكبي الجرائم على اختلافهم ليكونوا مواطنين صالحين مهما كان نوع الجرم المرتكب والعقوبة التي فرضتها السلطة القضائية ، في ظل ظروف وجود السجن على خط النار مع العصابات الإرهابية التي حاولت السيطرة عليه مرارا بلا جدوى .
اللواء نبيل الغجري مدير إدارة السجون والمشرف على سجن دمشق المركزي كشف أن أهم الايجابيات المنجزة مؤخرا تمثلت بالتعاون مع السلطة القضائية من خلال حضور رئيس نيابة دوما القاضي كاسر الناصر المكلف بالإشراف القضائي على السجن بشكل دوري لحل المشاكل القانونية للمساجين ضمن السجن والاستماع إلى كل ما يهمهم، وإرشادهم إلى السبل القانونية التي يجب أن يسلكونها في كثير من الحالات الجدلية إضافة إلى المساهمة بتواصلهم مع مختلف المحاكم ،وبيان أوضاعهم القانونية وحل المشاكل العالقة فيما بينهم .
وبين الغجري أن الفوائد الناجمة عن وجود رئيس نيابة دوما بشكل دوري في السجن لا يمكن تجاوزها نظرا لما ساهمت فيه من ايجابيات مثل توفير الأمن والأمان من عمليات نقل المساجين إلى القصر العدلي بدمشق في بعض الضبوط البسيطة التي تتم معالجتها دون الحاجة إلى نقلهم وعدم تعريضهم للخطر خصوصا في ظل وجود السجن على تخوم العمليات العسكرية مع المجموعات المسلحة في دوما، وتوفير جهود عناصر الحماية والمرافقة و توفير النفقات الناجمة عن سوق الموقفين إلى المحاكم ذهابا وإيابا في المحروقات والآليات وخلافه.
وأكد القاضي كاسر الناصر رئيس نيابة دوما /المكلف من المحامي العام بريف دمشق على الإشراف على سجن دمشق المركزي وسجن النساء/ أن جدلية الحالة التي رافقت عرض الضبوط ومذكرات العرض المقدمة إليه من السجن وفق الاختصاص المكاني فرضت استحضار الأشخاص المذكورين في الضبوط بمعدل أكثر من 20 سجين يوميا إلى القصر العدلي ، ونظراً لبساطة المواضيع المقدمة في الضبوط والمشاكل الحاصلة فيها ،وما ينجم عنها من تأخير معاملات وقضايا المواطنين بعد إحضارهم إلى القصر العدلي دفعته للاقتراح على المحامي العام بريف دمشق للحضور إلى السجن دوريا ،لان معالجة هذه الحالات ممكنة داخل السجن نظرا لبساطتها وعدم ضرورة أخذها إلى المحكمة كما أن ذهاب شخص واحد إلى السجن أفضل من سوق العشرات إلى القصر العدلي لان هذه الحالة ستوفر على خزينة الدولة مبالغ باهظة وتعمل على توفير جهود عناصر الحماية أثناء النقل.
إن المبادرة التي انتهجها القاضي كار الناصر رئيس نيابة دوما ساهمت بشكل كبير في تغيير ما يحدث في السجن نحو الحالة الايجابية التي كان ينشدها ما يؤكد أنها من الطفرات الايجابية التي انتهجتها وزارة العدل بالتعاون مع وزارة الداخلية والتي سيتم تعميمها على كافة السجون في سورية لان وجود قاض بشكل دائم في السجن ساهم في تخفيف الاحتكاكات بين المساجين الذين كانوا يفتعلون المشاكل لتحقيق بعض الغايات أثناء سوقهم إلى القصر العدلي ، بالإضافة إلى تقديم مذكرات عرض لكثير من المساجين لبيان أوضاعهم والتواصل مع المحاكم المختلفة لحل مشاكلهم ، مما ساهم أيضا في تخفيف العبء عن عناصر الشرطة وإدارة السجن من المطالبات المختلفة التي كان السجناء يبحثون عنها في ظل الظروف الموجودة.