دمشق- سيريانديز
يزداد الإقبال على المسابح في دمشق خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة ما جعل منها ملاذا وحاجة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار دخولها بعد أن باتت متنفسا رئيسيا للكثير من الأسر.
لكن ماذا عن واقع هذه المسابح وكيف تبدو صورة المسابح التي غالباً ما تزدحم بالرواد الذين يشكل الأطفال نسبة كبيرة بينهم وهل تتقيد بالشروط والمعايير المحددة والمطلوبة وخاصة فيما يتعلق بتقديم أفضل الخدمات ونظافة وفلترة المياه وتخصيص العدد الكافي من المدربين والمنقذين والتقيد بأسعار الدخول المحددة.
وأكد عدد من مرتادي المسابح أن الأسعار في المسابح الخاصة أكبر بكثير من إمكانات المواطن السوري أما المسابح التابعة للاتحاد الرياضي فإنها مقبولة من حيث سعر تذكرة الدخول لكنها تعج بالرواد ما يؤثر على نوعية الخدمات المقدمة.
أحمد علي أوضح “أن الفارق بين الأسعار في مسابح الاتحاد الرياضي وفي المسابح الخاصة التي تصنف سياحية كبير رغم تشابه طريقة معالجة المياه” أما “النظافة فهي الأمر المزعج في الاثنين لأن معظم الشباب يتركون أشياءهم الشخصية على أطراف المسبح وحتى المشالح غير نظيفة نظراً للفوضى من قبل الرواد ولعدم الاهتمام والمراقبة من القائمين على إدارة المسابح”.
محمد حسن.. قال “إن الأمر اللافت للانتباه أن المسابح لا تعلن عن الأسعار بشكل واضح وتختلف تلك الأسعار حتى بالنسبة للنوادي إن كان من حيث تسعيرة الدخول للكبار او الصغار أو من حيث أسعار المأكولات والمشروبات” متسائلا “أين الجهات الرقابية التي تكون مهمتها ضبط هذه المخالفات ان كان في المسابح العامة أو الخاصة أو السياحية”. 
حنان محمود التي ترتاد المسابح بشكل أسبوعي مع بناتها قالت: “إن زيارة المسبح تؤمن لها فرصة اللقاء مع صديقاتها في جو جميل وممتع لكن التكاليف لا تتناسب مع القدرات المادية لشريحة كبيرة من المواطنين نظرا لارتفاع الأسعار الكبير” مضيفة: “نحن نأتي الى هنا بدل الذهاب إلى الحدائق أو المطاعم المكلفة لأننا نجد فيها الراحة والاطمئنان مع أطفالنا من جهة ونشعر بأن المياه متجددة ومعالجة بالكلور لكن نتمنى مراقبة الأسعار بشكل دائم”.
العامل في مسبح تشرين جهاد الأحمد قال: “نعمل يومياً على تنظيف وتعقيم كل المرافق الموجودة في المسبح لكن عدم التزام الرواد بالنظام والانضباط هو ما يؤدي إلى وجود بعض الفوضى أحياناً ونحن نحرص على راحة الرواد في المسبح ونتدخل عندما تكون هناك ضرورة فالمراقبون والمنقذون منتشرون في المسبح ومهمتهم تأمين راحة الزوار من العائلات”.
رئيس نادي بردى محمد الحموي قال: إن “مسبح النادي يخضع لعمليات التعقيم والفلترة بشكل دوري من قبل شركة تم التعاقد معها لهذا الأمر” لافتا إلى أن المسبح مستثمر في الخدمات فقط أما الماء فهو للنادي حيث يتدرب فيه أبناء النادي إضافة إلى المدارس الصيفية التي تنقسم إلى مجموعات كل حسب مستواه في التدريب وفي نهاية كل موسم نأخذ المميزين في هذه المدرسة إلى المركز الوطني للسباحة بعد تنسيبهم إلى النادي.
وحول الأسعار بين الحموي أن النادي يتقاضى من المدرسة الصيفية عن كل مشترك شهريا 25 ألف ليرة تتضمن يوما تدريبيا ويوم نشاط ترفيهي أما رسم دخول السيدات اليومي فهو 2000 ليرة لافتا إلى وجود ستة مدربين وستة مشرفين من أبطال السباحة إضافة إلى منقذين ومنقذات.
مدير مدينة الفيحاء الرياضية سليمان حويلة اختصر حديثه بأن مسبح الفيحاء تابع للاتحاد الرياضي العام وهناك دراسة لإنشاء مسبح جديد بمواصفات عالمية مبينا أن رواد المسبح الحالي من جميع الفئات فرسم دخول السيدات الف ليرة بينما رسم دخول الذكور 300 ليرة وهو سعر تشجيعي لاستقطاب الرياضيين كما ان هناك دورات في السباحة للذكور والإناث.
من جهته أوضح مدير نادي الجيش العميد محسن العباس أن النادي يملك مسبحا أولمبيا بطول 50 مترا ورواده من العسكريين إضافة إلى وجود مدارس صيفية لأبناء النادي وأبناء الشهداء والجرحى مجانا مشيرا إلى أن أعمال الصيانة انتهت وسيبدأ الموسم الحالي بداية الشهر القادم.
وقال العباس: “الأسعار رمزية جدا وتشجيعية لأن هدفنا ليس ربحيا وإنما احتواء شريحة كبيرة أيام الصيف في منشأتنا فرسم الدخول اليومي للعسكري 150 ليرة وللمدني 200 ليرة وبالنسبة للمدرسة الصيفية 5000 ليرة شهريا حيث يشرف عليها مجموعة من المدربين والمنقذين الذين نخضعهم لدورات تدريبية متطورة قبل كل موسم وهناك فحوصات دورية للتأكد من نظافة وتعقيم وفلترة المياه”.
وأضاف العباس: إنه تم افتتاح مركز سباحة تدريبي بإشراف عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام لبنى معلا في المسبح المغلق 33 م هدفه اكتشاف المواهب المميزة لرفد منتخباتنا الوطنية موضحا أن النادي خرج معظم أبطال سورية في السباحة أمثال فراس معلا وصالح محمد وبيان جمعة وهشام المصري.
أما رئيس نادي النضال مازن حلاق فقال: إن “مسبح ناديه يتألف من حوضين واحد للكبار وآخر للصغار وهو مستثمر بعقد لمدة خمس سنوات بمبلغ قدره ستة ملايين ليرة سنويا توظف في دعم الألعاب الأخرى” مشيرا إلى أن أبناء النادي من فرق العاب القوى والقدم يدخلون المسبح بشكل دوري لأداء بعض التمارين الخاصة أما فريق السباحة فيخضع للتمرين في المركز الوطني للسباحة في مسبح تشرين.
ورأى حلاق أن هناك متابعة مستمرة من إدارة النادي لوضع المسبح من حيث نظافة المياه ونسبة الكلور والفلترة إضافة إلى النظافة العامة مبينا أن أسعار الدخول تعد من أرخص المسابح نظرا للأسعار الرائجة حيث أن سعر بطاقة الدخول للكبار 1000 ليرة وللصغار 500 ليرة.
وأشار رئيس نادي قاسيون العميد فايز الباشا إلى أن مسبح النادي يخضع للاستثمار منذ مطلع حزيران 2012 وينتهي مطلع أيلول 2021 بقيمة خمسة ملايين ليرة وبعد تسوية بعض الاجراءات أصبح ستة ملايين ليرة موضحا أن هناك مدرسة للسباحة لكنها خاصة بالمستثمر وأسعار الدخول تتراوح بين 1000 و1500 ليرة.
وأضاف الباشا: إنه بنهاية العقد ستكون هناك خطة تطويرية للعمل في المسبح من حيث التحسينات اللوجستية والكوادر الفنية بحيث يصبح بمواصفات المسابح الدولية ما يؤهله لاستضافة البطولات إضافة إلى إدخال ريوع مادية إضافية إلى خزينة النادي لدعم بقية الألعاب.
رئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة رأى أن أسعار الدخول إلى المسابح التابعة للاتحاد مناسبة للجميع مقارنة بالمسابح الأخرى وهي مفتوحة لجميع المواطنين إن كانوا رياضيين أم هواة مشيرا إلى أن صيانة مسبح الجلاء لن تنتهي هذا الموسم لأنه منذ إنشائه عام 1975 لم تتم له عملية صيانة بشكل كامل إنما بشكل جزئي ما استدعى القيام بعملية صيانة كاملة لغرف الكلور والفلاتر واستبدال الحديد المهترئ الذي يؤدي إلى تسرب المياه في البرك الثلاث داخل المنشأة وفي الموسم القادم ستتم عملية صيانة كاملة لمسبح الفيحاء حسب الخطة الاستثمارية للاتحاد الرياضي كما تم تفريغ مياه مسبح تشرين بشكل كامل لإعادة تعبئته من جديد وخلال يومين سيكون جاهزا لمتابعة أنشطته في المركز الوطني والمدارس الصيفية التابعة له.
وأضاف اللواء جمعة: إن الاتحاد يقوم بالإشراف على المدربين والمنقذين وإقامة دورات تأهيلية وتدريبية لهم كما تقوم لجنة خاصة بزيارات ميدانية للمسابح للتأكد من توافر المنقذين الحاصلين على الرخص النظامية والعدد الكافي منهم لكل مسبح مبينا أن مجالس المحافظات ومديريات الصحة هي المسؤولة عن نظافة وسلامة المسابح من ناحية تعقيم المياه وفلترتها حيث يتم سحب عينات لتحليلها من الناحيتين الجرثومية والكيميائية.
وحول مسابح الأندية المستثمرة أوضح رئيس الاتحاد أن الأندية من حقها تأمين موارد مالية لها لأن القانون رقم 8 لعام 2014 الناظم للحركة الرياضية في سورية أجاز لها تأمين موارد مالية من استثمارات المنشآت التي تملكها لتدعم بها ألعابها وبالمجمل فإن أسعار مسابح الأندية مثل النضال وقاسيون وبردى والمجد والوحدة وغيرها مناسبة ومقبولة بالمقارنة مع مسبح مدينة الشباب أو المسابح الخاصة.
