خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
المؤسف أن تصل الخلافات الشخصية بين مدير أحد أهم المؤسسات الإعلامية في سورية والمدراء في مؤسسته إلى حد القطيعة والاكتفاء بمخاطبتهم عن طريق الورقيات أو عن طريق مدير مكتبه، هذه القطيعة حصلت حسب ما علمت «سيريانديز» نتيجة وشايات من بعض الأشخاص الذين يصغي لهم المدير ، وعدم الرضى من قبل أمناء التحرير والمحررين من النهج الذي يتبعه مدير المؤسسة والتعامل معهم كموظفين تقليديين بما لا يتناسب مع خصوصية العمل الإعلامي مما أثر سلباً وبشكل ملحوظ على أداء تلك المؤسسة .
ربما هذه الحالة تنطبق في الوقت الراهن على الكثير من المؤسسات بعضها يظهر للنور والآخر يبقى طي الكتمان، ولكن أسوأ أنواع تلك الخلافات ما ينتج عن ضعف في شخصية المدير أو إمكانياته أو خوفه على منصبه من منافسة أشخاص قد يعتقد أنهم أجدر منه .
وهنا لا نريد أن نقف مع طرف لصالح آخر ولكن نتساءل إلى أي حد يمكن أن تؤثر الخلافات الشخصية بين المدير والإعلاميين العاملين في المؤسسة التي يديرها ، والعمل كل بمفرده على سير العملية الإعلامية في مؤسسات القطاع العام والخاص على حد سواء في هذه الفترة المفصلية التي تمر بها البلاد والتي هي بحاجة لكل خبراتها والعمل بروح الفريق الواحد ..؟؟
وهل مؤسساتنا الإعلامية ترقى لروح الفريق الواحد في عملها ؟
«سيريانديز» استطلعت آراء بعض الإعلاميين العاملين في القطاعين العام والخاص للإجابة على تلك التساؤلات :
الإعلامية إيمان حمدي مقدمة برامج في قناة سورية دراما قالت: روح الفريق الواحد لها تأثير ليس بالقليل حتى لا يفقد العمل الروح المرجوة منه ، أما بالنسبة للمرؤوسين في الكثير من المؤسسات يعملون على مبدأ (أعمل جيداً وبجد أو أتكاسل واستسهل) فالأمر سيان عند المدير لأنه على قناعة أن كل ما يقدمه سيكون بنظر المدير لاشيء وخصوصاً إذا كان المدير من النوعية التي تحكم على شخص ولا تعدل رأيها مهما حصل، وبالمحصلة كل ذلك له تأثير على نجاح العمل أو فشله، و المتلقي أو المشاهد أصبح واعٍ وناقد حاضر دائماً لأي شاردة وواردة، وبالنسبة للمؤسسات الإعلامية إن كانت ترقى لروح الفريق الواحد فالتعميم لا يصح هما وهناك اختلاف بين مؤسسة وأخرى.
الصحفي أخيل عيد مدير المكتب الإعلامي بوزارة النفط قال: دون شك عمل الفريق الواحد يشترط صفات معينة في العلاقة بين مدير الفريق والأعضاء إذ من الممكن أن تكون هناك خلافات في إدارة المشاكل ولكن القرار يبقى للمدير ، ولكن عندما تكون الخلافات شخصية لا علاقة لها بالعمل أو تنافسية فيما يتعلق بالشخوص والكرامات فسيكون هناك قوة هدامة كبيرة من كل الأطراف من أجل تجيير القوى لمصلحة الخلاف لا لمصلحة الهدف، وعليه فإن مدى ثقافة وموهبة المدير هو الذي يحد كم الانجاز فلا تتوقع من مدير جاهل يقود موظفين أكثر كفاءة منه أن يحقق شيئاً ذا قيمة.
متابعاً: مؤسساتنا العامة مصابة بأمراض المحسوبية في اختيار المدراء ولوثة قانون العاملين الموحد التي لا تتيح تنمية العمل وجهل القائمين بأهمية الأهداف الضرورية نتيجة محدودية ثقافتهم وقلة اطلاعهم، أما الخاصة فلا ترقى إلى مصافي المؤسسات الاعلامية وهي غالباً لا تعطي قيمة فعلية لموظفيها وتصاب بنفس أعراض القطاع العام أحياناً وإن كان هناك بعض النجاحات تلمسها في بعض المؤسسات الخاصة مثل شام FM يقابلها في القطاع العام نجاح في حالة إذاعة سوريانا وتمثل فيها شخصية المدير المحبوب لب المسألة.
الإعلامية رحاب الإبراهيم رئيسة قسم الاقتصاد في جريدة تشرين قالت : العلاقة بين المدير والاعلاميين تؤثر كثيراً على عملهم، فبقدر ما تكون هذه العلاقة قائمة على الاحترام والمهنية والعمل بعيداً عن أي شخصنة يؤدي ذلك إلى إيجاد منتج جيد، ومن خلال التزام الإعلاميين بسوية جيدة من المقالات بحيث لا يشعر الإعلامي أنه في صراع مع إدارته ويكره العمل ضمن المؤسسة التي ينتمي إليها ، لذا يبذل جهده في إنتاج نوعي طالما أنه يعيش ضمن علاقة جيدة ومهنية مع إدارته متناسياً ظروف العمل السيئة في الحصول على المعلومة وقلة مدخوله، واذا حصل العكس تراه غير مرتاح في العمل داخل مؤسسته و يفقد ولاءه للمؤسسة الاعلامية التي ينتمي إليها.
وتابعت: حالياً نرى هذا المثال في جريدة تشرين، فرئيس التحرير شخص متفهم لهموم الصحفيين وتجمعه علاقة جيدة مع الزملاء الذين يعملون نوعاً ما بطريقة جيدة بمحبة وتقدير له، ولكن هذا لا يعني أن منغصات المهنة لاتؤثر على الأداء كقلة المردود، فمهما سادت روح الفريق ضمن المؤسسة إذا لم تتوافر عوامل أخرى كتحسين رواتب الصحفيين سيبقى الأداء منقوصاً.
وبالنسبة للسؤال الثاني قالت: هذا موجود طبعاً في المؤسسات الإعلامية وغيرها ويخلق بيئة عمل غير مريحة تنعكس على المنتج النهائي، وبالمحصلة الخلل الإداري يكمن في اختيار مدير ضعيف، والأداء الجيد يتطلب مديراً ناجحاً ذو كفاءة وخبرة وليس وجوده معتمد على المحسوبيات والواسطة ما يجعله في حالة قلق دائم وخوف على منصبه لذا يعتمد على أساليب وسبل تعزز مكانته وبقائه في منصبه دون النظر إلى تحسين الأداء وجودة المنتج عبر إبعاد الكفاءات وتقريب أمثاله من الكوادر الضعيفة كسباً للولاءات.