خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
لم يكن يعلم القاطنين في حي مزة 86 الدمشقي أن الـ 175 مليون ليرة التي خصصتها الحكومة مؤخراً لتحسين الخدمات في الحي المكتظ بالسكان ستكون نقمة عليهم لا نعمة وأن تفاؤلهم بتحسين الواقع الخدمي الرديء سيزول بواقع أكثر رداءة بمجرد البدء بأعمال الصيانة .
تزامن الحفر العشوائي للطريق الرئيسية لتمديد كابلات كهربائية في حي المدرسة الذي ينفذه أحد المتعهدين مع افتتاح المدارس، طريقة بدائية في التنفيذ حيث تقوم الآليات بالحفر ورمي البقايا على جانبي الطريق الضيق بالأصل وإبقاء مسافات طويلة على شكل خنادق دون ردمها، وما يلفت الانتباه ذلك الخندق الطويل الذي تم تركه أمام المدرسة تحديداً للأسبوع الثاني على التوالي ، الأمر الذي صار مصدر قلق للأهالي على أطفالهم ، وأيضاً تسبب في حالات اختناق مروري متكررة وتعطل للحركة التجارية في المنطقة ، دون معرفة أسباب توقف عمليات الحفر أو الردم على الأقل.
حالة من الاستياء عبر عنها الأهالي في الحي قائلين لـ «سيريانديز»: المتعهد ينفذ أعمال الصيانة ببطء شديد ومتعمد، وعماله يهربون قبل الثانية عشر ظهراً كل يوم ، ويتركون الأمور على حالها من آليات وحفريات، بتنا نضطر لإيصال أطفالنا بأنفسنا إلى المدرسة وانتظارهم في نهاية الدوام حتى لا يقعون في تلك الحفر التي قد تسبب أذى كبير، مضيفين: في بعض الأوقات من النهار تحدث اختناقات مرورية كبيرة خارجة عن الإرادة نتيجة ضيق الطريق وكثرة الأتربة على جانبيه، وقال أحدهم: نحن مقبلون على فصل الشتاء وبقاء هذه الحفر والأتربة سيكون كارثي فيما لو تساقط المطر...!!!
وقال آخرون : اتركوا الأمور على حالها وإذا كان تحسينها بها الشكل لا نريده .
عضو مجلس المحافظة قيس عباس أكد لـ«سيريانديز» أن المتعهد بطيء جداً وغير ملتزم في تنفيذ شروط التعاقد وقد تم وضع محافظ دمشق بشر الصبان بصورة الموضوع ، منوهاً أن مدير الصيانة في المحافظة يكاد يكون مقيم في الحي لمتابعة أعمال الصيانة ، لافتاً إلى أن المتعهد في هذه الظروف « يتدلل » على راحته ولا نستطيع إلزامه بشيء ، بينما قبل الأزمة كان الوضع مختلف وكنا قادرين على فرض شروطنا على أي متعهد وإلزامه بتنفيذها بأسرع وقت وإلا يتعرض للعقوبات .
يشار إلى أن الحكومة خصصت منذ فترة 175 مليون ليرة لتحسين الخدمات وزعتها على 50 مليون ليرة لصيانة وتزفيت وصيانة الأرصفة ، و 30 مليون ليرة لإعادة تأهيل بعض شبكات الصرف الصحي ، و 30 مليون ليرة لإعادة تأهيل شبكة الإنارة المتضررة ، إضافة إلى استئجار آليات صغيرة لدخول كافة الأزقة والحارات الضيقة بكلفة تقديرية /35/ مليون ليرة، واستئجار بوكات ودنابر لترحيل الأنقاض من جانب الحاويات بكلفة تقديرية /30/ مليون ليرة.