دمشق- سيريانديز
مشفى “شهبا” هو الوحيد على الطريق السريع بين محافظتي دمشق والسويداء ما يعطيه قيمة مضافة لكونه اقرب نقط الاسعاف على الطريق الحيوي إضافة لدوره المأمول “لدى وضعه في الخدمة” في التخفيف من الضغط الحاصل على المشفى الوطني بالسويداء ولا سيما بعد ازدياد التعداد السكاني في المدينة والقرى التابعة لها نتيجة الهجرة الوافدة إليها بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية.
العمل في المشروع بدأ منذ عام 2003 لكن المشفى لم يدخل الخدمة حتى الآن رغم تتالي الوعود منذ عام 2010 بتسليم المشفى ووضعه في الخدمة من قبل جميع الأطراف المشرفة والمعنية به والأهالي ما زالوا في انتظار التنفيذ ولا يهمهم كثيرا القول ان تلك الجهة أو غيرها هي من تتحمل المسؤولية عن التأخير ولسان حالهم يقول انتظرنا سنوات ولا مانع أن ننتظر شهورا وسط تقاذف المسؤوليات والتبريرات بتأخر بعض عقود التركيب مثل شبكة الغازات أو نتيجة توقف العمل بالمشروع بداية الأزمة التي تتعرض لها سورية كون فروقات الأسعار أثرت على صرف العقود المبرمة للتنفيذ.
مديرية صحة السويداء رفضت خلال السنوات الماضية عدة عقود لتركيب شبكة الغازات الطبية بحجة أن أسعار العقود مرتفعة ما جعلها بنظر المواطنين أحد المساهمين في تأخير التنفيذ إلا أن وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أعلن الأسبوع الفائت خلال زيارته محافظة السويداء مع وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أنه “تم الاتفاق مع شركة البناء والتعمير المشرفة على المشروع لإدخال مشفى شهبا حيز العمل مع بداية العام القادم”.
كلام وزير الصحة يشير إلى أن قضية شبكة الغازات “موضع الخلاف” سيتم حلها وهو ما لحظته كاميرا سانا خلال رصدها واقع الأعمال المنتهية في المشفى حيث تصادفت زيارة فريق سانا للمشفى منذ عدة أيام مع وصول المشرفين على عقد شبكة الغازات من مديرية الصحة إلى المشفى للبدء فعلياً بتنفيذه بعد سنوات من الانتظار.
المهندس علي حسن مدير فرع المنطقة الجنوبية بالشركة العامة للبناء والتعمير الذي أشرف على المشروع منذ آذار الماضي أوضح لمندوبة سانا أن المشفى من العقود القديمة واستغرق زمناً طويلاً لعدة أسباب لكن منذ استلام الشركة للمشروع بداية العام الحالي كانت توجيهات الوزارة وإدارة الشركة بـ”إنهاء المشاريع الخدمية الضرورية للمواطنين ولا سيما ذات العقود المبرمة تحت أي ظرف كان” وخاصة بعد حل مشكلة التوازن السعري.
ويدلل حسن على جدية الوزارة بالإشارة إلى الإقلاع بعدة مشاريع مهمة بينها مشاريع السكن الشبابي والمشافي ومنها مشفى قطنا الذي تم تسليمه ووضع في الخدمة عام 2016 ليصل إلى مشفى شهبا الذي تضاعفت الجهود لإنهاء كل عقوده حتى شهر تموز الماضي مضيفاً “في تموز رفعنا كتابا أوليا بإنهاء العمل بكل العقود ما عدا عقد شبكة الغازات وتم إيفادنا ببعض الملاحظات لاستدراكها وهو ما قمنا به لاحقاً”.
واعتبر حسن أن ما قامت به الشركة خلال عام 2017 اختصر أعمال السنوات الماضية وذلك نتيجة “تصميم فريق العمل على إنهاء المشروع بوقت زمني محدد” مبيناً أن أعمال كل العقود الفنية والميكانيكية والكهربائية والإكساء أصبحت منتهية ومع نهاية العام يكون تركيب شبكة الغازات منتهياً ويصبح المشفى “بيد مديرية الصحة” التي تترتب عليها المرحلة الثانية بالتجهيز.
ويتكون المشفى من ثلاثة طوابق بمساحة طابقية تبلغ 220 مترا مربعا وقبو ويخدم نحو 150 ألف مواطن من 34 قرية في منطقة شهبا إضافة للأسر الوافدة ويتسع المشفى وفق العقد لـ 60 سريرا لكن نتيجة المساحات الواسعة التي يتمتع بها حسب تصميمه الأفقي فإنه من الممكن أن يحتوي على أكثر من 100 سرير وفق المهندس حسن.
وأوضح حسن أن القيمة الإجمالية المصروفة للعقد بلغت نحو 600 مليون ليرة سورية إضافة لعقد الغازات المستقل الذي لم يتم صرفه والبالغة قيمته 350 مليون ليرة أي أن القيمة الإجمالية لعقود بناء المشفى نحو مليار ليرة سورية عازياً سبب عدم ارتفاع تكلفة البناء بمبلغ أكثر من ذلك كون “القسم الأكبر منه نفذ قبل حدوث تضخم الأسعار”.
ويشمل المشفى أقساماً للأطفال والإسعاف والولادات وغرف التجهيزات الميكانيكية ووحدات المعالجة المتضمنة “المراجل والحراقات والمداخن” والتي تم تجريبها مؤخراً حسب المهندس حسن للتأكد من جهوزيتها للعمل كما قام الكادر الفني بتغليف الأنابيب بقماش عازل للحرارة ودهنها بألوان مختلفة تميزها “خطوط باردة أو ساخنة” لسهولة العمل وقال.. “واجهنا صعوبة مضاعفة في هذا القسم لكون الآلات مركبة منذ أكثر من 6 سنوات ونتيجة عدم استخدامها ترتب علينا إعادة صيانتها وضبطها”.
مساعدة المهندسة هديل فخر بينت أن “من يشاهد المشفى سابقا والإنجاز الذي حدث فيه خلال هذا العام يلاحظ الفرق الكبير في نسب الإنجاز” مؤكدة انه تم الانتهاء من أعمال الدهان وجلي البلاط وعزل الواجهات والأسطح والأسقف المستعارة ببعض الأقسام وأن الشركة قامت بتركيب أبواب مقواة ومثبتة بالحديد مناسبة للأجواء الشتائية القاسية في محافظة السويداء.
بدورها أشارت المهندسة عفراء عمشة إلى أن هذه الأعمال تم تسليمها للجان الإشراف بعد تجريب كل المنظومات للتأكد من جهوزيتها للعمل لافتة إلى أن العمل في بناء سكن الأطباء بجانب المشفى انتهى وهو يتكون من 3 طوابق وقبو و6 شقق كبيرة.
يبدو أن جدية التنفيذ في المرحلة الأولى من المشفى وضعت دعائمها على أرض الواقع مع انتهاء الأعمال البنائية والإنشائية … فهل يدخل مشفى شهبا الحكومي حيز الأشغال والاستثمار من مديرية الصحة مع بداية عام 2018 مع العلم ان تأمين التجهيزات الطبية وعقودها يجب أن يبدأ الآن كي لا يخيب أمل المواطنين من جديد بتأخر افتتاح المشفى لسنوات أخرى إذا تأخرت عقود التجهيزات الطبية.