دمشق- سيريانديز
تتنوع محاور المؤتمر السنوي الثاني عشر للرابطة السورية لأمراض جهاز الهضم والتغذية عند الأطفال الذي بدأ اليوم في فندق الداماروز بدمشق بين مستجدات تشخيص وتدبير الأمراض والاضطرابات الهضمية والبدانة لدى الأطفال.
ويتضمن الجدول العلمي للمؤتمر 20 محاضرة موزعة على مدى يومين لأطباء وممارسين من مختلف الاختصاصات.
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أشار نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر الحسن إلى أن المؤتمر هو النشاط العلمي الـ 56 للروابط الطبية التخصصية بالتعاون مع النقابة منذ بداية العام الجاري ويتناول موضوعا “مهما” يرتبط بضمان البناء الجسدي والذهني السليم للأطفال.
بدورها لفتت رئيسة الرابطة السورية لأمراض جهاز الهضم والتغذية عند الأطفال الدكتورة نهلة الخياط إلى أن الرابطة منذ تأسيسها عام 2000 تحرص على تنظيم الندوات والمؤتمرات النوعية والدورات التدريبية في مختلف المحافظات بهدف الوصول إلى جميع الكوادر الطبية المعنية بمجال أمراض الأطفال لجهة اكتساب خبرات جديدة وتبادلها وبما ينعكس إيجابا على نوعية الخدمة الطبية المقدمة.
وفي الجلسة الأولى بين اختصاصي الأمراض الهضمية الدكتور رائد أبو حرب أن أبرز طرق الإصابة بالتهاب الكبد “سي” يأتي عن طريق نقل الدم أو استخدام أدوات حادة غير معقمة مشيرا إلى عدم وجود لقاح للمرض وأن العلاجات الحديثة مرتفعة التكلفة لكنها “حققت نتائج إيجابية في الشفاء منه” ومتمنيا العمل لتأمين هذا العلاج في سورية.
من جانبها أشارت اختصاصية أمراض الأطفال الدكتورة هدى داوود إلى أن التهاب الكبد “ايه” هو الأكثر انتشارا مقارنة بالأنواع الأخرى مبينة أن اللقاح المضاد له غير مدرج في برنامج التلقيح الوطني وهو ما يجب العمل عليه لضمان صحة المجتمع ولا سيما في الظروف الراهنة.
بدورها أكدت مديرة مركز جامعة دمشق لنقل الدم الدكتورة علياء الأسد أن مراكز نقل الدم في سورية تقوم بإجراء تحاليل عدة من أجل سلامة الدم حيث تستقبل بنوك الدم سنويا 300 ألف متبرع وتزود وزارة الصحة بالإحصائيات الخاصة بحالات التهاب الكبد المكتشفة عند فحص الدم مشيرة إلى أن الوزارة أدخلت منذ عام 1993 لقاح التهاب الكبد “بي” ضمن البرنامج الوطني للتلقيح لتكون “سورية من أوائل الدول في هذه الخطوة التي ساهمت بتراجع عدد الإصابات بشكل كبير”.
وفي الجلسة الثانية تحدث طبيب الأطفال الدكتور راتب شحود عن القلس المعدي المريئي عند الأطفال المصابين بإعاقة عصبية مؤكدا ضرورة الكشف المبكر عنه لتجنيب الطفل اختلاطات يصعب علاجها ومبينا أن دراسات عملية في المشافي السورية أظهرت ان 82 بالمئة من الأطفال ذوي الإعاقة العصبية يعانون القلس المعدي المريئي.
من جهته ركز الدكتور جابر محمود في محاضرته على الداء الزلاقي كمرض هضمي يسبب مشاكل قصر القامة وفشل النمو لدى الاطفال مبينا أن الحمية الغذائية الخاصة تسهم بنجاح العلاج بنسب عالية.
وفي تصريح لـ سانا نوه رئيس لجنة الإشراف على الروابط العلمية في نقابة أطباء سورية الدكتور أديب محمود بأهمية المؤتمر لجهة عرض الدراسات المحلية الحديثة وما استجد في تشخيص وتدبير أبرز أمراض الأطفال.
مدير عام مشفى الأطفال بدمشق الدكتور مازن حداد أشار إلى أن ظروف الأزمة أسهمت بزيادة انتشار بعض أمراض الأطفال ولا سيما الانتانات الصدرية والهضمية مبينا أن 20 إلى 30 بالمئة من الأطفال الذين يراجعون المشفى يشكون اضطرابات هضمية.
واعتبرت اختصاصية أمراض الأطفال الدكتورة نوال الساطي أن الاعتناء بالنظافة والاهتمام بالبيئة والصحة العامة تشكل أسس الوقاية من أمراض الأطفال مشيرة إلى أن توفر أدوية الأطفال المنتجة محليا “يعد مقبولا قياسا إلى ظروف الحرب التي تتعرض لها سورية”.
ويرافق المؤتمر معرض للأدوية والأغذية الخاصة بالأطفال ويتابع في اليوم الثاني منه مناقشة مستجدات التدبير الجراحي للآفات الهضمية والأسس الرئيسة في تغذية الأطفال المصابين بالركودة الصفراوية واختلاطات البدانة والحمية الغذائية.