حلب- سيريانديز

جامعة حلب العريقة التي صمدت خلال الحرب الإرهابية التي تشن على سورية وتابعت القيام بمهامها بدعم رسمي كبير وتمكنت من تخريج كفاءات كبيرة في كل الاختصاصات الجامعية كانت محور اهتمام الوفد الحكومي برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء الذي اجتمع اليوم مع رئيس وأعضاء مجلس الجامعة والمعنيين فيها واطلع على الصعوبات والتحديات التي تواجه الكوادر التدريسية والطلبة وسير العملية التعليمية.

وفي كلمة له بمستهل اللقاء في مقر رئاسة جامعة حلب أشار رئيس الجامعة الدكتور مصطفى أفيوني إلى الدعم الحكومي الكبير المقدم للجامعة على كل المستويات مبينا أنه عقب الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري بالمحافظة وحالة الأمان والاستقرار التي عمت مدينة حلب ازداد عدد الطلبة المسجلين بالجامعة عن الاعوام السابقة وبلغ 120 ألف طالب وطالبة توزعوا على 19 كلية و10 معاهد عالية وتقانية.

ولفت أفيوني إلى أن الجامعة مصممة على القيام بواجباتها تجاه الطلاب والطالبات ومواصلة العملية التدريسية رغم وجود نقص وتسرب في الاساتذة والكوادر الفنية مبينا في سياق متصل أنه سيتم خلال العام الجاري إعادة الصيانة الشاملة للمدينة الجامعية في حلب وستكون هناك ثلاث وحدات جامعية جاهزة للسكن قريبا.

وأكد أفيوني أن الجامعة تسهم بشكل فعال وكبير في مرحلة إعادة الإعمار والبناء بمدينة حلب حيث قدمت العديد من مشاريع الإعمار التي تلاقي اهتماما كبيرا عليها من العديد من الجهات الحكومية والخاصة.

وفي مداخلاتهم دعا عدد من أعضاء مجلس الجامعة وعمداء الكليات والاساتذة الجامعيين المشاركين في الاجتماع إلى استصدار إجراءات وقوانين تشجع الشباب على العودة للدراسة في الجامعة وتطوير ودعم مخابر وقاعات البحث العلمي ورفدها بالتجهيزات المخبرية الحديثة.

وأكد المشاركون بالاجتماع أن العملية التدريسية تسير في الاتجاه الصحيح ويجب التركيز على التعليم التقاني لأنه يلبي متطلبات سوق العمل داعين إلى زيادة التعويضات الممنوحة للمدرسين وافتتاح شعبة لنيل الدكتوراه في كلية الطب البشري وفتح المجال أمام التعليم المسائي ودعم الانشطة والفعاليات الطلابية.

من جانبه رئيس مجلس الوزراء دعا مجلس الجامعة إلى تطوير آلية عمله الذي يمثل النواة الحقيقية لاعداد الطلبة ورسم استراتيجية حقيقية لاعادة بناء الطلاب الجامعيين وفقا لكل مؤهلات التنمية البشرية بما تتضمن من قيم وثقافة وتربية.

وفيما يتعلق بإعادة بناء الإنسان وتسليحه بالقيم والمبادئ أكد المهندس خميس ضرورة وجود رؤية واضحة لدى المؤسسات التعليمية في إعادة بناء الانسان بما يضمن التكامل في العملية التنموية واهمية الحفاظ على السوية العلمية والبنى التحتية للجامعات والتركيز على البحث العلمي فيها مشيرا إلى الدور الكبير لجامعة حلب في تعزيز صمود اهالي حلب وتكاملهم مع بواسل الجيش العربي السوري في صنع الانتصار.

وجدد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على ضرورة تبني خطط استراتيجية مستقبلية للوصول إلى بناء سليم لفكر الطلاب وتطوير وتوسيع عمل مجلس الجامعة ليشمل كل الجوانب الادارية والبنى التحتية ومراجعة المناهج والوسائل التعليمية وآليات التدريس واجراء الابحاث وتقييم وضع الجامعة للنهوض به واستعادة ألقها أسوة بالجامعات المتميزة في العالم.

ونوه المهندس خميس بالدور الذي تقوم به جامعة حلب التي تمثل صرحا علميا كبيرا يتسم بتاريخ من العطاء ساهمت خلاله ببناء سورية ولم تتوقف العملية التعليمية فيها رغم كل المتغيرات خلال السنوات السبع الماضية وتغلبت على مفرزات الازمة من نقص الكوادر التعليمية وغيرها.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية تطوير البحث العلمي وتقديم المزيد من المشاريع الهندسية والتصميمية التي تسهم في مرحلة إعادة الإعمار والبناء والعمل على مقومات التنمية البشرية التي تمثل داعما أساسيا للاقتصاد الوطني لافتا في هذا الاطار إلى انه تم وضع برنامج عمل زمني لاعادة بناء حلب بكل مكوناتها وفق الاولويات والامكانيات المتاحة.

وشدد المهندس خميس على ضرورة تكاتف الجهود بين كل الجهات المعنية والوزارات والهيئات والمنظمات المختصة سعيا لتطوير الفكر ووضع برامج لاعادة بناء المجتمع بشكل سليم.

وبناء على مطلب من مجلس الجامعة قرر المهندس خميس تشكيل لجنة تضم ممثلين عن محافظة حلب والجامعة والجهاز المركزي للرقابة المالية والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش لتوصيف الواقع الراهن في بناء كلية الصيدلة من الناحية التصميمية واعداد تقرير بذلك تجري المصادقة عليه من وزارة التعليم العالي ثم التعاقد مع أي شركة إنشائية تابعة لوزارة الاشغال العامة والاسكان لاستكمال أعمال البناء في الكلية.

من جانبه أوضح وزير التعليم العالي الدكتور عاطف النداف أن الوزارة تعمل على وضع خطط واستراتيجيات للارتقاء بمستوى التعليم العالي في الجامعات والمعاهد ومن ضمنها جامعة حلب التي تحظى باهتمام ودعم حكومي كبير مبينا أن الحكومة في إطار دعمها للجامعات في سورية وافقت على كل ما تقدمت به وزارة التعليم العالي من طلبات واحتياجات تصب في مصلحة العملية التعليمية.

ولفت الوزير النداف إلى أن الوزارة ستعلن في المرحلة القادمة مسابقة لسد الشواغر والاحتياجات في أعضاء الهيئة الفنية بالجامعات.

والتقى رئيس مجلس الوزراء والوفد الحكومي المرافق خلال جولة له في حرم جامعة حلب عددا من الطلاب والطالبات من مختلف الكليات والمعاهد واستمع إلى آرائهم حول الواقع التعليمي وملاحظاتهم حول المخابر والقاعات الامتحانية والتدريسية.

شارك في الاجتماع وزراء الاشغال العامة والاسكان المهندس حسين عرنوس والسياحة المهندس بشر يازجي والموارد المائية المهندس نبيل الحسن ومحافظ حلب حسين دياب.

برنامج عمل مشترك بين وزارة الأشغال وجامعة حلب

وعقب لقاء الوفد الحكومي برئاسة المهندس خميس مع رئيس وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.

وقعت وزارة الأشغال العامة والإسكان وجامعة حلب اليوم برنامج عمل مشترك بهدف التعاون في مجالات التدريب والتأهيل العلمي والدراسات العليا والتعاون في مجالات الاستشارات والدراسات الهندسية العلمية والفنية وإعادة الإعمار.

البرنامج الذي تم توقيعه اليوم في جامعة حلب يهدف إلى تحقيق الاستفادة والمنفعة المتبادلة من الامكانات والخبرات العلمية المتوافرة لدى الطرفين وخصوصا في تدوير مخلفات الهدم والركام وإعادة الإعمار.

وبموجب البرنامج فإن الوزارة تلتزم بالتعاون لتحديد وتوصيف مجالات العمل الاستشارية والتطوير الهندسي الفني وتنظيم العقود في مجالات العمل المتفق عليها مع الجامعة.

ونص البرنامج على التزام الوزارة بإتاحة الامكانيات للجامعة لتنظيم زيارات اطلاعية لمشاريع الوزارة وخاصة في مشاريع اعادة الاعمار والبنى التحتية والاستفادة من التجهيزات والاليات الموجودة والاطلاع على منهجيات التنفيذ بينما تلتزم الجامعة بإتاحة الامكانيات للوزارة للاستفادة من مخابرها والتعاون لتحديد وتوصيف مجالات العمل الاستشارية وتنظيم عقود العمل مع الوزارة.

وتلتزم الوزارة بتنفيذ برنامج تدريب لطلاب الكليات الهندسية لمدة اقصاها ثلاثة اشهر ويلتزم الطالب خلال فترة التدريب بالدوام لدى الجهة صاحبة المشروع وينفذ المهام الموكلة إليه لقاء أجر شهري يحدد باتفاق الطرفين كما يتضمن البرنامج ان تقدم الوزارة المساعدة في تنفيذ مشاريع طلاب الجامعة للكليات الهندسية بعد الاتفاق مع الطالب والمشرف على موضوع محدد للمشروع.

وتسهم الوزارة في برامج تشغيل الخريجين وتوفير فرص عمل تتناسب مع كفاءتهم واختصاصاتهم اضافة للتعاون والمساهمة بين الجانبين لوضع وتطوير مناهج الدراسة والتدريب للمعاهد المتوسطة ومراكز التدريب المهني التابعة للوزارة.

ونص البرنامج على التعاون بين الطرفين في مجال الدراسات العليا حيث تسهم الوزارة بطرح مواضيع بحث علمي والتعريف بها على مستوى الماجستير والاشراف عليها والتعاون بما يتوافق مع اولويات قطاع البناء والتشييد الهندسي في سورية وتلتزم الجامعة بوضع أولويات التدريس في برامج الدراسات العليا بما يتناسب ويتلاءم مع حاجات الوزارة وتوفر كل ما يلزم لمتابعة ونجاح العمل في مشاريع البحث العلمي المتفق عليها والعمل على مشاركة الوزارة في الاشراف ومتابعة طلاب الدراسات العليا.