دمشق- سيريانديز
اطلع السفير الصيني بدمشق تشي تشيانجين وممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية اليزابيث هوف خلال زيارتهما اليوم إلى الهيئة العامة لمشفى المواساة الجامعي بدمشق على واقع الخدمات العلاجية والطبية المقدمة للمرضى في قسم الإسعاف المركزي الذي تمت إعادة تأهيله وافتتاحه مؤخرا بالتعاون المشترك بين الجانبين بكلفة بلغت نحو 400 ألف دولار أمريكي.
وأوضح السفير الصيني أن إعادة تأهيل قسم الإسعاف في المشفى تأتي في إطار تنفيذ مشروع منظمة الصحة العالمية الرامي إلى معالجة العواقب الصحية للمتضررين والمهجرين جراء الأزمة في سورية ودول أخرى في المنطقة وتوفير خدمات الرعاية الصحية لهؤلاء وتحسين نوعيتها وجودتها حيث قدمت الحكومة الصينية للمنظمة عام 2017 منحة نقدية بقيمة مليون دولار أمريكي مساعدات طارئة لدعم هذا المشروع.
وأشار السفير الصيني إلى أن حكومة بلاده وقعت مع الحكومة السورية خلال العام الماضي ثلاث اتفاقيات تتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية بكلفة إجمالية تجاوزت الـ 40 مليون دولار أمريكي مبينا أن الجانبين سيبحثان قريبا تنفيذ العديد من المشروعات بما في ذلك تطوير إمدادات الكهرباء والنقل العام.
وجدد السفير الصيني تأكيد حرص بلاده وسعيها الدائم والمستمر لتقديم كل ما يلزم من دعم ومساعدات للشعب السوري في جميع المجالات الصحية والإنسانية والعلمية والاقتصادية والسياسية وتبادل الخبرات المشتركة سواء من خلال التعاون الثنائي المشترك أو من خلال التعاون مع المنظمات الدولية منوها بمتانة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين وضرورة تعزيزها خلال المرحلة القادمة.
من جانبها شكرت هوف الحكومة الصينية على دعمها الدائم للمنظمة ولفتت إلى أهمية مشروع تأهيل قسم الإسعاف الذي يستقبل يوميا نحو 500 مريض من مدينة دمشق ومختلف المحافظات والمناطق التي يصعب الوصول إليها مبينة أن عملية التأهيل استغرقت نحو ستة أشهر وشملت إعادة تأهيل البنية التحتية للقسم من كهرباء ومياه وتدفئة وأثاث إضافة إلى تأمين التجهيزات الطبية والمستلزمات الفنية الضرورية وتأهيل غرف العمليات والإسعاف الجراحي ما انعكس إيجابا على عمل وأداء القسم وزيادة فعاليته.
وأكدت هوف حرص المنظمة على الاستمرار في تقديم الدعم اللازم للمنظومة الصحية في سورية وتوفير أفضل الخدمات الطبية للمحتاجين والمرضى وقالت: “هناك العديد من مشاريع التأهيل التي ستشمل مشافي ومراكز صحية أخرى في مختلف المحافظات كما ان المنظمة ستتلقى قريبا كمية كبيرة من التجهيزات الطبية تصل قيمتها إلى نحو 12 مليون دولار أمريكي سيتم توزيعها ومنحها لهذه المشافي والمراكز”.
من جهته أعرب الدكتور حسن الجبه جي معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية عن تقديره للحكومة الصينية لإسهامها الكبير في إعادة تأهيل قسم الإسعاف بالمشفى الذي يعد المشفى الأم في سورية بعدد أسرته البالغ 850 سريرا إضافة الى 40 سرير عناية مشددة و36 غرفة عمليات ويعمل فيه 70 عضو هيئة تدريسية و82 طبيبا من مختلف الاختصاصات الطبية و850 ممرضا إضافة إلى أنه يشرف على تدريب وتأهيل الكوادر الطبية من أطباء المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا والدكتوراه في كلية الطب البشري حيث يعمل فيه 450 طالب دراسات عليا في مختلف الاختصاصات الطبية مشيرا إلى أن قسم الإسعاف المركزي في المشفى استقبل العام الماضي 115 ألفا و550 مريضا وأجرى 15 ألفا و540 عملا جراحيا.
كما نوه الدكتور الجبه جي بالدعم الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية لمشافي التعليم العالي وخاصة مشفى المواساة حيث قدمت له تجهيزات طبية مهمة مثل أجهزة أشعة للتصوير القوسي وأجهزة تخدير وصدمة قلبية وتخطيط قلب وشوارد وطاولات عمليات ونقالات للمرضى إضافة لمساهمتها في إعادة تأهيل الشعب الإنتانية والأمراض التنفسية وشعبة الحروق والعناية المشددة التابعة لها وكذلك تقديم الأدوية بشكل دائم ولاسيما الأدوية الاسعافية وأدوية التخدير والمسكنات المركزية والمضادات الحيوية والمستلزمات الطبية والتدريب بشكل عام.
بدوره رأى الدكتور عصام زكريا الأمين مدير عام المشفى أن عمليات التأهيل والترميم التي شهدها قسم الإسعاف أدت إلى تحسين الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين بكل مفاصل العمل الطبي الإسعافي الجراحي والباطني وما بين مراجعة أو قبول معربا عن تقديره لمساهمة الأصدقاء الصينيين في هذا المجال وأمله زيادة الدعم المقدم للقطاع الصحي واستمراره.
ولفت الدكتور الأمين إلى أنه يتم العمل حاليا على مشروع كبير وطموح هو المجمع الاسعافي الواقع بجانب المشفى والذي يتكون من 11 طابقا ويتسع لـ 168 سريرا و24 سرير عناية مركزة إضافة إلى مدرج للتدريس والتأهيل الأكاديمي للكوادر ووجود مهبط للطائرات على سطحه وفي حال افتتاحه بعد عدة سنوات سيكون أكبر مجمع إسعافي في المنطقة وليس في سورية فقط بتجهيزاته وإمكانياته حيث يستطيع استقبال 1500 مريض يوميا.
ويعد مشفى المواساة الجامعي منذ إحداثه عام 1956 بموجب القانون رقم 251 من أكبر المراكز التعليمية والخدمية الجامعية التي تقدم الرعاية الصحية للمواطنين من خلال إجراء الاستقصاءات الطبية كافة واستخدام أحدث التقنيات في العمليات الجراحية المختلفة والتعاون مع المؤءسسات والمنظمات الصحية والعلمية من أجل تطوير العمل فيه والمساهمة في التقدم العلمي.