سيريانديز
تعرض بعض مربي النحل في محافظة حمص لخسائر كبيرة في أعداد خلايا النحل وإنتاج العسل خلال الموسم الماضي نتيجة دخول طوائف من النحل المصري المقدم كمنحة من المنظمات الدولية بعد أ تبين عدم قدرة الخلايا الموزعة على تحمل الظروف الجوية وانتاجها المتواضع من العسل اضافة إلى تميزها بالعدوانية بعكس النحل السوري.
آراء المربين وممن لديهم خبرة كبيرة في مجال تربية النحل تتطابق بنسبة 90 بالمئة حول سوء النحل المستورد وعدم مناسبته للظروف البيئية.
أسعد الأسعد مربي نحل من قرية الدردارية يعمل بالمهنة منذ أكثر من 30 عاما تساءل كيف يمكن لاتحاد النحالين استلام نحل مقدم من منظمة الفاو دون فحص الخلايا ونوعية النحل والأمراض التي يحملها معه لافتا إلى ان النحل المقدم كمنحة يحمل أامراضا لم تكن موجودة في بيئتنا ويتميز بشراسته وعدم قدرته على جمع العسل بكميات كبيرة وعدم ملاءمته للمناخ والبيئة السورية ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منها.
مرب آخر في قرية حديدة دعا إلى تعويض المربين عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الأزمة لعدم قدرتهم على نقل الخلايا في مواسم الأزهار للمحاصيل والأشجار المثمرة ما أدى إلى انخفاض انتاج العسل لأكثر من النصف مقارنة مع سنوات قبل الأزمة.
المربي خالد الجم من قرية الزهورية في ريف حمص الشمالي أوضح أنه يمتلك 100 خلية نحل تنتج بالاحوال الطبيعية 7 كغ من العسل في الخلية الواحدة وعند دخول السلالة المستوردة لدعم المربين انخفض الإنتاج إلى أقل من 4 كغ حيث تبين أن النحل المستورد من سلالة سيئة وانه يفرخ كثيرا ويطرد الأفراخ داخل الخلية ويستهلك العسل بشراهة كبيرة ويهاجم النحل الضعيف ايضا حيث مر موسم على توزيعه للمربين.
نزار سليمان رئيس لجنة الشكاوى في مجلس محافظة حمص أوضح أن قضايا فنية عدة يجب الأخذ بها بعين الاعتبار قبل توزيع هكذا سلالات حيث تبين أن النحل المستورد يلزمه نحال متمرس وخبير ووزعت السلالات المستوردة على مرحلتين بشكل غير مدروس النتائج وقدر النفوق بـ 80 بالمئة من النحل الأصلي للخلايا من النوع السوري حيث تم توزيع الدفعة الأولى في بداية الخريف وجاء النوع شرسا ما تسبب بخسائر كبيرة.
واقترحت اللجنة الاقتصادية في مجلس المحافظة بحسب رئيسها المهندس أسامة الجوخدار في تصريح لسانا حصر المساعدات الإنسانية باللوازم والمعدات بعيدا عن إدخال سلالات تحتاج لدراسة معمقة وأياد خبيرة والتحقيق بخصوص الكتاب الوارد من وزارة الزراعة للمديريات للتأكد من النوع المذكور بالاتفاقية مع المنظمة المانحة من نوع غرنيولي وإدخال نوع آخر من سلالة النحل مصري وإعادة دراسة الخارطة الحراجية لتربية النحل وتأمين أصناف الزراعات الحراجية لانعاش تربية النحل وتكليف دائرة البحوث الزراعية بإنجاز الدراسات والحلول اللازمة لتلافي أمراض النحل واحداث مركز لدعم تربية النحل لانتاج الملكات في المنطقة الوسطى بحمص.
ولمعرفة رأي اتحاد النحالين المسؤول عن التنسيق والإشراف مع الجهة المانحة اعتبر المهندس ماهر الكردي مندوب اتحاد النحالين العرب بحمص أن المربين “يبالغون” ربما بسبب عدم معرفتهم بنوعية النحل وكيفية العناية به إضافة إلى أن النحل جاء على فترتين متباعدتين ومن استلم الدفعة الأولى لم يعان من هذه المشاكل في حين تأخر وصول الدفعة الثانية أدى إلى عدم تأقلمه مع الجو وعدم ادراك المربين لهذا الأمر.
وبين الكردي اعتياد المربين على تغذية النحل كل 20 يوما في حين يحتاج النحل المصري إلى تغذية كل أربعة أيام كان أحد أسباب المشكلة فهذا النوع يتميز بشراهته وهذا ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منه.
وحول الطاقة الإنتاجية للنحل المصري بالمقارنة مع النحل السوري يوضح الكردي أن إنتاجه جيد ويصل إلى 10 كغ عسل للخلية الواحدة لافتا إلى أن هناك دراسة لإعادة مشروع النحل السوري وتطويره.
مسؤول المشروع في غرفة زراعة حمص عبد المتين عبد المنعم أوضح أن الغرفة وزعت عام 2016 – 450 خلية نحل استفاد منها 150 مربيا بالمحافظة جاءت كمساعدات لدعم المربين في سورية من منظمة (الفاو) بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب وانحصر دور الغرفة بالتوزيع.