سيريانديز- سومر إبراهيم
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الثاني عشر الذي تقيمه الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في مكتبة الأسد بدمشق تحت شعار « نهوض وازدهار رغم الحصار »
وزير الزراعة المهندس أحمد القادري أكد أن انعقاد المؤتمر هو مؤشر لأهمية وأولوية البحث العلمي الزراعي لما له من دور كبير في إحداث النهضة الزراعية في العقود السابقة، فبالرغم من أن الكثير من المراكز البحثية الزراعية تعرضت للتخريب من قبل التنظيمات الإرهابية إلا أن الباحثين أصروا على الاستمرار بالعمل وكان نتاج عملهم في السنتين الماضيتين 32 صنفاً من الأصناف عالية الإنتاج ولكافة الأنواع النباتية، واليوم سنشهد من خلال المؤتمر عرض 73 بحثاً من البحوث التطبيقية التي ستساعد على تطوير القطاع الزراعي.
وبين القادري أن لدى الوزارة برنامجاً للتعاون المشترك مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، والمركز الدولي (إيكاردا) وهذا التعاون تمثل في السنوات السابقة بتنفيذ أبحاث مشتركة كان من ثمارها استنباط أصناف عالية الإنتاجية ملائمة للظروف البيئية السورية ، ولدينا تعاون مع الجامعات السورية من خلال وزارة التعليم العالي ، بالإضافة إلى التعاون مع الطاقة الذرية والاستشعار عن بعد والهدف إدخال تقانات حديثة تطور القطاع وتحسن الإنتاج ودخل الفلاح.
وأوضحت مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتورة ماجدة مفلح أن أهمية إقامة المؤتمرات البحثية تكمن بكونها تجمع باحثين من كل الجهات في سورية ، وتتيح المجال للإطلاع على آخر ما توصل إليه البحث العلمي الزراعي، لافتة إلى أنه في هذا العام حضر باحثون من العراق الشقيق، منوهة أنه ورد إلى الهيئة 181 بحثاً قيماً وهادفاً تم اختيار 118 ورقة علمية منها موزعة على 73 عرضاً شفهياً و45 بوستراً.
وأشارت مفلح إلى أن الهيئة تركز في هذه المرحلة على البحوث التطبيقية التي يكون لها أثراً إيجابياً مباشراً على تطوير الزراعة السورية وزيادة الإنتاج، مؤكدة أن الشعار الذي تم اختياره هذا العام يمثل دستور عمل كرسه الباحثين السوريين من خلال إصرارهم على المضي والاستمرار لتحقيق التقدم والازدهار.
ومن جهته ذكر مدير مركز بحوث الغاب الدكتور وسيم عدلة أن المركز يهتم بالأبحاث التي تخدم العملية الإنتاجية في الغاب بالدرجة الأولى وخاصة لمحاصيل القمح والبقوليات، حيث نفذنا تجارب مقارنة لأصناف القمح وتحملها للاجهادات البيئية والظروف المناخية وانتقاء أصناف أكثر مقاومة وأعلى إنتاجية، و حققنا نتائج إيجابية بما يخص تهجين البقوليات وخاصة محصول الحمص الذي وضعنا له برنامجاً وطنياً، حيث كنا نستعين بمراكز بحثية أخرى واليوم نعتمد بشكل كامل على الخبرات الموجودة بالمركز.
يشار إلى أن المؤتمر يستمر لثلاثة أيام ويتضمن محاور عدة منها ما يخص الموارد المائية والإنتاج النباتي والموارد الطبيعية ووقاية النبات والإنتاج الحيواني وغيرها، وتخلل المؤتمر افتتاح معرضاً لآخر الأبحاث التي توصلت إليها مراكز البحوث الزراعية السورية.
هذا ويعد البحث العلمي الزراعي واحداً من أهم المقومات التي ساهمت في النهضة الزراعية السورية التي شهدتها سورية قبل الحرب ، وبرغم الظروف الصعبة التي تعرض لها هذا القطاع استمر الباحثون بسورية بممارسة نشاطهم ومواكبة التطور العلمي الزراعي وإعطاء أبحاث تطبيقية قدمت نتائج إيجابية على الأرض ، فقد تم اعتماد 16 صنفاً من المحاصيل ونشر زراعة 15 صنفاً من الفاكهة، والعديد من سلالات الحبوب والبقوليات والخضار، وتسليم 2000 كغ من نويات الأصناف المحسنة للحبوب والبقوليات والذرة لمؤسسة إكثار البذار وأكثر من 160 من بذار أساس أصناف القطن المحسنة ، بالإضافة إلى نيل جائزة أكساد للبحث العلمي الزراعية، وبلغ عدد الحاصلين على شهادات الدكتوراه والماجستير 116 باحثاً خلال الأزمة، وتم إصدار مجلة علمية إلكترونية لنشر الأبحاث ومكتبة إلكترونية لتوثيقها والعديد من الكتب والأطالس.