سيريانديز
في العشر الاخير من رمضان تنشط حركة التسوق والإقبال على المحال التجارية لشراء مستلزمات وكسوة عيد الفطر وتزداد حركة الأسواق يوميا وخاصة بعد الإفطار وساعات الليل المتأخرة.
وفي شوارع دمشق ثمة ما هو مختلف عن سنوات الحرب السابقة فالجهود منصبة على إعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل سبع سنوات وخاصة في هذه الأيام التي تعيش فيها العاصمة حالة من الاستقرار حيث انعكست تلك الحالة في خروج الناس إلى الأسواق والمطاعم وعودة النشاط التجاري والصناعي.
هذا العام يتنافس أصحاب المحال التجارية في الأسواق الشعبية بعرض أجمل بضائعهم بطريقة ملفتة للنظر تستقطب المارة في السوق الذين يضخون نبض الحياة في شرايينه وهم يتنقلون بين محاله المتراصة على الجانبين بحثا عما يناسب أذواقهم.
سانا تجولت في اسواق دمشق ورصدت الحركة فيها حيث أكد عدد كبير من المتسوقين أن أجواء هذا العيد تختلف تماما عن أجواء العيد في السنوات السابقة فالسوق يشهد حركة كثيفة على مدار الساعة وهذا بسبب عودة الأمان حسب تعبيرهم.
كاميرا سانا جالت في سوق الحميدية وازقته وسط دمشق وأجرت العديد من اللقاءات مع الأهالي الذين أكدوا أنهم يحتفلون هذا العام بالعيد ببهجة وفرحة كبيرة.
يشار إلى أن سوق الحميدية هو مركز تجاري في قلب دمشق القديمة ويشكل درة الأسواق وأجملها وأشهرها ويعد ملتقى الزائرين من كل المناطق السورية والسياح من دول العالم.
عدد من المواطنين الذين التقتهم سانا لفتوا إلى إن هذا العام يختلف عن سابقه فالوضع الأمني أفضل وسورية تعافت فلا قذائف تخيفهم ولا تفجيرات تعترضهم مجمعين على أن اغلب الأسر السورية أصبحت اليوم قادرة على شراء ألبسة العيد الجديدة لجميع أولادها بسبب التخفيضات التي تقوم بها المحال التجارية فالأسعار المتداولة تناسب أغلب الشرائح.
أم أحمد متسوقة بينت أن فرحة العيد في سورية ولا سيما عاداته وتقاليده كانت غائبة بسبب ظروف الحرب التي عاشتها من جهة والحالة الاقتصادية السيئة التي تفاقمت من جهة أخرى لكن هذا العام الفرحة مميزة وكبيرة فبعد النصر الذي حققه الجيش العربي السوري بات العيد أجمل وخاصة انه ترافق مع شعور الأمن والأمان معبرة عن بهجتها بتوافد الزوار واقبالهم على التسوق والأسواق.
أبو محمد الذي رافق بناته إلى السوق قال لـ سانا ” في السنوات السابقة كان من الصعب أن تمارس العائلة السورية عاداتها الشرائية نظراً لوصول أسعار السلع والمواد المختلفة بالأسواق إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما كانت عليه لكن الآن العائلة تستطيع شراء مستلزماتها ومستلزمات أطفالها وبأسعار مقبولة”.
وأعطت بهجة الأطفال لونا خاصا من الفرح والسرور للسوق حيث انعكست الفرحة على وجوههم بشرائهم ثياب العيد الجديدة.
صاحب احد المحال التجارية للألبسة أوضح أن أسعار البيع في المحلات تنافسية وترتكز على أسعار الجملة وهناك تخفيضات كبيرة على جميع الألبسة والهدف منها أن تصل القطعة المناسبة بالسعر المناسب للمواطن.
في حين رأت سيدة قادمة من محافظة الحسكة وأخرى من السويداء للتسوق قبل العيد أن زيارة سوق الحميدية من الطقوس الجميلة التي يمارساها قبيل
العيد.
ولفتت أم لخمسة أطفال كانت تتسوق معهم إلى أن أسعار الالبسة هذا العام انخفضت والعروض كثيرة والمنافسة بين البضائع والمحال بارزة وهذا ما كان يحصل قبل الحرب.
صاحب محل تجاري بين أن آلاما كثيرة أوجعت القلوب خلال سنوات الحرب لكن الأمل يكبر هذا العام بعد النصر الذي حققه الجيش العربي السوري البطل مشيرا إلى ان التجار يحاولون قدر الإمكان أن يخفضوا أسعار منتجاتهم ويقدموا تسهيلات للمواطنين في حين أشار آخر إلى أن العيد مختلف عن الأعوام السابقة والتفاؤل يمكن قراءته بسهولة على أوجه السوريين.
وكما للمحال التجارية روادها ايضا للبسطات الصغيرة روادها وهذا ما أكده صاحب احدى البسطات في السوق مبينا أن الأحوال تحسنت وموسم هذا العام أفضل من العام الماضي.
وبالرغم من الإجماع على صعوبة الوضع الاقتصادي هذه الأيام إلا أن الأسواق شهدت ازدحاماً كبيرا وفي صراع ما قبل الحرب وما بعدها يبقى الشعب السوري وحده قادرا على خلق سعادته ضمن أصعب الظروف وتحت مختلف الضغوط التي من الممكن أن يتعرض لها فلا الحرب ولا ضيق الحال سيغيران من حبه للحياة واصراره على الأمل.