عاد معرض الزهور ليفتح أبوابه أمام الزائرين الذين تشوقوا لرؤية الورود الجميلة التي يتفنن أصحابها بطرق عرضها وتنسيقها كلوحة فنية مزركشة تتداخل فيها الألوان مع بعضها فتكون مصدر جذب للناظر إليها.
على مدى عدة أمتار من مدخل حديقة تشرين وسط دمشق تشاهد على جانبي الطريق الطويل مساحات خضراء ملونة بالكثير من النباتات والأزهار حيث يحتار الزائر من أين سيبدأ رحلته في المعرض وتشدك أيضا أصوات جريان الماء وهو يتدفق من البحيرات الصناعية والشلالات التي توزعت بين المشاتل الخضراء لتزيد المشهد جمالا وروعة إضافة إلى الروائح العطرية التي تنبعث من الزهور.
ويتضمن المعرض 44 جناحا للمشاتل المحلية والأجنبية تشمل نباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج المتعلقة بالزهور وتنسيق الحدائق ومنتجات العسل والوردة الشامية والنباتات الطبية والعطرية والتي تمثل بعدا إضافيا لزيادة الموارد الاقتصادية هذا ما أكده المهندس محمد مهند الأصفر مدير الاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة في لقاء مع سانا متحدثا عن أهمية المعرض ودوره في الحفاظ على المسطح الأخضر والنباتات والأزهار كونه نافذة مهمة لمنتجي ومنسقي أزهار القطف للتعريف بمنتجاتهم والترويج لها.
وأوضح الأصفر أن إقامة المعرض هذا العام بعد توقف لثماني سنوات يحمل رسالة بأن سورية صامدة وانتصرت وبدأت بالتعافي الاقتصادي وعودة الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بعد مضي سنوات من الصمود بوجه الإرهاب وأنها قادرة على إقامة المعارض قائلا “نحن نحارب بيد ونزرع بيد”.
ولفت الأصفر إلى أن هناك تشجيعا قويا من قبل وزارة الزراعة للاهتمام بأزهار القطف ونباتات الزينة الموجودة في المعرض لأنها تحقق عائدا اقتصاديا عند تصديرها ولا سيما أن كميات كبيرة منها تصدر بشكل اسبوعي إلى لبنان ومن ثم إلى باقي الدول لافتا إلى التعاون بين وزارة الزراعة والاقتصاد في هذا الموضوع لوضعه على السكة التصديرية الصحيحة ومعالجة الصعوبات التي يعاني منها.
وأشار الأصفر إلى أن الوزارة تشجع المواطنين على زراعة الوردة الشامية التي هي الأهم والأشهر والتوسع في زراعتها نظرا لأهميتها الاقتصادية كونها زراعة رديفة للمنتجات الاقتصادية الموجودة في البلد لافتا إلى أن الحكومة السورية تقوم بتوزيع الغراس المجانية للوردة الشامية على المواطنين.
يحيى كحلوس صاحب أحد مشاتل الزهور المشاركة في المعرض تحدث لـ سانا عن المنتج الطبيعي وأهميته كزراعة اقتصادية رديفة للمنتجات الاقتصادية الموجودة في البلد لافتا إلى أن المعرض تجربة مميزة وفرصة لتقديم بعض النباتات منها المحلية أو الأجنبية التي تستقطب العديد من الزوار.
من جانبه بين أحمد الكور أن حركة التصدير شبه جامدة بينما الاستيراد موجود ولكن بشكل قليل منوها بأن سورية تنفرد بالعديد من النباتات مثل “الياسمين والفل البلدي والوردة الدمشقية بأنواعها” وأن هناك اقبالا للشراء من قبل زوار المعرض ومحبي النباتات والأزهار قائلا “هناك اختلاف في الأسعار فمنها ما يتناسب مع دخل المواطن ومنها ما يفوق دخله”.
وشهد المعرض مشاركات لشركات من عدة دول حيث بين عبد القادر صباغ من شركة غرين يارد البلغارية أن مشاركة الشركة تتميز بأسعار رمزية تسويقية بعيدة عن الهدف الربحي وذلك من أجل المساهمة في دوران عجلة الاقتصاد السوري بعد تعافي البلاد حيث تشارك الشركة بعدة أنواع مثل “الأشجار المثمرة والشوكيات والكاميليا” وهي أنواع نادرة وجيدة وعمرها طويل خلافا لما في الأسواق.
ياسر كوسكا مدير جناح الشركة اليابانية بين أن المعروضات والنباتات المعروضة تباع بأسعار رمزية تسويقية حيث يتراوح سعرها بين “200 و500” ليرة سورية وتشارك الشركة بعدة أنواع مثل الأشجار اليابانية المثمرة المقزمة والأزهار المحنطة.
مدير شركة لاند سكيب العراقية المهندس مجد دروبي أوضح أن الجناح يضم تشكيلة من النباتات الدائمة والمزهرة والصباريات والنباتات الحراجية لاستخدامها ضمن تنسيق الحدائق والمسطحات ومن النباتات التي تشارك فيها “تويا وعفص وكاميليا وريحان وغاردينيا وفل وصبار ومانوليا والجهنمية ومعظم النباتات الصبارية”.
ويعتبر معرض الزهور من النشاطات السنوية التقليدية التي تقام في سورية مع بداية كل موسم سياحي وتشارك فيه العديد من الدول العربية والشركات المحلية والأجنبية وأصبح تظاهرة ثقافية وفنية مشكلا فرصة سانحة للسوريين ليتعرفوا على أنواع جديدة من الأزهار والنباتات التي غابت عنهم بسبب ظروف الحرب.