خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم – رنا عباس
تحت شعار «بعيونكم انتصر الوطن» انتهت اليوم الدورة التدريبة لفاقدي البصر الكلي أثناء العمليات الحربية في مدينة السقيلبية بحماة، لتعليمهم استخدام الأجهزة الحاسوبية وكيفية المراسلة على برامج التواصل الاجتماعي باستخدام برامج ناطقة.
وأكد مستشار وزير الشؤون الاجتماعية والعمل أيمن قحف لـ «سيريانديز» أن هذه الدورات جديدة نسبياً وهي مبادرة خلاقة وعمل تشاركي قامت به بعض الجمعيات التي تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ممثلة بجمعية البستان فرع حماة ومؤسسة الشهيد مكتب مصياف ومؤسسة شباب سورية للعمل التطوعي في دمشق و مكتب المتابعة لمحافظة حماة مكتب مصياف، لافتاً إلى أن هذه الدورات بدأت بمصياف وبعدها سلمية واختتمت في السقيلبية .
وبين قحف أن هذه الدورات تساعد المستهدفين على إخراجهم من حالة العزلة ومنحهم شيئا من التفاؤل ، منوهاً أن وزارة الشؤون ترحب بهكذا مبادرات وتسعى لتعميمها لتقديم الفائدة لأكبر عدد من فاقدي البصر، قائلاً: نحن مكرمون بتواجدنا مع من قدم بصره للوطن، وشكر القائمين على الدورة لتقديم قاعدة بيانات مفصلة عن جميع الدوارت مع اقتراحات بهدف دمج الجرحى في المجتمع و تحوليهم إلى أشخاص فاعلين ومنتجين .
مدير دورات الإبصار عبد الهادي مصطفى أوضح أن هذه الدورة هي مشروع وطني سيعمم على كامل الجغرافيا السورية تستهدف فاقدي النظر الكلي من جرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة في العمليات الحربية، وأيضاً من مصابي العمليات الحربية وهنا نقصد المدنيون الذي تعرضوا للإصابة نتيجة الأعمال الارهابية، مبيناً أن الهدف من الدورة هو تدريب الجرحى على استخدام الأجهزة الذكية وتم تسجيل ٨ أسماء في هذه الدورة ليصبح العدد المستهدف في محافظة حماة ٤٠ جريحاً.
«سيريانديز» استطلعت آراء بعض المتدربين في الدورة حيث أبدى الشهيد الحي كمال ابراهيم شملص سعادته في ختام الدورة و قال نحن كفاقدي نظر بحاجة لاتباع مثل هذه الدورات و كل ما يعزز تواصلنا مع المجتمع، وقال الجريح ابراهيم محمد عبادو تعرضت للإصابة منذ عام ٢٠١٣ ,والدورة مفيدة فمنذ تاريخ الاصابة وأنا أجد صعوبة بالتواصل مع المحيط، أما الملازم أول محمد عليشة قال: أنا متأقلم مع فقدي للنظر أحاول أن أتعلم العزف على آلة العود و أتمنى أن تتطور مهاراتي لكن أهم شيء في الدورة هو الدعم النفسي، أما بالنسبة للدورة التعليم على الأجهزة الذكية فإني أجدها فرصة لنا جرحى فاقدي النظر على تعزيز مهاراتنا للتواصل مع المجتمع والمحيط، الجريح ابراهيم جحجاح قال : قبل اتباع الدورة كنت متردداً وأقول ماذا ستقدم لي من فائدة ولكن الآن أدرك أهمية هذ النوع من الدورات.
وبدأ المدرب رامي عيسى كلامه وهو فاقد بصر ومجاز بالقانون الدولي :(أغمض عينيك دقيقة فإن لم تستطع أن تفعل ما أفعل فأشفق على نفسك)، وتابع: إن سلسة الدورات التي أقيمت في حماة كللت بالنجاح والهدف منها تدريب فاقدي البصر على برامج التواصل الاجتماعي ودمجهم بالمجتمع وتقديم الدعم النفسي لهم فالبعض منهم عرض أن يكون مدرباً، متوجهاً بالشكر للجميع على التعاون وخاصة مديرية التربية بحماة على تحديث الحواسيب الموجودة لتتناسب مع التطور التقني الذي وصلنا له.
تابع حديثه قائلاً: عملنا بالدورة على برنامج الحاسب ، بمساعدة البرنامج الصوتي ، الذي تم تدريب المتدربين عليه بحيث استطاع الكفيف، قيادة الحاسب بشكل كامل والتصفح على الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي ، وباستطاعة أي أحد تنزيل البرنامج الصوتي على جهاز ذكي ويجري عليه كل العمليات ، عن أسلوب العمل الذي اتبعه بالدورة قال : قمت بإعطاء المعلومة للمتدربين ، ومساعدو التدريب من فريق مؤسسة الشهيد بمصياف ساعدوا المتدربين على التطبيق العملي .
وأشارت مديرة مكتب مصياف لمؤسسة الشهيد بشرى محفوض إلى أن المؤسسة شاركت بالدورة بفريق مؤلف من / 16/ مدرِّباً ، مساعدين لمدرب الدورة ، بحيث يكون لكل مصاب كفيف مساعد مدرب ، مهمته إيصال المعلومات للكفيف والإشراف عليه ومساعدته لتطبيقها عملياً ، وتقديم الدعم النفسي اللازم لمساعدة المصاب بالتعلم بهدف دمجهم بالمجتمع واستخدام كل وسائل التواصل ليستطيع الاعتماد على نفسه
جدير بالذكر أن السيد باسل علي محمد القائد الميداني في منطقة الغاب تبرع بكل نفقات الدورة كما قدم مكافأة نقدية لكل متدرب بقيمة خمسين ألف ليرة سورية ،كما تبرع بأجهزة موبايل لمن لا يملك جهازا صالحاً لاستخدام المكفوفين..