خاص سيريانديز-عناب
قليلة هي اللحظات التي نستعيد فيها انسانيتنا في هذا العصر المتوحش ،من تلك اللحظات النادرة كان الوقت الذي قضيناه بين الجرحى وذوي الشهداء في المخيم الترفيهي المقام لهم حالياً في قرية عناب الجميلة في سهل الغاب..
هناك بيئة حاضنة للبطولة ،مجتمع قدم آلاف الشهداء والجرحى دفاعاً عن الوطن لذلك كان الضيوف بين أهلهم يتلقون الحفاوة حيث مع كل كلمة ترحيب هناك قصة بطولة بين الضيف والمضيف ..
حوالي 150 من الجرحى ومن فقدوا أبصارهم نتيجة تضحياتهم في الميدان مع مرافقيهم ومجموعة من ذوي الشهداء يعيشون هذه الأيام أوقاتاً جميلة في المخيم..
يوم السبت كانت كل قيادات حماة الرسمية والشعبية والروحية في منتزه عناب تحتفي بالأبطال ،وألقى كل من الدكتور محمد حزوري محافظ حماة والسيد أشرف باشوري أمين فرع الحزب وأيمن قحف مستشار وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وعدد من رجال الدين المسيحي والاسلامي والاعلامي اياد ناصر كلمات مؤثرة أكدت أن الاحتفاء بالفرح مع أهل البطولة وأسباب الانتصار هي رسالة امتنان وتعبير عن التلاحم الشعبي وتقدير التضحيات .
وأجمل ما في الافتتاح كانت مداخلات الجرحى ومرافقيهم وذوي الشهداء وحتى الأطفال الذين تحدثوا ببراءتهم بلسان الأبطال الذين صاغوا التاريخ..
وقال باسل علي محمد القائد الميداني في قطاع الغاب المشرف على المعسكر والذي تحمل كامل نفقات المخيم - إن فكرة إقامة هذا المخيم تأتي من دافع تامين أفضل الأجواء لمن قدم أغلى ما لديه في سبيل عزة وطنه وهم الجرحى وأبناء الشهداء مشيرا إلى أن المعسكر يؤمن كافة خدمات الإطعام والمبيت والترفيه والتسلية للمشاركين.
سانا التقت بعض المشاركين والمشرفين فقال الرائد إبراهيم مصطفى ديب المشارك في المعسكر وهو فاقد للبصر نتيجة إصابته في احدى المعارك مع الإرهابيين في منطقة خان الشيح عبر عن شكره وتقديره لكل الجهات المساهمة في إقامة وتنظيم هذا المعسكر الذي يمثل بلسماً للجراح ودافعاً معنوياً قوياً لكل المشاركين منوهاً بالخدمات المقدمة وحرص المتطوعين في المعسكر على خدمة المشاركين والاستجابة لطلباتهم بكل محبة واحترام.
ولفت ديب إلى أنه شخصياً انتسب قبل مشاركته في المعسكر لدورة فاقدي البصر لمدة أسبوع والتي أقامتها جمعية البستان الخيرية ومؤسسة شهيد وحققت له استفادة كبيرة في قدرته على استخدام جهاز الحاسوب وتنمية مهاراته بهذا المجال مؤكداً أن المعسكر جاء للترويح عن النفس والترفيه نظراً لما يحفل به من برامج تسلية وإمتاع فضلاً عن موقع الاستضافة في منتزه عناب الذي يشكل بحد ذاته مصيفاً ومنتجعاً سياحياً يتمتع بطبيعة ساحرة وجو لطيف ومساحات خضراء تمنح المشاركين والزوار الراحة والاستجمام والصفاء.
بدوره هادي عاقل ابن شهيد عبر عن سعادته الغامرة للمشاركة في المخيم الذي يمثل مساحة رحبة للتواصل والتفاعل والتعارف مع الآخرين كما يشكل فرصة لاكتساب مهارات ذاتية وقضاء أوقات ممتعة بصحبة أناس طيبين ومحببين.
المهندس رفيق عاقل عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة المكلف بالإشراف على أنشطته وفعالياته أوضح أنه في إطار السعي لتلبية مطالب واحتياجات المشاركين في المعسكر من ذوي الشهداء والجرحى تقرر تنظيم زيارات ولقاءات مباشرة يومياً مع مديري المؤسسات والجهات الخدمية في المعسكر ليصار إلى تذليل كل العقبات التي تعترض أسر الشهداء والجرحى في الجوانب الخدمية ومعالجتها على الفور.
وأشار عاقل إلى أن المعسكر الذي يستمر قرابة اسبوع يتضمن أنشطة وبرامج متنوعة سياحية وثقافية وفنية وترفيهية ورياضية من شانها المساهمة في إدخال السرور إلى قلوب ونفوس المشاركين وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم وتبني مواهبهم وإثارة امكانياتهم واستثمارها ايجابيا سعيا وراء تحسين أوضاعهم النفسية والمادية والاجتماعية.
ومن بين ضيوف الافتتاح مجلس ادارة جمعية صامدون رغم الجراح القادم من حمص مع مجموعة من الجرجى والمكفوفين وقال عبد الكريم محمد رئيس مجلس ادارة الجمعية لسيريانديز أن المعسكر تجربة متميزة تعطي الاولوية للجانب الترفيهي وهو مهم جداً لهذه الشريحة مشيداً بالدورات التي أجريت للمكفوفين للتعلم على الحاسب والاجهزة الذكية والتي ستنقل الى حمص قريباً،ومن نتائج الزيارة تم الاتفاق على افتتاح فرع للجمعية في منطقة الغاب بدعم من السيد باسل محمد وذلك بحضور السيد كامل رمضان مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحماة ،وقالت السيدة نورا سليمان المكلفة بإحداث الفرع أن منطقة الغاب فيها عدد كبير من الجرحى الأبطال الذين لا يوجد جمعيات تقوم برعايتهم وبالتالي فإن اسم وخبرة صامدون رغم الجراح سيؤثر ايجاباً على واقع الجرحى..