عاد أطفال حلب هذا العام بكثافة إلى مدارسهم التي خيم عليها الإرهاب لسنوات عدة ودمرها بكل حقد ومنهجية وبعد أن تمت صيانة هذه المدارس وترميمها ووضعها في الخدمة عادت لتستقبل الطلاب وتمارس دورها في تنشئة الأجيال وتربيتهم وتعليمهم.
كاميرا سانا زارت عدداً من أحياء مدينة حلب التي كانت تقبع تحت ظلم الإرهاب واطلعت على واقع المدارس التعليمية التي رممت بجهود حثيثة من المحافظة وفتحت أبوابها للطلاب في العام الدراسي الجديد ورصدت فرحة التلاميذ والتقت الكوادر التدريسية التي لا تبخل بتقديم كل المعلومات لتنشئة جيل واع مثقف يحمل سلاح العلم في وجه الإرهاب.
وأكدت وفاء طه العمر مديرة مدرسة محمد صالح صباغ للتعليم الأساسي في حي بستان الباشا لمراسل سانا أن هذه المدرسة تعد الوحيدة في الحي المهيأة لاستقبال الطلاب مشيرة إلى أنها تحتوي على 16 شعبة تستوعب 325 طالبا ومبينة أن إقبال الطلاب هذا العام زاد مقارنة بالعام السابق بسبب حالة الأمن والأمان التي يعيشها الحي بعد دحر الإرهاب ولافتة إلى مستوى التلاميذ الممتاز بفضل جهود الكادر التدريسي كونه قام بتأهيل الطلاب خلال الدورات الصيفية المجانية فضلا عن تعاون الأهالي واندفاعهم نحو تعليم أطفالهم بكل محبة وفرح.
ولفتت ناريمان مشلح مدرسة إلى إقبال الطلاب الكثيف للتسجيل في المدارس هذا العام مشيرة إلى جهود الكوادر التدريسية التي تبذل في مدرسة محمد صالح صباغ لتوعية الطلاب اجتماعيا وتوجيههم توجيها صحيحا.
وفي مدرسة عبد الكريم الصالح للتعليم الأساسي في حي الهلك ملأت أصوات التلاميذ الصفوف الدرسية مرددين الأناشيد والمعلومات التي تعلموها خلال الدورات الصيفية التي تقيمها المدرسة وبينت غادة طراب مديرة المدرسة أنها تحتوي على 31 شعبة تستوعب 1300 طالب مشيرة إلى أن الكادر التدريسي لم يتوقف عن تقديم العلم للتلاميذ أثناء الحرب ولم تغلق المدرسة أبوابها يوما رغم كل الدمار المحيط وكل قذائف الحقد والغدر التي طالت الحجر والبشر.
ولفتت طراب إلى تصميم الأهالي على إرسال أطفالهم للتعلم رغم كل ظروف الحرب القاسية التي مروا بها.
من جانبها أوضحت المدرسة غنوة كراكيش أن حب الطلاب للتعلم جعلهم ملتزمين بالدوام المدرسي منذ اليوم الأول مضيفة.. إن الكادر التربوي والتوجيهي في المدرسة عمل خلال فترة الصيف على إعادة تأهيل التلاميذ وتقديم الدعم النفسي لهم لدمجهم مع زملائهم عن طريق سرد القصص الهادفة وتنمية مواهبهم وتوعيتهم كونهم عانوا من ظلم الإرهاب وانقطع عدد كبير منهم عن الدوام المدرسي أثناء الحرب.
والتقت سانا في جولتها عددا من أهالي الطلاب الذين عبروا عن تصميمهم على إرسال أطفالهم لإكمال تعلمهم وكسب المعرفة خاصة بعد دحر الإرهاب وعودة الأمان.
وأكدت إيمان الشيخ رغبة الأهالي الشديدة في تعليم أطفالهم ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع مستقبلا فيما قدمت الشابة إيمان طاهر العمر إلى مدرسة عبد الكريم الصالح مصطحبة ابن أخيها بكل فرح ليكمل تعليمه مشيدة بالكوادر التدريسية الكفوءة التي تؤهل التلاميذ وتقدم الدعم لذويهم من أجل سير عملية التعليم بالشكل الأمثل.
بدوره بين مدير مدرسة سليم حاج أحمد في منطقة الأرض الحمرا أن أعداد الطلاب ازدادت هذا العام بعد تأهيل المدارس وصيانتها وإعدادها لاستقبال التلاميذ من المستويات كافة ووضع كل تلميذ انقطع عن التعليم بسبب ظروف الحرب ضمن مستواه العمري والتعليمي المناسب حتى لا تفوته أي معلومة أو مهارة يمكن اكتسابها.
وأثناء الجولة استمع مراسل سانا إلى التلاميذ الذين عبروا بكل عفوية عن سعادتهم بعودتهم إلى مدارسهم حيث أكد الطالب علي علي من الصف الخامس الابتدائي أنه سعيد جدا بالمعلومات التي يكتسبها في المدرسة وأنه يقوم بحفظها عن ظهر قلب كونه يحب التعلم ويحب معلمته التي تصوغ له المعلومات بأسلوب محبب ومبسط فيما أوضحت الطالبة فاطمة الزهراء الأسود أنها بسبب انقطاعها عن الدوام المدرسي لمدة سنتين فقدت الكثير من المعلومات وتقوم الآن بعد تأهيل مدرستها بمحاولة تعلم ما فاتها لتحقق علامات عالية في الامتحان.